خاص ـ سفير الشمال
على مسافة يومين من إقفال باب الترشيح للانتخابات النيابية المقررة في 15 أيار المقبل، بدأت الحركة الانتخابية في طرابلس تنشط سواء على صعيد الترشيحات حيث يسارع بعض الطامحين الى الاستفادة من الفترة المتبقية لدخول هذا السباق، أو على صعيد البدء بالمشاورات لتشكيل اللوائح التي من المتوقع أن يصل عددها الى سبع لوائح في ظل الهجمة على الترشيح والتي قد تدفع الكثير من المرشحين الى التآلف وتشكيل لوائح في حال لم يسعفهم الحظ في الدخول الى لوائح التيارات السياسية أو المجتمع المدني.
وفي الوقت الذي تنتظر طرابلس قرار الرئيس نجيب ميقاتي الذي من المفترض أن يعلنه خلال الساعات القليلة المقبلة، تشير المعطيات الى أن النائب فيصل كرامي دخل في إئتلاف مع النائب جهاد الصمد تمهيدا لتشكيل لائحة تنتظر وضع اللمسات الأخيرة حيث يسعى النائبان الى الاسراع في إعلانها لفرض وجودها على الساحة في دائرة الشمال الثانية.
في حين من المتوقع أن يشكل اللواء أشرف ريفي لائحة بالتحالف مع القوات اللبنانية وهو ربما لا يتحالف مع لائحة المستقيلين من تيار المستقبل الذين يسعون الى تشكيل لائحة برئاسة الدكتور مصطفى علوش وذلك لضرورات إنتخابية تتعلق بالقانون والصوت التفضيلي والكسر الأعلى، وذلك بناء على نصيحة الرئيس فؤاد السنيورة الذي يحاول أن يلعب دور المايسترو في دوائر عدة ذات الأغلبية السنية.
وشكل ترشح كريم كبارة نجل النائب محمد كبارة حيوية إنتخابية، حيث شكل عامل جذب لبعض اللوائح التي تسعى للتحالف معه كونه يمتلك حضورا شعبيا وكتلة أصوات وازنة كانت واضحة جدا في إنتخابات عام 2018، إلا أن كبارة وبحسب المعلومات لم يتخذ أي قرار حتى الآن وهو ما زال يدرس خياراته بعناية الى حين أن تتبلور صورة المشهد الانتخابي ليكون ضمن اللائحة المناسبة التي يستطيع من خلالها تأمين الفوز.
ويسعى عرابو اللوائح الى التفتيش عن الشخصيات ذات التأثير والحضور للتحالف معهم، خصوصا ان هذه الانتخابات تحتاج الى جهود كبيرة لاقناع الناخبين بالمشاركة في ظل الظروف الصعبة، وفي هذا الاطار سُجل مؤخرا تواصل بين بعض اللوائح وبين الدكتور ألبير عازار لاقناعه بالترشح عن المقعد الماروني في طرابلس نظرا لما يشكله من حضور على مستوى المدينة ومجتمعها، إلا أن عازار ما زال يدرس خياراته التي يؤكد أنها تضع مصلحة طرابلس وأهلها فوق كل إعتبار.
وتشير المعلومات الى أن لقاءات مكثفة تعقدها مجموعات الحراك المدني والثورة والتي تسعى للتخفيف من عدد الطامحين للترشح بهدف تشكيل لائحة واحدة تكون مدعومة من الجميع، إلا أن مصادر متابعة تشير الى أن خلافات وتدخلات ما تزال تحول دون ذلك، متوقعة أن يكون هناك أكثر من لائحة.
منتصف ليل الثلاثاء ـ الأربعاء يقفل باب الترشيح، ليبدأ في اليوم التالي الجد حيث سيكون أمام المرشحين 20 يوما للانتظام ضمن اللوائح التي تنتهي فترة تقديمها في 4 نيسان المقبل، ومن لا يحالفه الحظ من المرشحين سيضطر الى مغادرة ميدان السباق، لذلك قد تشهد طرابلس في ظل الطموحات التي تترجم إقبالا على الترشيح لوائح إضافية للمتضررين، كما قد تشهد نسب إقتراع متدنية جدا وغير مسبوقة في ظل غياب التأثير السياسي.