بعد أيام على إعلان الرئيس سعد الحريري “تعليقه” وتياره العمل السياسي، افتتحت السفارة الأميركية بيروت “حملتها” الانتخابية بزيارة ثلاثة من نواب تيار المستقبل في عكار. وفد من السفارة (الملحق السياسي) جال على النائبين عن المقعدين السنيين وليد البعريني وطارق المرعبي والنائب عن المقعد الماروني هادي حبيش، فيما استثني من الجولة النائب المستقبلي عن المقعد السني العكاري الثالث محمد سليمان. ولم تحسم المصادر ما إذا كان استبعاده يرتبط بإقامته في منطقة وادي خالد الحدودية التي تشهد واقعاً أمنياً غير مستقر. كذلك استبعدت الجولة نائب القوات اللبنانية وهبي قاطيشا (أعلنت القوات أنها لن ترشّحه لدورة جديدة)، ونائب التيار الوطني الحر أسعد درغام والنائب عن المقعد العلوي مصطفى حسين.
المحافظة إعتادت زيارة الوفود الدبلوماسية، وآخرها الزيارات المتكررة في العام الفائت للسفيرتين الأميركية والفرنسية، تمحورت حول البلديات والجمعيات التي تهتم بشؤون النازحين، والمستوصفات الصحية لمعرفة القدرة على مواجهة الأوضاع الراهنة وتقديم المساعدات الضرورية. الا أن زيارة أمس، فقد إستهدفت نوابا من لون سياسي واحد، فكانت البداية من دارة النائب طارق المرعبي في بلدة عيون الغزلان الذي إستقبلهم على مأدبة إفطار، ثم زيارة سريعة للنائب وليد البعريني في المحمرة، وزيارة للنائب هادي حبيش في القبيات الذي إستقبلهم على مأدبة غذاء. وبحسب المعلومات فأن محور الزيارة تركز حول الواقع الميداني، وتناول شقين، سياسي وأمني، وتمحورت الأسئلة في الأساس حول رأي النواب الثلاثة بالرئيس سعد الحريري، والخيارات السياسية التي إعتمدها، والاستفسار عن باقي النواب الحاليين والمرشحين المرتقبين من الكتل الأخرى. كما تطرق الحديث للوجود السوري في عكار ومدى دور وتأثير حزب الله في المنطقة.
كما تركز البحث حول الوضع الأمني في المحافظة ودور وقدرة القوى الأمنية على ضبط الأمور، خصوصا بعد تزايد الحديث عن إستعادة المجموعات الارهابية لدورها وتنشيط عملها لجهة تجنيد شبان للقتال الى جانب “داعش” في العراق مستفيدة من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة، والفلتان الأمني على الحدود الشمالية لجهة عمليات التهريب الواضحة على مقلبي الحدود والتي تشمل السلاح والمسلحين والأفراد، حيث كثرت التقارير الأمنية والاستخباراتية في الأشهر الأخيرة والتي تؤكد عودة خطوط التهريب للعمل بشكل مكثف، فضلا عن عشرات العمليات الأمنية التي تستهدف تحرير مخطوفين بعد وقوعهم في شباك المهربين الذين يقايضون بالمال لاطلاق سراحهم عقب خطفهم على الحدود.
وبحسب مصادر مطلعة، فان الوفد “يملك معطيات واسعة حول واقع المحافظة، ولكن يسعى لتقديم دراسة ميدانية بعد مطابقة المعلومات بتلك التي كونها عقب لقاء نواب المستقبل في عكار، خصوصا أن النواب الثلاثة عازمون على خوض المعركة الانتخابية مجددا وضمن نفس اللائحة بالرغم من إعلان الحريري “تعليق” العمل السياسي”. وأشارت المصادر الى أن الادارة الأميركية “تتخوف بشكل جدي من الفراغ الذي قد يخلقه غياب الرئيس الحريري تحديدا في مناطق الثقل السني وفي المنطقة الحدودية الشمالية، لكونها تضم أعدادا كبيرة من النازحين السوريين، كما تعتبر منطقة سهل عكار (ذي الغالبية العلوية) إمتدادا طبيعيا للداخل السوري، إضافة الى الدور المؤثر في منطقة وادي خالد الحدودية، وبالتالي فالوضع السياسي سينسحب في المستقبل على الخطط والمشاريع الاقتصادية التي ترسمها السفارات للمنطقة الشمالية ومنها المنطقة الاقتصادية في الشمال ومطار القليعات وإعادة إعمار سوريا.