يقفل منتصف هذه الليلة باب قبول الترشيحات للإنتخابات النيابية في وزارة الداخلية على ان ينشط المرشحون في الأسابيع الثلاثة المقبلة لتأليف لوائحهم التي يسعى من خلالها كل فريق إلى تسجيل نقاط في مرمى الفريق الخصم، والذي بات واضحاً للمراقبين أنهم جميعاً سيكونوا أخصاماً لبعض لأن هذا القانون المعروف بالقانون النسبي مع صوت تفضيلي يجعل جميع المتصارعين ضد بعض وعلى وتيرة المثل القائل: ″ما في يا أمي رحميني″. بل أن كل ″عنزة معلقة من كرعوبها″. وما يبدو في الظاهر أنه تحالفات فهو في الواقع حُفَر وخنادق والمعروف أن :″من حفر حفرة لأخيه وقع فيها″.
وبين كل هذه المنعطفات الخطرة على الجميع المتوجب عليهم أن يتحالفوا ليشكلوا لوائح باستثناء قلة قليلة مستقرة وآمنة فإن ما يهم المواطنين هو طرح بعض الأسئلة وأبرزها:
متى سيقفل باب الأزمات المالية غير المسبوقة عالمياً (من نهب وشفط وتحويل أموال إلى خارج البلاد) وهل سينجح النواب الجدد، أو على الأقل هل سيحاولون، إيجاد مخارج لهذه الأزمات، ومتى؟..
ومتى سيقفل باب الأزمات المعيشية والإجتماعية (حيث تحوّل من ثمانين إلى تسعين بالمئة، كما تقول أحدث الإحصاءات، من إللبنانيين إلى شعوب فقيرة)، لا بل مُعدمة وهم في طريقهم لأن يتحولوا إلى شعوب متسولة على أبواب الغرب والشرق معاً، وهل سيفكر أو يحاول النواب الجدد إنقاذهم من محنهم؟..
ومتى سيقفل باب الأزمات الصحية والطبية حيث بات جميع اللبنانيين غير قادرين على الوقوف أمام أبواب المستشفيات وليس ولوج عتباتها. وهل سينجح أو يفكر النواب الجدد في مساعدتهم على تأمين سرير لأحدهم بدل أن يذهبوا ليقدموا التعازي لعائلته؟
الواضح جداً أن أبواباً كثيرة ستُفتح وتغلق على هامش الإنتخابات النيابية ولكن أبواب الأزمات في لبنان ستظل مشرعة مع مجلس النواب الحالي الذي أثبت فشله في العديد من المفاصل، وبالتأكيد أن المجلس المنتظر “لن يستطيع أن يشيل الزير من البير”، لأن مستويات التغيير والتجديد فيه ووفق مختلف الإحصاءات والتقديرات، ستكون محدودة جداً، وبالتالي بإنتظار بلورة صورة العهد المقبل وقدرته على إجتراح العجائب سيبقى القديم على قدمه حتى تتبلور الصور والخرائط في منطقة الشرق الأوسط على وقع أوضاع دولية يقف الجميع فيها على حافة الهاوية.
Related Posts