بدأ بعض الكتّاب والسياسيين والصحافيين والإعلاميين في السنوات الأخيرة بإستعمال كلمة “الأقليم” في كتاباتهم وخطاباتهم وتحليلاتهم ومقالاتهم، بعضهم عن وعي وعن سوء نيّة مقصودة والبعض الآخر بدون وعي ودون ان يوضحوا ماذا يقصدون بالأقليم، وبسبب ذلك فإن عامة الشعب تفسّره بأنه يعني المنطقة بكاملها من لبنان الى طنجة في المغرب العربي وبما فيها الكيان الصهيوني الذي أحتلّ أرض فلسطين العربية ويصبح الكيان بذلك جزءاً لا يتجزأ من المنطقة العربية له ما لها وعليه ما عليها،
وخلفية هذا الأمر هي العمل على نسيان صراع الوجود بيننا وبين هذا العدو، وبكلمة أوضح العمل على إلغاء المقاومة في الذهنية العربية لتحرير الأرض من البحر الى النهر، والعمل على إلغاء حق العودة وللإعتراف بيهودية دولة الكيان العنصري ولمزيدٍ من التطبيع معه.
ولا بد من الإشارة هنا الى تعريف للدكتورة ″عبلة بخاري″ لكلمة ″الأقليم″ حيث اعتبرته ″وحدة طبيعية، جغرافية، إقتصادية، إجتماعية، تتكون من عدة أأااااااأجزاء مرتبطة مع بعضها البعض ويوجد بينها تناسب وتكامل وكل جزء منها له مكانته حسب أهميته الوظيفية التي يقوم بها″، كما عرّفته حسب قولها وبإختصار شديد بأنه “قطعة متميّزة من الأرض ولا شيء غير ذلك، إلاّ إذا أضيفت لها صفة أخرى تعطي مفهوماً خاصاً”.
من ذلك، وبسببه، ومنعاً من تحقيق أهداف الغرفة السوداء العاملة على تسويق هذه الكلمة خدمة لما أسلفناه يقتضي سحب هذه الكلمة من التداول إحتراماً لعقول الأمة، وعدم الإخلال بذاكرتها مما يقتضي معه القول وبشكل دائم احدى الجمل التالية بديلاً عنها:
“الأرض العربية”، “الأمة العربية”، “الدول العربية”، “المشرق والمغرب العربي”، وغيرها من العبارات التي تؤكد على عروبة المنطقة.
أما الكلمة الثانية “الابراهيمية” التي سطّر بعض الكتاب بخصوصها مقالات وتحاليل متضمنة دعوات لإعتماد هذه الديانة المخترعة بدل الرسالات النبوية. كل ذلك لتشويهها خاصة للزعم القائل بأن ابراهيم عليه السلام هو على دين جامع للإسلام واليهودية والنصرانية، وهذا زعم باطل ومعتقد فاسد، وان السعي لدعم “اتفاقات ابراهام” ما هو الاّ للتطبيع والتركيع عبر تسويق لدين جديد وهو مشروع للتطبيع الديني وتحريف المعتقدات ليؤازر التطبيع السياسي.
هذه الكلمة من اوهام السلام الذي يبدّده الصهاينة انفسهم، وان الإستجابة لهذه الدعوات المغرضة تمثّل عدواناً سافراً على عقيدة الشعوب، وإشعال لنار الخلاف والفتنة بينها، وهذا ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر الدولي الاول لعلماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين ورابطة المغرب العربي المنعقد في 21/2/2021.
ونقول نحن: “اتركوا إبراهيم عليه السلام بسلام، ولا تتبعوا خطوات الصهاينة بنشر الكفر والضلال والإفتراء على الله عزّ وجلّ والكذب على نبيّه إبراهيم عليه السلام، توهمون الناس بأن إبراهيم كان على غير دين الله الحنيف. اتقوا الله حق تقاته، ولا تفسدوا على المؤمنين عقيدتهم ولا تكونوا أعواناً للشيطان دعاةً على أبواب جهنّم ولا تكونوا خدّاماً للمُطبّعين”.
كما ونحن بدورنا أيضاً نؤكد على ضرورة إلتزام العلماء وطلبة العلم والدعاة وسائر المفكرين والكتّاب والإعلاميين للقيام بواجبهم نحو الرسالات النبوية لمواجهة هذه الفتنة وتحرير المقالات والكتب وإقامة الندوات والمحاضرات والخطب للتحذير من فتنة هذه البدعة الضالة، وبذلك نلتقي متضامنين مع هذه المواقف النبيلة والشريفة وندعو لسحب هذه الكلمة “الابراهيمية” أيضاً من التداول لما فيها من أخطار على أمتنا وقضيتنا المركزية فلسطين، كما علينا دائماً التنبّه لكل ما يطرح من عبارات ومفردات وتسميات التي غاية طرحها والتداول بها تشويه عقول الأمة وبخاصة الأجيال الشابة لتوجيه بوصلتها نحو ما يعمل له أعداؤها والتي تصب لصالح هؤلاء ضد نهوض الأمة وتحريرها وتوحيدها وبناء دولتها الديمقراطية الحرة التي يسود فيها حكم القانون، والعدالة والمساواة واحترام حقوق الانسان.
الكاتب: المحامي عمر الزين
الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب
Related Posts