لطائف لغوية من السور القرآنية… بقلــم: أ. إيمـان عبـد القـادر امين

والعلماء ولمناسبة شهر رمضان المبارك رسائل وخواطر رمضانية مختلفة بأقلام علماء ومشايخ واختصاصيين سائلة الله عز وجل ان يعيده على الجميع باليمن والخير والبركات..

(فانطلقا… فانطلقا… فانطلقا (

 جاء لفظ انطلق في معجم اللغة العربية المعاصرة:انطلقَ/ انطلقَ في/ انطلقَ لـ يَنطلِق، انطلاقًا، فهو مُنطلِق، والمفعول مُنطَلقٌ فيه • انطلق لسانُه: تكلّم من غير تعثُّر- انطلق وجهه: تهلّل وأشرق. • انطلق في الكلام: تدفق في الحديث دون تعثر. • انطلقت نَفْسُه للأمر: انشرحت .

 

 سننطلق معا للتدبر، والغوص بمعان سورة الكهف، والقاء الضوء على العلم وشروطه.

فقد ورد فيها: ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) ( الكهف،٤٦).

 

الفتنة الاولى: هي فتنة الدين – والثانية: هي فتنة المال..              

في رحاب سورة الفتن والعصمة من الدجال، وبعد ثبات فتية مؤمنين على الدين، وبيان إن المال عرض زائل لا قيمة له، وأن الباقيات الصالحات ذكر الله وشكره وحمده، هو المغنم الحقيقي للإنسان..

 

 تأتي الفتنة الثالثة، ألا وهي: فتنة العلم .

العلمُ فضلُ الله يؤتيه من يشاء من عباده الصالحين، وله شروط.- شروطه الصبر والتحمّل والحلم.

 

المتعلم: “كليم الله”، ومن ألقى الله عليه محبته، وصنع على عينه .

أما المعلم: “الخضر” اختلفوا في شخصيته هل هو نبي، أم عبد من عباد الله أوتي من العلم والحكمة والرشد؟ 

 

  هو رجلٌ صالحٌ فاقَ رسول الله موسى عليه السلام علما ورحمة ورشدا؛ مما ألهم الله كليمه إلى لقائه ومصاحبته، والتعلم من علمه؛ على الرغم من الشروط الصعبة التي وضعها المعلم، كان على يقين أن المتعلم لن يصبر، ولن يتحمل، فهو لم يؤت علما كما أوتي هو. فردد:(إنك لن تستطيع معي صبرا) وافق رسول الله على الشروط رغم صعوبتها بغية التعلم، لكن نسيانه وعدم صبره حالا دون ذلك، فأنهى المعلم رحلة طلب العلم بعدما صبر عليه ثلاث مرات، ولو صبر موسى أكثر لكان استزاد من العلم الكثير .

انطلقا في رحلة العلم التي لا مكان محدد لها : (ركبا في السفينة) – ( لقيا غلاما فقتله) – (أتيا اهل قرية)

لم يذكر وجهة السفينة، ولا مكان لقاء الغلام، ولم يذكر اسم القرية. فالالتزام بشروط التعلم هو الهدف، فكان الخرق والقتل والبناء للجدار وسائل تطبيقية أمام المتعلم بغية العلم .إنها رحلة طلب العلم، رحلة الصبر وتحمل المشاق .

 

اللهم أطلق لساننا، واشرح صدورنا، لننطلق في ملكوت السموات والارض، علما وفكرا وتدبرا، لنتعرف عليك أيها الخالق المنعم العظيم.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal