بدأ المشهد الانتخابي يكتسب طابع السخونة المتدرجة، فيفترض أن تنجز عملية تسجيل الترشيحات في منتصف ليل الثلثاء المقبل لتبدأ بعدها عملية تسجيل اللوائح الانتخابية التي تنتهي مهلتها في الرابع من نيسان. ويتهيّأ “التيار الوطني الحر” لإعلان مرشحيه في اليومين المقبلين، إذ إنّ رئيسُه النائب جبران باسيل سيلقي كلمة ظهر اليوم تمهّد لاحتفال غداً للتيار في ذكرى إعلان العماد ميشال عون” حرب التحرير” يمكن أن يعلن فيه باسيل أسماء مرشّحي التيار. أمّا غداً الاثنين، فيعقد رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤتمراً صحافيّاً في عين التينة، يخصصه لملف الانتخابات النيابية. وبدوره، يطلق حزب “القوات اللبنانية” حملته الانتخابية، في ذكرى 14 آذار، ظهر غد الاثنين في المقر العام في معراب. وستكون كلمة لرئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع تحضيراً لاستحقاق 15 أيار، بحضور أعضاء تكتل “الجمهورية القوية”، ومرشّحي “القوات” وأعضاء الهيئة العامة.
وأمس، أكد رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب تيمور جنبلاط ان استحقاق الانتخابات النيابية المقبلة سوف يكون محطة أساسية على طريق النضال المستمر من أجل السيادة، ولما نراه اليوم من محاولات قديمة – جديدة لإطباق السيطرة على البلاد ومحاصرة الأصوات السيادية، والموعد في هذه الانتخابات سيكون موعداً مع تأكيد الثوابت السياسية من أجل بقاء لبنان واحة تنوّع بوجه كل الإلغائيين من بعض القوى السياسية وبعض الحركات المدنية”.
وحرصت مصادر مقربة من الرئيس بري على تأكيد اجراء الانتخابات في موعدها كما عبر الرئيس بري في غير مناسبة، والدعوة الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات وهذا الاستحقاق المهم الذي يؤمل ان يشكل محطة للنهوض جميعا من اجل مواجهة التحديات والصعوبات والازمات التي يعيشها اللبنانيون.
وكتبت ” الديار”: من المنتظر ان تكر سبحة اعلان هذه القوى عن مرشحيها في الايام القليلة المقبلة، حيث سيقفل باب الترشيحات عند الثانية عشرة من منتصف ليل الثلاثاء. وسيلي ذلك مرحلة اعلان اللوائح التي تحتاج الى مزيد من الوقت بسبب عدم اكتمال التحالفات الانتخابية في عدد من المناطق والدوائر، خصوصا في ضوء ما أحدثه انسحاب الرئيس الحريري وتيار المستقبل من حلبة الانتخابات وتعليقه العمل السياسي حتى اشعار آخر.
لكن السؤال الذي اخذ يفرض نفسه بقوة: ماذا سيقول الطامحون للدخول الى جنّة البرلمان الجديد للبنانيين الذين باتوا على شفير الهاوية تحت وطأة الانهيار الشامل؟
ماذا سيقدم هؤلاء للمواطنين الذين باتوا عاجزين عن تأمين لقمة العيش وكل اسباب الحياة؟ وما زاد الطين بلّة التداعيات الناجمة عن حرب اوكرانيا في ظل الازمة الاقتصادية والمالية التي تضرب لبنان والصعوبات في تأمين وحماية الأمن الغذائي والاجتماعي والحد الأدنى من الخدمات الحيوية وفي مقدمها الكهرباء.
وفي ضوء هذه التطورات والمعطيات المتوافرة بالنسبة للشارع السني، فان التوقعات تؤشر الى ان نسبة الناخبين السنة ستكون متدنية، وستشهد عملية الاقتراع شبه مقاطعة من جمهور ومناصري الحريري وتيار المستقبل.
ووفقاً للمعطيات أيضاً، فان الازمة المعيشية وازمة النقل ستساهم ايضاً في تخفيض نسبة الاقتراع بصورة عامة، لكن معركة كسر العظم على الساحة المسيحية من شأنها ان تحافظ على نسبة اقبال مرتفعة نسبياً.
كما ان الثنائي الشيعي ينشط بقوة باتجاه مشاركة كثيفة في الدوائر المحسوبة عليه في الجنوب والبقاع.
الى جانب ذلك، بدأت جماعات قوى المجتمع المدني والناشطين في الهيئات بلورة زيادة وتيرة حملاتها التمهيدية، مع العلم ان هذه الجماعات تخوض المعركة بلوائح غير موحدة تتنافس في اكثر من منطقة ودائرة.
وكتبت ” الشرق الاوسط”:يخوض المرشحون للانتخابات النيابية في لبنان معركتهم تحت شعارين متقابلين: أحدهما تمثله أحزاب «القوات اللبنانية» و«التقدمي الاشتراكي» و«الكتائب» التي يؤكد ممثلون عنها أن المعركة الانتخابية بمواجهة التمدد الإيراني، في مقابل «حزب الله» الذي يتهم الولايات المتحدة بالتدخل في الانتخابات، ويعتبرها «معركة مواجهة مع شخصيات مقربة من واشنطن في لبنان».
وبدا الشعاران أمس أكثر وضوحاً في تصريحات أدلى بها ممثلو الأحزاب التي تتنافس على الأكثرية النيابية.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» أمس ان ليس هناك من عوائق لوجستية او قانونية او مالية تحول دون اجراء هذه الانتخابات في موعدها في أيار المقبل.
وأشارت الى ان تمويل هذه الانتخابات سيكون مؤمناً، موضحة ان مجلس النواب سيقر هذا الأمر في جلسة عامة ينتظر ان يعقدها في الاسابيع المقبلة.
Related Posts