لبت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، دعوة جامعة IE الاسبانية، للمشاركة افتراضيا في المؤتمر القيادي السنوي السادس تحت عنوان: “صناع التغيير: قيادة المستقبل وإعادة تحديده”.
وألقت عون كلمة خلال اللقاء قالت فيها: “عندما طلب مني أن أكون متحدثَة رئيسيةفي هذا الحدث، لم تستغرق ال “نعم” المدوية مني أكثر من ثانية. عندما كنت في عمركم/ن، كانت الحياة مختلفة تماما بكل تفاصيلها. بدا العالم أكبر، وأبعد، وأبرد، وأبطأ”.
اضافت: “عالمكم/ن أصغر حجما، وأقرب مسافة، وأكثر دفئا، وأسرع وتيرة. في عالمكم/ن الاحتمالات لا محدودة، في حين كان عالمي يقتصر على بضعة خيارات. عالمكم/ن أكثر انفتاحا، وأكثر تسامحا، وأكثر تقبلا، أما عالمي فكان منحازا وفيه الكثير من الأحكام المسبقة. ومع ذلك، خرجت إلينا من هذا العالم المنحاز وغير المتسامح، أكثر الحركات تقدما وجرأة التي غيرت التاريخ بأروع الطرق. في ذلك العالم الجديد، بدأت النساء يشعرن بأنهن أقل خفاء، وأقل ضعفا، خرجن من منازلهن، وخرجن إلى الشوارع، ورفعن أصواتهن. سواء في مدريد أو بيروت، بدأت النساء يختبرن إحساسا جديدا بالوجود، على الرغم من بعد المسافة.”
وتابعت: “في هذه الأوقات المتغيرة، اكتشفنا عالما متعدد السرعات. وفي هذا العالم المتعدد السرعات تم وضع الآليات الوطنية للمرأة على غرار الجهاز الذي أرأس، للعمل على تحقيق هدف واحد، ألا وهو تسريع عملية التكافؤ بين الجنسين.”
وتابعت: “إن الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية مؤسسة رسمية تابعة لرئاسة مجلس الوزراء. تأسست عام 1998 سعيا لتعزيز حقوق المرأة في لبنان. منذ إنشائها، طورت الهيئة شراكات قوية مع المنظمات المحلية والإقليمية والدولية حتى أضحت، مساهما رئيسيا في تعزيز قضايا المرأة والنوع الاجتماعي. مذ توليت رئاسة الهيئة منذ خمس سنوات، أعمل من صميم قلبي على تعزيز الحوار بشأن قضايا النوع الاجتماعي. وقد عملت مع شركاء محليين وإقليميين ودوليين واضعة نصب عيني اعتبارا واحدا: فتح طرق جديدة واستكشاف إمكانيات جديدة للمرأة”.
وقالت: “خلال السنوات الخمس الماضية، عملت الهيئة على خطة عمل وطنية لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن. تستعرض خطة العمل الوطنية الروابط المتداخلة بين الوصول إلى سلام مستدام وإشراك النساء بشكلٍ فاعل كوسيطات سلام ومفاوضات. ضمن صلاحيات خطة العمل الوطنية المذكورة، نعمل على تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وتمكينها الاقتصادي. وتحقيقا لهذه الغاية، التقينا مع البنك الدولي حول مرفق المشرق للمساواة بين الجنسين لضمان وصول المرأة إلى الفرص الاقتصادية في بيئة حاضنة”.
وتابعت: “من المنطلق عينه، فإنني حاليا أعمل جاهدة في سبيل توفير مشاركة أكبر للمرأة في الحياة السياسية. إن المشاركة السياسية للمرأة ليست محض إجراء شكلي في الحياة الديموقراطية، بل هي فعل ناجم عن اقتناع حقيقي بدور المرأة الإيجابي والهادف في المجتمع؛ كما أن هذه المشاركة تصب في صميم التزامات لبنان تجاه المجتمع الدولي، لا سيما في تحقيق المساواة بين الجنسين، كما هو منصوص عليه في أهداف التنمية المستدامة لعام 2030.”
وأردفت: “بالتوازي والارتباط مع خطة العمل الوطنية، تعمل الهيئة أيضا على قضايا عديدة من ضمنها العنف المنزلي والتحرش الجنسي والابتزاز الالكتروني وزواج الأطفال والمساواة في الأجور والفرص الاقتصادية والوصول إلى العدالة والمواضيع التي لطالما كانت محط جدل. كذلك نحاول تعديل تشريعاتنا وسن قوانين مفصلة للمرأة، آخذين في عين الاعتبار احتياجاتها. إن ذلك لا يخلو من التحديات، ومن بينها قانون الجنسية. إنني أؤمن أنه يتعين علينا أن نجعل بإمكان المرأة اللبنانية أن تنقل جنسيتها إلى أطفالها وأن لا يقتصر ذلك على الرجل كما هو في القانون الحالي. ولقد تيقنت من خلال عملي أنه حتى عندما تبدو الأشياء واضحة من الخارج، كالأجر المتساوي، على سبيل المثال، فإنها تتوقف عن كونها بهذا الوضوح عند العمل عليها من الداخل. لذا علينا دائما أن نحمل عدسة النوع الاجتماعي وننظر من خلالها. لا يخطئن أحد الظن، المرأة في لبنان كانت ولا تزال رائدة ولطالما احتلت الصدارة في كل تحول في تاريخ لبنان. اليوم، هي في انتظار استعادة المبادرة.”
وختمت: “يا لدقة وصحة عنوان مؤتمركم/ن القيادي السنوي السادس: صناع التغيير: قيادة المستقبل وإعادة تحديده. أهنئ الفريق التنظيمي على اختيار موضوع هذا العام، كما أود شكر كل من شارك في إنجاح هذا الحدث. عليكم/ن أن تثقوا/ن أن العالم سوف يلتقي في المستقبل على مبدأ أن جميع الناس يولدون متساوين. وبذلك يصبح تبوء المراكز القيادية المتقدمة نتيجة للكفاءة والتميز، لا بسبب الهوية الجندرية. لعله يكون العالم الذي ستعيشون/ن فيه. وإن لم يكن كذلك، فعليكم/ن بناءه.”
Related Posts