بتوجيهات من مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور الشيخ عبد اللطيف دريان، قام أعضاء من المجلس الشرعي الاسلامي الأعلى عن طرابلس والشمال بزيارة قائم مقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، وتم خلال اللقاء التطرق إلى الأحداث الأليمة التي أصابت الشمال وأهله في الآونة الأخيرة، من غرق عبارة المهاجرين قبال شواطئ طرابلس إلى محاولة التطاول والتجني على سماحة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، وكان للمجتمعين البيان التالي:
أولاً: إنَّ المُصاب الأليم الذي أدى الى غرق عبارة المهاجرين هو نتيجة لحجم البؤس والحرمان الذي يعيشه أهل طرابلس خاصة والشمال عامة، ومن المفترض أن يشكل هذا الحدث الأليم حافزاً لدى كل مسؤول للتحرك السريع لأجل تخفيف الظلم اللاحق بأهلنا في طرابلس والشمال، حيثُ مضى أكثر من عشرة أيام وما زال هنالك مفقودون أعزاء في قعر البحر دون أن نلمس تحركا” جديا” لإسترجاع جثامين الشهداء كي تبرد نار ذويهم ومحبيهم,
وقد استنكر أعضاء المجلس هذا الاستهتار؟ فأين معايير حقوق الإنسان التي ينبغي ان تراعى؟
إننا اذ نحتسبهم شهداء عند الله تعالى، ندعوه عز وجل أن يرحمهم ويغفر لهم وأن ينزلهم منزل صدق مع الشهداء والصالحين، إنه سميع مجيب،
ثانيا” استنكر المجتمعون الحادثة الأخيرة التي حصلت في صبيحة اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك حيث حاول بعض المغرر بهم مع بعض المندسين، ممن لا يعرفون تقاليد هذه المدينة ومقاماتها، التطاول على سماحة القائم مقام مفتي طرابلس والشمال سماحة الشيخ محمد الامام وهو داخل لأداء صلاة وخطبة العيد, وعليه فإن هذه الاعمال لا يجب أن تمر دون عقاب أو محاسبة، ولن نقبل بأن يكون مقام الإفتاء مكسر عصى لأي كان، مهما كبر وجعه، فالآلام كبيرة والمصائب كثيرة وهي تصيب الجميع دون تمييز، ويبدو أن هنالك من التبس عليهم الأمر، وظنوا أن هذا المقام هو سبب لأوجاع البعض، فقط ليصرفوا النظر عن الفاسدين الأصليين السبب الحقيقي لما نحن فيه من أزمات إقتصادية واجتماعية وصحية،
لذلك، فإننا ندعو المسؤولين الى الأخذ بقوة على يد كل من يحاول اللعب في ميدان الفتن، والمس بالمحرمات، كي نصون ما تبقى من أمن وسلام في هذه المدينة الصابرة المحتسبة، كما نحذر من تكرار مثل هذه الافعال إذ عندها سنكون قد دخلنا حتما” في المحظور،..
حمى الله هذه المدينة من شر الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأعان أهلها الطيبين على تجاوز المحن والمصائب وما أكثرها..
Related Posts