هل وقفت أمام المرآة في يوما ما لتتحدث مع نفسك حول مشكلة تعرضت لها؟ وهل يأخذك الخيال لتفتح حديثا طويلا مع نفسك كصديق قديم تروي له أزماتك بصراحة من دون خوف ثم تنتبه إلى أنك ابتعدت عن الواقع للحظات وتخشى أن تصبح “مجنونا” أو لديك اضطراب عقلي ما؟
لا نتحدث عن الحوار الداخلي الذي يدور برأسك، وإنما المقصود الحديث مع نفسك بصوت عال.
اطمئن، فأنت لست وحدك، الجميع تقريبا يختلون بأنفسهم ويتحدثون معها وكأن شخصين يدور بينهما نقاش طويل.
في مقال له على موقع “سيكولوجي توداي” يقول الطبيب النفسي الدكتور تيموثي ليغ إن هذه العادة تبدأ غالبا في مرحلة الطفولة. حتى إذا كنت لا ترى أي خطأ في التحدث إلى نفسك (ولا يجب عليك ذلك بالفعل، فقد تتساءل عما يعتقده الآخرون، خاصة إذا كنت تجد نفسك غالبا تفكر بصوت عالٍ في العمل أو في محل البقالة وليس في خلوتك فقط”.
يعد التحدث إلى نفسك أمرا طبيعيا، حتى لو كنت تفعل ذلك كثيرا. إذا كنت ترغب في أن تكون أكثر وعيا بشأن التحدث إلى نفسك حتى تتمكن من تجنب فعل ذلك في مواقف معينة، فهناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعدك.
يساعدك في العثور على ما تبحث عنه
وفقا للدراسات، فإن ذكر اسم كل ما تبحث عنه بصوت عال يمكن أن يساعدك في تحديد مكانه بسهولة أكبر من مجرد التفكير فيه.
يقترح المؤلفون أن هذا يعمل لأن سماع اسم العنصر يذكر عقلك بما تبحث عنه. يساعدك هذا على تصوره وملاحظته بسهولة أكبر.
التركيز
يساعدك الحديث بصوت مرتفع على الاستمرار في التركيز.
التحفيز
عندما تشعر بأنك عالق أو تواجه تحديات تحول دون تحقيق المهام التي تستهدفها، فإن القليل من الحديث الإيجابي عن النفس يمكن أن يحفزك، عادة ما يكون لهذه الكلمات التشجيعية وزن أكبر عندما تقولها بصوت عال بدلا من مجرد التفكير فيها.
ومع ذلك، تشير الأبحاث من عام 2014 إلى أن هذا النوع من التحفيز الذاتي يعمل بشكل أفضل عندما تتحدث إلى نفسك بصيغة المخاطب. بعبارة أخرى، لا تقل “يمكنني فعل ذلك تماما”. ولكن قل “أنت تقوم بعمل رائع. لقد أنجزت الكثير بالفعل”.
علاج المشاعر السلبية
إذا كنت تعاني من المشاعر الصعبة والسلبية، فإن التحدث يمكن أن يساعدك على استكشافها بعناية أكبر.
بعض المشاعر والتجارب شخصية للغاية لدرجة أنك قد لا تشعر بأنك مستعد لمشاركتها مع أي شخص، حتى لو كان محبوبا موثوقا به.
يمكن أن يساعدك قضاء بعض الوقت في الجلوس لإدارة هذه المشاعر على تفريغها، وفصل المخاوف المحتملة عن المخاوف الأكثر واقعية.
بينما يمكنك القيام بذلك في رأسك أو على الورق، فإن قول الأشياء بصوت عال يمكن أن يساعد في جعلها حقيقة واقعة.
يساعدك التعبير عن المشاعر أيضا في التحقق من صحتها والتصالح معها. وهذا بدوره يمكن أن يقلل من تأثيرها السلبي عليك.
