ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين، في برج البراجنة اعتبر فيها أننا “في أخطر محنة سياسية وتاريخية ومعيشية، لأن لبنان الماضي رحمه الله، ولبنان اليوم تلطف الله به، فهو مكشوف ومفلس، واقتصاده منهار وأسواقه فوضى، وإداراته العامة نخرها السوس، والسلطة النقدية متهمة بشدة، فيما حزب المصارف يمارس أسوأ أساليب السرقة والنهب والاستبداد، وما زال يتكتل على طريقة دولة انتهازية. والحل إذا كان عبر صندوق النقد والبنك الدولي دونه ألف مصيدة أميركية”.
وشدد على أن “وضعية لبنان الجديد تستدعي تغييرا كبيرا بالصيغة السياسية والنظام المالي، بسبب فشل الصيغة والنظام، ولا نقصد بذلك نسف الشراكة الوطنية، بل نريد تكريسها، ولكن عبر صيغة مواطنة هي أكثر عدالة من كابوس الصيغة الطائفية والمافيا المالية”…
وتابع: “كموقف أحب أن أقول: إن وضع البلد مشلول للغاية، والخيارات السياسية معدومة، والكوارث تراوح مكانها، والوضع الداخلي نازف بشدة، والكل بانتظار الانتخابات النيابية، فهي الفرصة الوحيدة للبنانيين بالوقت الراهن، لأن البلد لا يدار بطريقة اللاقرار، ولذلك البلد يحتاج إلى ائتلاف نيابي متجانس وقوي، لأخذ قرارات حكومية انقاذية، فليكن هذا خياركم الانتخابي، ودون ذلك لبنان من سيء الى أسوأ، وأي مراوحة أو فشل نيابي يعني خنجرا جديدا في عنق لبنان، والذي ينتظر إنقاذ الخارج وشفقته وخيراته سيموت بحسراته”.
وبخصوص التقارب اللبناني الخليجي، اعتبر قبلان أن “لبنان هو لبنان، والعلاقة مع الأشقاء العرب تمر بالسيادة والمصالح الوطنية وسلامة لبنان وعيشه المشترك، ولبنان ضدّ التمزيق والتطبيع والعدوان والاستعلاء”.
وأضاف: “للتاريخ أقول: ما لم تقله واشنطن قاله الرئيس الأوكراني زيلينسكي: لا تثقوا بأميركا لأنها تجيد لعبة خراب الدول، وعد الضحايا لعبتها المفضلة؛ فلا تحسنوا الظن بها أيها السياديون الجدد، وتذكروا ما قالته يوما مادلين أولبرايت: دمار العراق وموت نصف مليون طفل عراقي ليس مهما، المهم هو المصالح الأميركية. فالخراب والفراغ والتمزيق الوطني والحروب الأهلية والمتاريس وحصار الشعوب وقتل الأطفال هو أقدم مهنة أميركية مفضلة”.
ولفت قبلان إلى أنه “مع سقوط لبنان بأسوأ مرحلة في تاريخه تبين الصديق من العدو، والقريب من البعيد، والجامعة العربية انتهت منذ أن ولدت، والمصالح الوطنية فوق أي اعتبار، ومن شارك بحصار لبنان هو شريك لغزوة واشنطن له. وبلدنا لا يحتاج إلى مساعدة خارجية، بقدر ما يحتاج إلى قرار سياسي شجاع، وهذا ما نعول عليه بالانتخابات النيابية لتأمين كتلة نيابية وقرار حكومي شجاع، لوضع لبنان على سكة النهوض السريع”.
Related Posts