اعتبر رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي انه لغاية الآن لا يمكن معرفة مسار وباء كورونا في الأيام المقبلة ولا ندري إن كنا وصلنا الى الذروة أم لا خاصة في ظل الطقس البارد وعدم التزام اللبنانيين بالوقاية.
عراجي كشف ضمن برنامج المشهد اللبناني على قناة الحرة، اننا بلغنا نسبة 20% فحوصات إيجابية وهذه نسبة مرتفعة جدا لأنه وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن هذه النسبة لا يجب أن تتعدى الـ5%. ورغم تراجع نسبة المصابين الذين يحتاجون الى المستشفيات أعرب عراجي عن قلقه لأن القدرة الاستيعابية للمستشفيات اصبحت أقل من السنة الماضية ونسبة الإشغال بلغت حاليا 80% .
عراجي أوضح ان البنك الدولي يغطّي جزءاً من فاتورة المرضى الذين يدخلون الى المستشفيات على حساب وزارة الصحة، ولكن يبقى هذا غير كاف لأن الكلفة الاستشفائية اصبحت مرتفعة جدا. فكل ليلة في العناية الفائقة تكلّف ما بين 8 الى 10 ملايين ليرة، وهذا الأمر جعل نسبة إشغال المستشفيات بشكل عام تتراجع وهي لا تتعدى الـ50%، وبعض المرضى لم يعد بإمكانهم دخول المستشفيات، وإذا لم تأت مساعدات من الخارج فإن القطاع الصحي لن يتمكن من الاستمرار.
ـ رئيس اللجنة التنفيذية للقاح كورونا الدكتور عيد عازار اعتبر أن الأعداد الحقيقة للمصابين يومياً هي تقريبا خمسة اضعاف العدد المعلن أي نحو 35 الى 40 ألف إصابة يومياً، كما اننا نضيف الى العدد المعلن الأشخاص الذين أجروا الفحوصات السريعة وهؤلاء لا تتوافر لدينا تقارير أو داتا عنهم. وأكد انه يؤيد تشريع الفحص السريع لأننا في حالة وبائية معتبرا أن هذا الفحص لم يُشرّع في لبنان بسبب المختبرات التي تصرّ على فحص الـ PCR لأنهم يستفيدون منه.
وأعلن الدكتور عازار أن نسبة الملقحين في لبنان بشكل عام أصبحت ما بين 40% و 42%. أما في الفئات العمرية فأوضح ان نسبة الملقحين من الفئة العمرية فوق ال40 عاما جيدة وهي تقارب ال 60% ، ولكن تتدنى هذه النسبة عند الفئات العمرية الأصغر.
وعن نسبة التلاميذ الذين حصلوا على اللقاح في لبنان، فقد شكا عازار من عدم تمكنه من الحصول من وزارة التربية على رقم رسمي لمجمل التلاميذ في لبنان، ولكنه قال إذا أخذنا الفئة العمرية ما بين 12 سنة و18 سنة فإن نسبة التلقيح لم تتخطّ بعد ال 50% ، وقال إن الأسباب متعددة وكل من وزارة التربية ووزارة الصحة يلقي المسؤولية على الآخر.
أضاف، إن نسبة الملقحين في سن ال 18 عاماً هم ضعف نسبة الملقحين في سن ال 12 عاما، وكلما انخفضت الفئات العمرية كلما تراجعت نسبة الملقحين بسبب خوف الأهل من تلقيح الأولاد الأصغر سناً. وإذ استبعد عازار ان يصبح التلقيح إجباريا في لبنان اعتبر أن أفضل وسيلة حاليا هي الترغيب.
وعن فتح مجال التلقيح ابتداء من سن الخامسة، قال إنه وبعد ايام من فتح باب التسجيل هناك تقريبا نحو24 ألفا تسجلوا حتى الآن.
ورداً على سؤال عن إمكان وجود مخاطر على حياة شخص تلقى اللقاح ولم يكن يعرف انه مصاب، اكد عازار أن لا مخاطر في هذا الأمر وإلا لكان فُرض إجراء فحص ال PCR قبل تلقي اللقاح، وطمأن الى أنه لا ضرر في حال أخذ الشخص اللقاح بعد أقل من تسعين يوماً على إصابته بالفيروس.
وعن واقع القطاع الصحي بشكل عام في لبنان، قال عازار إن النظام الصحي “انهار وخلص” والسؤال ما هو النظام الصحي الآتي، وهذا ما لانعرفه لأن الدولة كلها “مكربجة”، والآن تقطيع وقت ونحن من أقوى شعوب العالم بالمفاوضات على باب جهنم، وقد وضعنا القطاع الصحي ضمن معادلات يجب أن يكون خارجها. فإذا لم يكن بالامكان إيجاد حلول سياسية فكان يجب أقلّه تحييد هذا القطاع. أضاف للأسف إنني لا أرى أي حل جدي للقطاع الصحي في الوقت الراهن ولا رؤية ولا نعلم الى اين نحن ذاهبون في الأشهر ال6 المقبلة.
ـ المدير الطبي للمستشفى اللبناني الجعيتاوي الدكتور ناجي ابي راشد، اعتبر بدوره ان القطاع الصحي منهار لأقصى الحدود ودعا الى الإسراع في وضع خطة طارئة لهذا القطاع منتقدا غياب أي قرار مركزي أو خطة للمستقبل ومشيرا الى ان المستشفيات تعمل كل يوم بيومه.
أبي راشد اعتبر أن نسبة إشغال أقسام كورونا في المستشفيات عالية ووصلت الى نحو 80% ليس بسبب زيادة نسبة من يحتاجون الى المستشفى إنما بسبب تراجع قدرة استيعاب المستشفيات بنسبة نحو 60% عما كانت عليه العام الماضي.
وأشار الى أن ما بين 85% الى90% ممن يدخلون المستشفيات لم يأخذوا اللقاح. واشار الى انه كلما ابتعدنا عن فترة إجراء اللقاح تخف الحماية، فبعد 4 أسابيع من ال booster تكون الحماية 70% بعد عشرة أسابيع تنخفض الى 40% وبعد 5 اشهر تصبح نحو 10%.