ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وأسف من خلالها “لما نحن فيه من خطاب انتخابي مهووس بالمتاريس الطائفية، والدعايات الرخيصة، لأهداف محلية وإقليمية ودولية، وهذا عار وطني كبير، يضع البلد على كف عفريت، لأن البلد بحاجة للجميع، وإنقاذه مهمة الجميع”.
واعتبر في “ما يخص رغيف الشعب اللبناني”، أن “الكل يعلم بأن الرغيف أصبح مغمسا بحرام الاحتكار والتخزين، بين أزمة طحين مفتعلة، وجشع تجار، وشلل سلطة متسيبة، وقوى سياسية تتناحر على كل شيء. ولبنان بلد الماء، بلا ماء ولا كهرباء، والسلطة فاشلة، والمشروع السياسي ميت، والبلد لم يعد فيه أي شيء كي ينهب، والأغنياء الجدد يغرسون خناجرهم في ظهور الناس، ولا يوجد شبر من دون فقر، والسياسة “دكانة” فارغة من البضائع، والأسواق أصبحت خنادق”.
أضاف :”إن ما يبكينا فقط هو أن ناسنا يبذلون كل الإمكانيات لدفع فاتورة مستشفى، بل أغلبهم مرضى متروكون، حتى رغيف الخبز لا ينال إلا ببذل ماء الوجه، فيما الكثير من الطبقة السياسية لا هم لها سوى عد المقاعد الانتخابية، ونهب البلاد واسترخاص الذمم. أما عقلية “لا خيار إلا صندوق النقد” فهي سخافة تصدر عن سلطة لا تحترم نفسها، ولا شعبها، لأن التعافي الاقتصادي يمر أولا باستعادة الودائع المهرّبة، والسيطرة على المصارف وهيكلة عملها من جديد، واقتلاع الفساد من جذوره”.
واعتبر المفتي قبلان أنه “لا يمكن فصل لبنان عن مطحنة المنطقة والعالم، والعين على القرار الوطني، وأي إنقاذ كبير يمر بالقرار السياسي، فلعبة التبعية هدمت لبنان، والحل بمشاركة انتخابية بحجم أزمة لبنان، لاستئصال الفساد، وتأمين غالبية وطنية، بعيدا عن هيمنة السفارات وحلفائها. لذلك مهمتنا دعم التحالف الوطني الممانع، بتأمين غالبية قرار سياسي، للخلاص من الشلل السياسي، وأخذ قرارات مصيرية، تضع لبنان على سكة الإنقاذ، لأن إنقاذ لبنان السريع يحتاج غالبية وطنية ممانعة، ومن دونها، فإن وجود لبنان مهدد بكوارث الحصار والخنق والاستنزاف الاقتصادي والنقدي والمالي”.
Related Posts