جامع البداوي.. كان زاوية مملوكية فوق ضريح

لمناسبة شهر رمضان المبارك يسرّ جريدة “سفير الشمال” أن تقدم لقرائها نبذة عن المساجد الأثرية والتراثية في طرابلس ولبنان مع عرض لبعض الصور التي تبيّن جمالية هذه المساجد وأهمية عمارتها وهندستها، على أن تتم الاضاءة في كل يوم من أيام الشهر الكريم على أحد هذه المساجد..

جامع البداوي

يعتبر جامع البداوي من الآثار المملوكية في تلك المدينة التي يسميها البعض ضاحية طرابلس وتبعد عنها مسافة خمسة كيلومترات، وهو يتميز بالبركة القائمة بجانبه والتي إقترن إسمه باسمها خصوصا أنها تاريخية وقد أثارت إهتمام وإعجاب الرحالة الأوروبيين لوجود كميات هائلة من السمك الملون، والسمك الذي كان يعتبره الأوروبيون مقدسا وممنوع صيده، وهي  تقدر بأكثر من ستة آلاف سمكة، فضلا عن الحكايات الكثيرة التي تروى عنها بعضها مصنف ضمن الأساطير.

في العام 1394 ميلادي بنى نائب السلطنة المملوكي دمرداش المحمدي بجانب البركة زاوية فوق ضريح لأحد أولياء الله الصالحين، ثم جرى توسيع الزاوية في عصور لاحقة وخصوصا في العصر العثماني الى أن أصبحت جامعا كبيرا ولا يزال الجدار المملوكي القديم قائما حتى الآن، ويحرص أبناء المدينة على الاهتمام بالجامع وتأهيله بشكل دائم والحفاظ على ما تبقى من آثار مملوكية فيه.

أما البركة فقد ظلت حتى منتصف السبعينيات، مركز تنزه للطرابلسيين يقصدونه في آخر الأسبوع حيث يجدون المقاهي، ويقومون بإطعام تلك الأسماك، إلا أن الحرب اللبنانية، وتحول المكان إلى مخيم لتنظيمات مسلحة، أدى إلى خرابها وجفافها ونفوق السمك فيها.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal