الاتفاق النووي ″خلال أيام″.. وطهران تكشف النقاط العالقة

توقّع وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم السبت، التوصل إلى اتفاق مع إيران في شأن برنامجها النووي “خلال أيام”، فيما يزور الممثل الدبلوماسي للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق المباحثات، طهران.

وقال بوريل للصحافيين على هامش مؤتمر “منتدى الدوحة” المنعقد في العاصمة القطرية: “نحن قريبون جداً (من التوصل إلى اتفاق) لكن هناك بعض المسائل العالقة”، مضيفاً: “لا أستطيع القول متى وكيف، لكنّها مسألة أيام”.

وتخوض إيران والقوى التي لا تزال منضوية في اتفاق العام 2015 (فرنسا وبريطانيا وألمانيا وروسيا والصين)، مباحثات منذ نحو عام في فيينا، تشارك فيها بشكل غير مباشر الولايات المتحدة التي انسحبت منه في 2018.

ويتولى الاتحاد الأوروبي دور المنسّق في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق عبر عودة واشنطن إليه، ورفع العقوبات التي عاودت فرضها على إيران بعد انسحابها، وامتثال الأخيرة مجدداً لكامل بنوده بعد تراجعها عن الكثير منها.

وأكد المعنيون تحقيق تقدم خلال الأسابيع الأخيرة يجعل التفاهم قريباً، لكنهم يؤكدون تبقي نقاط تباين تتطلب “قرارات سياسية” من طهران وواشنطن.

ومن المقرر أن يصل دبلوماسي الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا الذي يتولى تنسيق مباحثات إحياء الاتفاق النووي بين إيران والقوى الكبرى إلى طهران اليوم السبت للعمل على “ردم الفجوات” المتبقية في المفاوضات المعلّقة منذ أسبوعين.

وبدأت مباحثات فيينا في نيسان 2021، وعلّقت في حزيران 2021، قبل أن تستأنف في تشرين الثاني.

وبينما كان المعنيون يؤكدون قرب إنجاز التفاهم، طرأت عقبة مستجدّة مرتبطة بالعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، إذ طلبت موسكو الحصول على ضمانات خطية من واشنطن بأن العقوبات الغربية التي فرضت عليها مؤخراً بسبب الأزمة مع كييف، لن تؤثر على تعاونها مع طهران.

وأعلن جوزيب بوريل في 11 آذار الماضي تعليق مباحثات فيينا بسبب “عوامل خارجية”، مؤكداً أن الأطراف سيستمرون في مشاورتهم الجانبية.

وبعد أيام، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده نالت ما تريده، وذلك بعد لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان في موسكو.

وأكد بوريل للصحافيين في الدوحة، اليوم السبت، أن روسيا “سحبت معارضتها”.

وكان بوريل قد قال خلال مشاركته في إحدى جلسات منتدى الدوحة: “نحن الآن قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، وآمل أن يكون ذلك ممكناً”.

في سياق آخر، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم السبت، إن رفع العقوبات الأميركية عن الحرس الثوري الإيراني من بين المطالب الرئيسية لطهران في المحادثات.

وشدد على أن إيران تريد رفع التصنيف رغم أن قادة الحرس طلبوا ألا تكون المسألة “عقبة” أمام الاتفاق بحال كان يضمن مصالح طهران، حسب تأكيده.

وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها طهران أن طلب رفع اسم الحرس من القائمة الأميركية لـ”المنظمات الإرهابية الأجنبية” هو ضمن المسائل المتبقية في المباحثات الهادفة لإحياء الاتفاق النووي.

وأدرج الحرس على هذه القائمة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في 2019 بعد عام من سحبه بلاده من الاتفاق.

وقال أمير عبداللهيان إن: “موضوع حرس الثورة هو بالطبع جزء من مفاوضاتنا”.

وأضاف, في حوار مع التلفزيون الرسمي الإيراني: “في الوقت الراهن المشكلة تكمن في بعض القضايا المهمة العالقة بيننا وبين الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أن التصنيف هو “من المواضيع التي لا تزال على جدول الأعمال”.

وأكد أن عدداً من مسؤولي الحرس طلبوا من الخارجية “القيام بما هو ضروري توافقا مع المصالح الوطنية للبلاد، وفي حال وصلنا إلى نقطة تتم فيها إثارة مسألة حرس الثورة، يجب ألا تكون مسألة حرس الثورة عقبة أمامكم”.

إلا أنه تابع, “إضافة إلى النقاط الأخرى التي لا تزال عالقة، لن نجيز لأنفسنا بأن نبلغ الولايات المتحدة بأننا مستعدون للتخلي عن موضوع حرس الثورة رغم الإذن الممنوح لنا من المسؤولين الكبار” فيه.

وهناك العديد من القضايا الصعبة المعلقة، منها مطالبة طهران بالحصول على ضمانات بأن الولايات المتحدة لن تنسحب من جانب واحد من أي اتفاق، وهناك موضوع حساس آخر عالق وهو مدى التراجع عن العقوبات الأميركية.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal