تواريخ في سماء شباط… لحظات فلكية نادرة بانتظارنا!

ذكرت “الجزيرة” انه في تقرير نشرته صحيفة “لوموند” (Le Monde) الفرنسية، قال الكاتب غيوم كانا إنه يمكن رؤية مجرّة درب التبانة في السماء عند خطوط العرض الأوروبية. وبما أن ليالي الشتاء أطول من ليالي الصيف، فمن الممكن رؤية جزء كبير من مجرة درب التبانة خلال الوقت الفاصل بين نهاية الشفق وبداية الفجر.

وذكر الكاتب أن الأرض وبقية كواكب المجموعة الشمسية تدور حول الشمس إلى جانب عدد كبير من الكويكبات والمذنبات، وهي تنتمي جميعها إلى مجرة تضم مئات المليارات من النجوم يشبه شكلها فطيرة “غاليت” ضخمة مركزها منتفخ.

 

درب التبانة.. مجرتنا
بما أننا نعيش على كوكب من داخل مجرة درب التبانة، فإذا نظرنا إلى السماء في الاتجاه الذي يتوافق مع سمكها، نحو كوكبة الدب الأكبر أو كوكبة القيطس على سبيل المثال؛ فستبدو النجوم متناثرة إلى حد ما على القبة السماوية ويصعب رصدها حتى من موقع بعيد عن التلوث الضوئي. أما إذا نظرنا على المستوى المجري فسنرى عددا لا يحصى من النجوم التي تبدو كأنها مكدسة في نطاق غير منتظم الحدود، وهنا نتحدث عن مجرة درب التبانة.

ولو كانت الشمس تقع في مركز المجرة، لكان نطاق مجرة درب التبانة متساوي الكثافة مهما كان موقعنا على كوكب الأرض، وذلك بغض النظر عن الأجزاء المحجوبة بشكل أو بآخر بواسطة السديم المظلم، ولكن هذه ليست الحال لأن الشمس تقع على أطراف المجرة؛ ولهذا السبب يختلف شكل مجرة درب التبانة وكثافتها على القبة السماوية باختلاف زاوية النظر، أي نحو المركز أو نحو الأطراف الأقل كثافة.

تستغرق الأرض عاما لتدور حول الشمس، في حين أن نطاق مجرة درب التبانة الذي يمكن رصده ليلا يتغير على مدار الأشهر. عند خطوط العرض الأوروبية أجمل جزء من مجرة درب التبانة يمكن رؤيته في الصيف، وهو الجزء المضيء داخل كوكبة القوس والعقرب وكوكبة الحواء ويكون مرئيا منذ نهاية الشفق.

وفي بداية ليالي الشتاء يكون الجزء المرئي من المجرة هو أطرافها التي تبدو أقل سمكا في كوكبة ذات الكرسي أو حامل رأس الغول. ويلعب طول ليالي الشتاء دورا في عملية الرصد، إذ يتجاوز طول الليلة 10 ساعات في كانون الثاني في الأيام التي يغيب فيها القمر. وفي هذه الليالي يمكن رصد جزء كبير من مجرة درب التبانة بين نهاية الغسق وبداية الفجر، من أقل أجزائها كثافة إلى قلبها المتألق.

في بداية ليالي شباط بلغت مجرة درب التبانة أقصى ارتفاعها بواسطة كوكبة القوس وهي تتدفق نحو كوكبة الكلب الأكبر في الجنوب الشرقي وكوكبة سيجنوس في الشمال الغربي. ويبدو طرف المجرة رقيقا جدا بين كوكبة حامل رأس الغول وممسك الأعنة، وأكثر كثافة عند كوكبة وحيد القرن شرق كوكبة الجبار. ولا يمكن رؤية كل ذلك بالعين المجردة في مناطق التلوث الضوئي.

وفي نحو منتصف الليل، ترسم مجرة درب التبانة قوسا كبيرا فوق الأفق الغربي من كوكبة الملتهب في الشمال وصولا إلى الكوكبة الجنوبية الكبيرة الكوثل، ثم يتدلى هذا القوس ببطء إلى جهة الغرب ويعود الشريط المجري إلى الجانب الشرقي من القبة السماوية.

وقبل الفجر بقليل، يعود المثلث الصيفي الذي تحده نجوم فيغا من كوكبة ليرا ودينب من كوكبة البجعة وكوكبة النسر الطائر إلى الشرق وتستقر مجرة درب التبانة على كوكبة ذات الكرسي في الشمال وعلى كوكبة العقرب في الجنوب الشرقي.