كيف تحقق أقصى استفادة من الحديث مع نفسك؟
يمكن أن يكون الحديث مع النفس بالتأكيد أداة قوية لتعزيز الصحة العقلية والوظيفة الإدراكية.
ومع ذلك، قد ترغب في استخدامها بشكل صحيح. يمكن أن تساعدك هذه النصائح في تعظيم فوائد الحديث الذاتي مع النفس.
الكلمات الإيجابية فقط
على الرغم من أن النقد الذاتي قد يبدو خيارا جيدا لمحاسبة نفسك والبقاء على المسار الصحيح، إلا أنه عادة لا يفيدك.
إلقاء اللوم على نفسك أو التحدث إليها بقسوة يمكن أن يؤثر على تحفيزك وثقتك بنفسك، وهو ما لن يفيدك بأي شيء.
ومع ذلك، فإن إعادة صياغة الحديث السلبي مع النفس يمكن أن يساعد. حتى لو لم تنجح بعد في تحقيق هدفك، اعترف بالعمل الذي أنجزته بالفعل وامتدح جهودك.
بدلا من أن تقول “إنك لا تبذل جهدا كافيا. لن تنجز هذا أبدا”، قل “لقد بذلت الكثير من الجهد في هذا الأمر. هذا يستغرق وقتا طويلا، لكن يمكنك بالتأكيد إنجازه. فقط استمر في العمل”.
انتبه
يمكن أن يساعدك التحدث إلى نفسك، خاصة عندما تكون متوترا أو تحاول اكتشاف شيء ما، وفحص مشاعرك ومعرفتك بالموقف. لكن هذا لن يفيد كثيرا إذا لم تستمع حقا إلى ما تريد قوله.
أنت تعرف نفسك أكثر من أي شخص آخر، لذا حاول ضبط هذا الوعي عندما تشعر بالضيق أو الانزعاج أو عدم اليقين.
تجنب ضمير المتكلم
يمكن أن تكون التأكيدات طريقة رائعة لتحفيز نفسك وتعزيز الإيجابية، لكن لا تنسَ التمسك بضمير المخاطب.
يمكن أن تساعدك كلمات مثل “أنا قوي” و”أنا محبوب” و”يمكنني مواجهة مخاوفي اليوم” على الشعور بمزيد من الثقة.
ولكن، عندما تصوغها كما لو كنت تتحدث إلى شخص آخر، قد يكون من الأسهل لك تصديقها. يمكن أن يحدث هذا فرقا حقا إذا كنت تعاني من التعاطف مع الذات وترغب في تحسين احترام الذات.
لذا حاول بدلا من ذلك قول “أنت قوي” أو “أنت محبوب” أو “يمكنك مواجهة مخاوفك اليوم”.
احتفظ بأفكارك
إذا كان الحديث إلى نفسك يسبب لك حرجا في بعض الأحيان، كأن تتحدث بصوت عال في مكان العمل. فيمكن أن تساعدك كتابة الأفكار أو المشاعر أو أي شيء تريد استكشافه على تبادل الأفكار مع نفسك حول الحلول المحتملة أو المهام المطلوب إنجازها.
وربما يتيح لك تدوين الأشياء إعادة النظر فيها مرة أخرى لاحقا. احتفظ بدفتر يومياتك معك ودوّن به أفكارك العاجلة.
شتت نفسك
إذا كنت حقا بحاجة إلى التزام الهدوء ولا ترغب في فقدان السيطرة على هذه العادة أمام الآخرين؛ فتحاول مضغ العلكة أو مص الحلوى الصلبة.
وجود شيء ما في فمك أحيانا يمكن أن يذكرك بعدم التحدث بصوت عال. ولكن في جميع الأحوال حاول ألا تشعر بالحرج.
حتى لو لم تلاحظ ذلك، فإن معظم الناس يتحدثون إلى أنفسهم، على الأقل من حين لآخر.
(الجزيرة)
Related Posts