بدا المشهد الداخلي قبل عشرين يوما من موعد الانتخابات النيابية على موعد استباقي من الاهتزازات والاختلالات التي استحضرت هاجس احتمال اتساع هذه الاختلالات الى حدود تهديد اجراء الانتخابات. ومع ان معظم المؤشرات والمعطيات الأمنية كما السياسية ، وعلى رغم التضارب الكبير في مواقف القوى الداخلية سياسيا على أبواب منازلة انتخابية “مصيرية”، تؤكد ان هذه التطورات لا يفترض ان تبلغ حدود تهديد جدي للانتخابات، فان بعض مجريات ما شهدته طرابلس من استغلال للفاجعة التي زج فيها عدد من أبنائها، مع عشرات المهاجرين السوريين لم يعرفوا بعد أيضا، على “مركب الموت” اثار مخاوف جدية من اتساع الإثارة والتحشيد ضد الجيش بزعم تحميله تبعة غرق المركب.
وبحسب ما كتبت” النهار”بدا الوضع بمجمله امام استحقاق امني خطير يسابق الاستحقاق الانتخابي في وقت مضت القوى السياسية والحزبية في الاعداد بقوة للمبارزات الانتخابية من خلال تكثيف المهرجانات والحملات واطلاق المواقف ذات الوتيرة العالية السقوف على غاربها.
وجاء في افتتاحية” الديار”: لا تخفي مصادر امنية قلقها من غياب الاستقرار في البلاد، لكنها لا تزال غير متخوفة من تاثير الاحداث الجارية على الانتخابات النيابية التي لا توجد بعد مؤشرات حسية اقله حتى الان، تشير الى وجود اطراف منظمة تعمل على تطييرها من خلال افتعال احداث امنية متنقلة، لكن هذا لا يمنع ضرورة رفع الجهوزية والاستعداد لاي «مفاجآت» غير محسوبة.
ووفقا لتلك المصادر لا «خيط» يربط بين الاهتزازات الامنية في مختلف المناطق اللبنانية، ولا تزال الامور تحت «السيطرة» لكن ما هو مقلق «هشاشة» الاوضاع المرتبطة بالانهاك الاقتصادي المستمر لكافة شرائح المجتمع اللبناني والتي تترك الكثير من «النوافذ» «والابواب» المشرعة امام كل من يريد استغلال حالات «غضب» قد تكون مفهومة ومبررة في لحظتها، لكن ثمة وضع عام شديد الحساسية والتوتر يضع البلاد امام مرحلة دقيقة للغاية في ظل استمرار «الافق» المسدود والمراوحة في المعالجات الاقتصادية التي تجعل «اليأس» يتسلل الى شرائح واسعة من الناس التي قد تجد متنفسا لغضبها في «الشارع» وعندها قد يدخل الكثيرون ممن يريدون «اللعب» بالامن لمصالح ذاتية او خارجية. ولهذا لا يمكن الاستمرار بترك الامور على حالها لان الضغط يزداد وبات الحمل على القوى الامنية والعسكرية لا «يطاق».
كتبت ” البناء”: عاد احتمال تأجيل الانتخابات النيابيّة الى الواجهة بقوة، وسط مؤشرات خطيرة تحدق بالساحة الداخلية لا سيما حوادث طرابلس وتصعيد الوضع الأمنيّ في الجنوب، والاحتجاجات الشعبية المتوقعة اليوم لعدد من القطاعات والنقابات رفضا لإقرار “الكابيتال كونترول” بالتزامن مع مناقشته في جلسة اللجان النيابية في المجلس النيابي.
وتساءلت مصادر سياسية عبر “البناء” كيف ستجرى الانتخابات في ظل هذه الأجواء المشحونة في طرابلس بالتوازي مع محاولات اللعب بأمن واستقرار الجنوب؟ وهل من يسعى لتفجير الوضع الامني انطلاقاً من طرابلس والجنوب بموازاة تفجير الوضع الاجتماعي في الشارع تحت ضغط تفاقم الظروف الاقتصادية والاجتماعية ومحاولات فرض قانون الكابيتال كونترول .
وبحسب مصادر مسؤولة لـ”الجمهورية” فإنّ ما ما يحصل، سواء على المستوى الامني او على مستوى الدولار، مُنطلق من خلفية السعي لإدخال البلد في نفق شديد الخطورة ليس على مستقبله كنظام فحسب، بل على مستوى بقائه كوطن وكيان”.
وسألت المصادر: “أي انتخابات نيابية ستجري في هذه الاجواء؟ وهل هي مصادفة ان نصل في هذه الفترة الى صفر كهرباء؟ وكيف سيؤمّن التيار يوم الانتخابات لمراكز الاقتراع ونقاط الفرز؟.
وأعربت عن بالغ خشيتها من ان “يكون ما حصل في طرابلس من توترات في الايام الاخيرة نذير شؤم على مستوى البلد بشكل عام، تكرّ فيه سبحة التوترات في اكثر من منطقة، وربما يندرج ذلك ضمن سيناريو تعطيلي للانتخابات”.
وفي السياق نفسه، سألت “الجمهورية” مرجعا امنيا عن حقيقة الاجواء السائدة، فقال: كل الاجهزة الامنية والعسكرية تضع في اولويتها الحفاظ على أمن اللبنانيين وتعزيز الاستقرار الداخلي، الا انه كما هو واضح ثمة اياد خبيثة تسعى الى دفع البلد الى منزلقات خطيرة. والعيون الامنية ساهرة لمنعها من تحقيق مرادها.
وردا على سؤال عمّا يتردد في اوساط عن أن الاستقرار الامني مهدد، وان بعض الجهات تُحَضّر لنسفه قبل الانتخابات، اكد المرجع وضع البلد بشكل عام في العناية الفائقة، وكل المستويات الامنية والعسكرية على جهوزيتها. الوضع حسّاس ودقيق بلا ادنى شك، لكننا لسنا قلقين من بروز تطوّرات دراماتيكيّة، فلسنا مكتوفي الايدي، نعمل ليلا ونهارا، وعلى جهوزيتنا الكاملة، لعدم السماح بالمَس بأمن لبنان واللبنانيين، اضافة الى تأمين كل العناصر الحمائية للانتخابات النيابية، لتسير بشكل طبيعي وفي جو من الامن والاستقرار”.
Related Posts