 

تواريخ في سماء شباط
لن يزيد ارتفاع كوكب المشتري على 10 درجات بعد غروب الشمس بساعة واحدة، وسيغرب في وقت أبكر كل مساء خلال فبراير/شباط، ليصبح غير مرئي للعين المجردة بعد 10 من الشهر نفسه. وهذا الاقتران البعيد بين المشتري والقمر هو الفرصة الأخيرة لمراقبة هذين الجرمين معا في هذا الجزء من الليل.

وبعد أقل من شهر من اقترانه الأدنى بالشمس، يطلع كوكب الزهرة قبل المشتري بأكثر من ساعتين باتجاه الشرق والجنوب الشرقي في سماء مظلمة للغاية مرصعة بالنجوم، وسترى ذلك إذا كنت بعيدا عن أضواء المدينة.

أصبح الهلال الرقيق جدا الذي كان يُرى بالمناظير في الشهر الماضي أكثر سمكا مع اقتراب كوكب الزهرة من ربعه الأول وتزايد سطوعه، لكن بُعده المستمر عن الأرض يجعل قطره الظاهر أقل انخفاضا، ليواصل سطوعه حتى الذروة يوم الاثنين الموافق السابع من شباط الجاري، قبل أن يخفت نوره تدريجيا.

وسيُشرق كوكب الزهرة ويكون ضوؤه أكثر سطوعا على ارتفاع 7 درجات تقريبا فوق الأفق بين الشرق والجنوب الشرقي عند بزوغ الفجر، ولن تواجه مشكلة في تحديد مكانه (حتى في المناطق الحضرية).

ودعا الكاتب إلى التركيز على النقطة الصغيرة التي تمثل كوكب المريخ الذي سيبقى على بعد 7 درجات جنوب كوكب الزهرة حتى منتصف آذار المقبل. ويدور هذان الكوكبان في كوكبة القوس في شباط، وفي أفضل مواقع رصد النجوم يمكن رؤية مجرة درب التبانة تحيط بهما أثناء طلوعهما.

يمكنك البدء في رصد هذه الكواكب قبل أكثر من 3 ساعات من بداية نهار يوم الأحد 27 شباط الجاري. وإذا بذلت جهدا للانتقال إلى موقع بعيد بما يكفي عن الإضاءة الاصطناعية، سترى الانتفاخ المجري يظهر ببطء فوق الأفق الجنوبي الشرقي مصحوبا بنجم قلب العقرب المتلألئ.

ويوم الاثنين 28شباط عند الفجر، قبل الشروق بنحو 40 دقيقة؛ يظهر عطارد وهلال رقيق عند الأفق الشرقي والجنوبي الشرقي، حيث سيظهر أيضا كوكب زحل على بعد 3 درجات على يسار عطارد، لكنه سيسطع بشكل خافت جدا بحيث لا يمكن رؤيته حتى إذا كانت السماء صافية.

في هذا الوقت من الشهر لا يزال الهلال سميكا بدرجة كافية لرؤيته بسهولة حتى لو كان ضوء النهار يطمس سطوعه الشاحب. وإذا كان لديك تلسكوب فوجهه إلى القمر بمعدل تكبير 50 مرة لترى كيف يغطي الغلاف الجوي الهلال في موقع قريب جدا من الأفق. وإذا كنت ترغب في رصد هذه الأجرام بمجرد طلوعها، فيجب عليك اختيار موقع مراقبة يسمح لك برؤية الأفق الحقيقي، وليس من قمة تلّ.

سماء شباط
في شباط سيكون ممكنا رؤية كوكبة الجبار فوق الأفق الجنوبي بعد وقت قصير من الغسق. وستكون هذه الكوكبة محاطةً بمجموعة كبيرة من النجوم. ويمكن ملاحظة مدى توهج كوكبة الكلب الأكبر في المناطق الجنوبية من القبة السماوية. وعلى عكس نجم الشعرى اليمانية من كوكبة الجبار، فإن فانوس نجم الدَّبران البرتقالي لبرج الثور يوجهنا في اتجاه مجموعة الثريا النجمية الصغيرة.

وفي الجانب الغربي من السماء، لا يزال هناك متسع من الوقت للاستمتاع بمربع كوكبة بيغاسوس الكبيرة وكوكبة أندروميدا. هذا موقع المجرة التي تحمل الاسم نفسه على بعد درجات قليلة من بيتا المرأة المسلسلة، التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة في سماء صافية مثل باقة صغيرة من نبتة عشبة القطن.

المصدر: الجزيرة


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal