تختزن ذاكرة نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال مرسال شبطيني شريطا طويلا من التاريخ الاقتصادي ومن المراحل التي مرت فيها الغرفة والعهود التي تعاقبت عليها بدءا من الرئيس نجيب منلا وصولا الى الرئيس توفيق دبوسي، كونه يُعتبر شيخ الاقتصاديين ورجال الأعمال في شمال لبنان حيث واكب عمل الغرفة منذ 1976 اي قبل 46 عاما.
جميل هو الحديث مع مرسال شبطيني، كونه سرعان ما يفتح كتاب تاريخ الغرفة فيسرد الوقائع بحذافيرها مستعينة بذاكرة متوقدة، ويتحدث عن خصائص كل رئيس مرّ عليها، ويجري مقارنة منطقية بين العهود التي تعاقبت، من وضع المداميك الى الادارة الى المرحلة الانتقالية الى البدء بالانجازات، ليصل الى خلاصة مفادها أن عهد الرئيس توفيق دبوسي هو عهد النجاح والأعمال الجيدة.
يقول نائب رئيس الغرفة: لقد واكبت مسيرة الغرفة منذ 46 عاما قبل أن أصبح عضوا في مجلس إدارتها، وبالتالي نائبا لرئيس مجلس إدارتها، وعاصرت كل رؤساء الغرفة منذ ولاية الرئيس نجيب منلا ولغاية ولاية الرئيس الحالي توفيق دبوسي وما أستطيع الإشارة اليه هو أن لكل رئيس أسلوبه وطريقة إدارته للأمور، ولكنني لا أخفي إعجابي وسروري بحيوية الرئيس دبوسي وللمنطق الإيجابي في تحمله للمسؤولية ومقاربته للأمور العامة، وكلي ثقة بأن عهده من أفضل وأهم العهود التي تعيشها غرفة طرابلس، لا سيما لجهة إتساع دائرة علاقات الغرفة وإتصالها بالغرف اللبنانية والعربية والدولية والسلك الديبلوماسي بكل سفاراته وأراها من وجهة نظري بأحلى حالتها، وتحظى بثقة على المستويات كافة، ولكن الدولة من خلال وزاراتها ما تزال تعيق مبادرات القطاع الخاص اللبناني الذي يتصف بالديناميكية”.
واشار شبطيني الى أن مقر الغرفة كان عبارة عن مكتب تم إستئجاره في مبنى في ساحة النجمة، ثم تم الإنتقال منه الى مكتب أخر في بناية بجاب سينما الكولورادو على تماس مع ساحة عبدالحميد كرامي، وأخيرا الى بناء المقر الحالي الذي تم تشييده في العام 1980، وأستطيع أن أعطي إنطباعاتي عن أداء كل العهود منذ العام 1976 ولغاية اليوم فالرئيس نجيب منلا لم يضعف نشاطه الا عندما وصل الى عمر متقدم وقد عمل الكثير الكثير من أجل تطوير الغرفة وخدماتها، ومن ثم تولى الدكتور حسن المنلا رئاسة مجلس الإدارة وأدارها على مدى عشرين عاماً من دون تحقيق إنجازات، ومع الرئيس محمد إبراهيم ذوق مرت الغرفة بمرحلة إنتقالية، أما الرئيس عبد الله غندور فقد إمتاز بشطارة مميزة ولكن النهاية التي وصل إليها كانت مؤسفة جدا.
ويضيف شبطيني: في المرحلة الراهنة فإن غرفة طرابلس مع رئيسها الحالي توفيق دبوسي بلغت درجة عالية من حيث المكانة والتقدم ولكن الظروف القاسية التي نعاني منها إقتصادياً وإجتماعياً قد أرخت بظلالها على أجواء الغرفة، وهنا تعود المسؤولية على الدولة وعلى المسؤولين في هذا البلد، خصوصا أن العهد الحالي هو أحسن عهد في تاريخ الغرفة، كونه سجل خطوات كبيرة وناجحة على كل صعيد لا سيما مختبرات الجودة ومراقبة الغذاء والأقسام الملحقة فيها، وبالتالي فإن كل ما تم القيام به هو من الأعمال الجيدة.
وتناول شبطيني مبادرة المقايضة في العلاقات الإقتصادية مع الأسواق الخارجية وشرح من خلال تجربته الشخصية أنه كان يصدر الحمضيات الطرابلسية الى الأسواق الروسية ويستورد بدلاً منها الحديد ولم يكن هناك أية مشكلة”.
وعن منع وزارة الاقتصاد المقايضة يقول: ليس لوزارة الإقتصاد والتجارة حق التدخل والمنع بالرغم من أن الرئيس دبوسي قد خصص مكتباً لكي يسهل عملية المقايضة لا سيما على نطاق العلاقات مع الغرف التجارية في العالم.
ورداً على سؤال حول المنظومة الإقتصادية المتكاملة ونظرته الى هذا المشروع الإستثماري الكبير يقول شبطيني: “إن هذا المشروع والمشاريع الأخرى تعطي دلالة على العمل الدؤوب والمتواصل الذي يمتاز به الرئيس دبوسي ولكن هذه الحيوية تستدعي من يراعي أفكاره وهي أفكار ممتازة.
ويضيف: ما أراه في هذه المنظومة هي مسألة أعماق المرفأ فهناك إهتمام إستثنائي من الصينيين في هذا المجال وما يفكر به الرئيس دبوسي هو مصدر إهتمام ومتابعة من الجانب الصيني وأن الصينيين لديهم الإستعداد الكامل لتنفيذ هذه الفكرة البديعة، لا سيما بعد الاتفاق على طريق وحزام الحرير لبناء شبكة من التواصل بين الموانىء البحرية.
ويتابع شبطيني: المسألة المحورية هي الأعماق البحرية في مرفأ طرابلس والتي لا مثيل لها لا في مرفأ حيفا ولا في مرفأ بيروت ولا في تركيا ولا في الإسكندرون ولا في أي مكان بحري آخر على نطاق البحر المتوسط، علما أن مرفأ حيفا يحاول اليوم ان يكون بديلاً عن مرفأ بيروت ولكن النجاح لن يكون حليف مرفأ حيفا لإختلاف الأعماق البحرية. ويبقى موقع مرفأ طرابلس الجغرافي في مطلق الأحوال هو الموقع الممتاز. واستطيع ان اجزم أن احسن مشروع جرى تقديمه في تاريخ الغرفة هو المنظومة الإقتصادية المتكاملة، كونه مشروعا إستثماريا كبيرا للمستقبل وكل ما عمل وخطط له الرئيس دبوسي هو عمل جيد ورائع.
وعن النصيحة التي يقدمها، يقول شبطيني، أنصح رئيس الغرفة أن يستمر ويتابع مشروعه الرائع المتمثل بالمنظومة الاقتصادية المتكاملة، مؤكدا أن عهده هو عهد النجاح الباهر.
Related Posts
