هوكشتاين في بيروت ناقلا” اخبارا جيدة”: قلصنا الثغرات ويمكننا التوصل الى اتفاق

استهل الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين، زيارته لبنان بلقاء بروتوكولي مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، قبل ان يلتقي وزير الطاقة وليد فياض ويبحثا في العقبات الأميركية التي تحول دون تنفيذ الاتفاقات اللبنانية ــــ المصرية ــــ الأردنية لتوريد الغاز والكهرباء الى لبنان. وليلاً، لبّى الموفد الأميركي دعوة على العشاء أقامها على شرفه النائب الياس أبو صعب المكلف من رئيس الجمهورية العماد ميشال عون جانباً من الاتصالات مع الأميركيين حول الملف.

اللقاءات الرئيسية للموفد الأميركي تعقد اليوم مع الرؤساء: عون ونجيب ميقاتي ونبيه بري، على ان يلتقي قائد الجيش العماد جوزيف عون قبل ان يغادر مساء.

وكتبت” النهار” ان هوكشتاين بدا حريصا عقب وصوله الى بيروت على ابراز وجود فرصة امام لبنان وإسرائيل للتوصل الى اتفاق في ملف ترسيم الحدود البحرية. وفي حديث مقتضب قال ان “هناك فرصة اليوم وقد قلصنا الثغرات في شأن موضوع ترسيم الحدود البحرية ويمكننا التوصل الى اتفاق” ولكنه لفت الى “اننا لسنا نحن من نبرم الاتفاق وعلى لبنان وإسرائيل ان يقررا القيام بذلك”. ولمح الى الى انه ينقل “اخبارا جيدة” من إسرائيل”.

وقال مصدر لبناني لـ«اللواء»: عودة الوسيط الأميركي لا تعني ان الملف وصل الى خواتيمه”.

وعلمت «الأخبار» ان الموفد الأميركي أسرّ قبل وصوله الى بيروت بأنه يحمل مقترحاً مباشراً حول ترسيم الحدود ينطلق من عناوين عدة؛ بينها:ــــ الخلاف بين الجانبين على النقطة المركزية للترسيم كبير، والحل يكون بتنازل متبادل، ما يعني تخلي لبنان عن الخط 29 وجزء من حقل قانا، مقابل تراجع اسرائيل عن «خط هوف».ــــ على لبنان التعامل مع الأمر من زاوية البحث عن مصلحته ببدء عمليات التنقيب لأن الشركات العالمية لن تأتي قبل الاتفاق.ــــ واشنطن قادرة على القيام بعلاج مؤقت من خلال اقتراح قيام شركة أميركية بالتنقيب في المنطقة المتنازع عليها، تتولى توزيع العائدات لاحقاً.وبحسب ما علمت «الأخبار»، فإن الواضح من المناقشات الجارية ان التوافق الرئاسي لا يزال عند مبدأ إقرار مبدأ ترسيم الحدود قبل اي خطوة اخرى. لكن الجانب الأميركي يلعب على خلاف قائم بين المؤسسات اللبنانية الرسمية، وخصوصاً بعد الرسالة التي وصلت الى الأمم المتحدة من قبل البعثة اللبنانية التي تقول بأن لبنان لا يقبل بأقل من الخط 29.

وبحسب مصدر مطلع، فإن «تطوراً خفياً طرأ على هذا الملف، تمثل في اتصالات بعيداً عن الأضواء تتعلق بمهمة الموفد الأميركي، لكنْ هناك رفض للحديث بالتفصيل عن هذا التطور». ولفت المصدر الى احتمال تعرّض لبنان لمزيد من الضغط من باب ملف الغاز المصري والكهرباء الأردنية. وفي هذا السياق، تشير المعلومات إلى أن الإدارة الأميركية لا تزال ترفض منح مصر والأردن الموافقة النهائية على المضي في المشروعين عبر منحهما اعفاء من عقوبات «قانون قيصر» لأن العملية تحتاج الى استخدام الأراضي السورية لتمرير الغاز والكهرباء.ورغم أن المصريين حصلوا على وعد اميركي بالتسهيل، أكّد الموفد الاميركي لوزير الطاقة أمس انه سيعمل شخصياً، انطلاقاً من دوره في ملف الطاقة، لتسهيل اقرار الخطوة الاميركية الشهر المقبل على ابعد تقدير. ويبدو أن واشنطن تريد البدء بتوريد الغاز المصري قبل الكهرباء الاردنية، وقد أبلغت مصر ولبنان أنها تريد الاطلاع مسبقاً على تفاصيل الاتفاق بين الجانبين، وعلى طبيعة المحادثات مع البنك الدولي قبل اعطاء الموافقة، وسط تضارب في المواقف في وزارة الخارجية الاميركية.وأوضحت مصادر معنية ان وزارتي الخارجية والخزانة الأميركيتين تتعرضان لضغوط جماعات في مجلسي النواب والشيوخ تعتبر ان الموافقة على استثناء هذه العملية من عقوبات قيصر بمثابة دعم غير مباشر للنظام السوري من جهة، وأن عدم الزام الحكومة اللبنانية بالاجراءات الاصلاحية في قطاع الطاقة ومواجهة الفساد سيجعل خصوم اميركا يستفيدون من القرار.

وأشارت أوساط مواكبة للملف لـ»البناء» الى أن «زيارة هوكشتاين الحالية تختلف عن زيارته الماضية، كونها جاءت بعد الرسالة التي وجّهها لبنان الى الامم المتحدة التي أكدت على خط الـ29 كخط سيادي لبناني في أي تفاوض مع «اسرائيل»، وبالتالي أقام لبنان التوازن التفاوضي، ففي وقت هددت «اسرائيل» الشركات الاجنبية من الاستثمار النفطي في لبنان، فإن لبنان يعامل «اسرائيل» بالمثل وسيمنع الشركات الاجنبية من الاستثمار في المنطقة المتنازع عليها». وشددت الأوساط على أن «بعد الرسالة باتت المنطقة الواقعة بين الخط 1 و29 منطقة متنازعاً عليها، وبالتالي حقل كاريش الذي تعده «اسرائيل» من حقها أصبح ضمن المنطقة المتنازع عليها.

وكتبت ” الديار”: لم تحل العطلة الرسمية بمناسبة عيد مار مارون اليوم الاربعاء دون استنفار القوى السياسية لمواكبة زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الذي وصل إلى لبنان لبحث ملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية كما مسألة استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن. وتكتسب هذه الزيارة اهمية قصوى باعتبارها ستحدد المسار المقبل لهذين الملفين وبخاصة لملف الترسيم في ظل معلومات عن طرحين يتم التداول بهما وافقت عليهما تل أبيب وسيحاول الوسيط الاميركي جس نبض بيروت بشأنهما. وعلمت «الديار» ان الطرح الاول يتحدث عن اعتماد خط متعرج يعطي لبنان كل حقل قانا على ان تحصل اسرائيل على ما تبقى من منطقة متنازع عليها، اما الطرح الثاني فيقضي بتقاسم الانتاج بالمساحات المشتركة المتنازع عليها ما يؤدي الى توقيع اتفاق مباشر مع اسرائيل، ما يجعل الطرحان غير مرضيين للطرف اللبناني. 


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal