يمرّ لبنان في وضع اقتصادي متدهور وغير مسبوق يجعل من الحياة اليومية مغامرة يعيشها أبناؤه، لا سيما في ظل الغلاء المعيشي، وارتفاع في أسعار المحروقات، وخصوصاً المازوت المستهلَك الأوّل في فصل الشتاء، والذي يعتمد عليه الكثيرون للتدفئة.
جاءت العواصف الواحدة تلو الأخرى لتزيد “الطين بلّة”، ومع كلّ قطرة مطر همّ جديد يطرق باب المواطنين وسط انخفاض كبير في درجات الحرارة جعلت من الطرقات لوحا جليديا وخصوصاً في الجرود، وطبعاً لم تكن امكانات التدفئة ككل عام في ظل وضع اقتصادي كهذا، فبعد ان كان السعر الوسطي لصفيحة المازوت يبلغ 16,500 ليرة في كانون الثاني عام 2021، وصل في الوقت نفسه من هذه السنة إلى عتبة الـ 341 ألف ليرة بفعل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار.
وانعكس هذا الواقع تلقائياً على المواطنين، فلم يعد بمقدورهم شراء هذه المادة بسهولة خصوصاً وأنّ الحد الادنى للأجور ما زال ثابتاً على حاله.
ما هو بديل المازوت في هذه الظروف؟
بالاطلاع على بعض الحالات في احد القرى الجبلية تبين أنّ البديل الأوّل لهذه المادة هو الحطب، طبعاً لا الغاز ولا الكهرباء التي لا تتعدى تغذيتها الاربع ساعات يومياً، ولا يستطيع المواطنون تشغيل أدوات التدفئة والسخانات على “الاشتراك” او المولدات في ظلّ تسعيرة باتت “تكسِر الظهر” كما قال معظم سكان هذه القرية الواقعة في شمال لبنان.
واستبدال الكهرباء بالغاز هو كالانتقال “من تحت الدلفة لتحت المزراب” لأنّ سعر الجرة الواحدة لامس الـ 450 ألف، ما يعني انّ راتب موظف عادي يشتري ما يقارب الجرتين او ثلاثة.
اذاً اللجوء الى الحطب بات الخيار الامثل والوحيد أمام سكان الجرود والقرى الجبلية، ومع انّ “نَقلة الحطب” أغلى بأشواط مما كانت عليه في العام الماضي الا انها تبقى أرحم من غيرها من الوسائل.
ويبقى السؤال، هل نصل الى مرحلة تكون فيها الحاجة امّ الاختراع في بلاد الحرف والحضارة، فيتم إستبدال الحطب ببدائل أخرى قد تفرضها الأوضاع الاقتصادية تكون أقل كلفة.
Related Posts