تيار المستقبل يطوّق السنيورة.. هل أفشل محاولة الانقلاب؟!… غسان ريفي

شكل البيان الصادر عن ″تيار المستقبل″ والذي ذكّر بالموجبات التنظيمية في حالة ترشح أحد أعضاء التيار للانتخابات النيابية المقبلة وذلك قبل إقفال باب الترشيح، تأكيدا جديدا على أن ″القيادة الزرقاء″ ماضية في مواجهة كل من يحاول الالتفاف على قرار إعتكاف الرئيس سعد الحريري أو محاولة التخفيف من تداعياته في الشارع السني.

وجاء توجيه التيار الأزرق التحية والتقدير لكل الأعضاء في كل المناطق اللبنانية المنسجمين مع قرار الرئيس سعد الحريري وتوجهاته، ولا سيما النواب الحاليين والمسؤولين الذين أعلنوا عزوفهم عن الترشح، وكوادر التيار وجمهوره الذين يلتزمون توجهات الرئيس والتعاميم الصادرة عن التيار، ليؤكد أيضا “الغضب المستقبلي” على كل من خالف توجهات الحريري أو حاول إغراء النواب والقيادات أو تشكيل عوامل جذب لهم للدخول الى المعركة الانتخابية.

يرى متابعون أن بيان المستقبل يوحي بأن قيادته نجحت في قمع محاولة إنقلاب سياسي ـ إنتخابي قادها الرئيس فؤاد السنيورة ضد قرار الحريري، وهي أرادت من خلاله تذكير من تسوّل لهم أنفسهم الخروج من “بيت الطاعة” الأزرق بعواقب ذلك.

لا شك في أن حراك السنيورة لم يُسفر عن أية نتائج إيجابية لا على الصعيد الداخلي ولا على الصعيد الخارجي، حيث لم تسفر اللقاءات التي عقدها في باريس مع من يعنيهم الأمر، عن إقناع السفير نواف سلام في العودة الى بيروت والترشح عن المقعد السني فيها، كما لم تثمر عن حصوله على تمويل وازن يمكن من خلاله الصرف على اللوائح الانتخابية التي كان يعمل على تشكيلها من فلول المستقبل والذين يدورون في فلك التيار الأزرق.

كما لم تتوان القيادة الزرقاء عن تطويق حركة السنيورة في عكار وطرابلس وبيروت وصيدا، ففي الأولى لم يتمكن من تركيب تحالف بين نواب المستقبل والقوات اللبنانية أو تطعيم لائحتهم بشخصية مقربة منه، وفي طرابلس لم يستطع جمع اللواء أشرف ريفي مع المستقيلين من المستقبل لا سيما الدكتور مصطفى علوش، أو دفع هؤلاء للتحالف مع القوات، وفي الثالثة لم يفلح في إقناع النواب أو القيادات الزرقاء في تقديم إستقالاتهم ما إضطره الى تسمية شخصيات أكاديمية إجتماعية رياضية لا علاقة لها بالسياسة ولا تستطيع إستمالة الشارع، وفي الرابعة رفعت النائب بهية الحريري العائدة من أبو ظبي بعد لقاء مطول جمعها مع الرئيس الحريري الفيتو الانتخابي فلم ينجح في تجاوزه وهو الذي كان يعتمد على التحالف مع الست بهية على أساس القانون الأكثري للفوز بالمقعد النيابي في صيدا، ومع دخول القانون النسبي مع الصوت التفضيلي حيز التنفيذ سلم سلاحه الانتخابي.

كل ذلك، أصاب الرئيس السنيورة بخيبة أمل، فقرر عدم الترشح للانتخابات لا في صيدا ولا في بيروت، مع الاصرار على أن يلعب دورا ما في بعض الدوائر لا سيما في الاقليم الذي أحدث فيه خرقا بسيطا من خلال الجماعة الاسلامية والحزب التقدمي الاشتراكي، إضافة الى خرق في البقاع إلا أن الأمور لم تنته حتى الآن خصوصا أن قيادة تيار المستقبل تلاحق الرئيس السنيورة “على الدعسة “للاستمرار في تطويق تحركاته من منطلق رفض تجاوز قرار الرئيس الحريري بالاعتكاف وعدم المشاركة بالانتخابات، وقطع الطريق أمام كل من يريد أن يرث الحريرية السياسية أو أن يقدم نفسه كبدل عن ضائع في المرحلة المقبلة.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal