خاص ـ سفير الشمال
كرّست البعثة اللبنانية التي إفتتحت فعاليات أسبوع المعرفة والتعليم في الجناح اللبناني في “إكسبو دبي 2020″، برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بمستشارته التربوية هبة نشابة، الحضور اللبناني المتميز على صعيد التربية والتعليم والمعرفة والتكنولوجيا في العالم العربي، وأكدت أنه رغم الظروف الصعبة التي يعيشها وطن الأرز، فإن ما يختزنه أبناءه من تطور وإبداع يجعله عامل جذب أساسي ودائم، ترجم بفعالية من خلال التعاطي العربي ولا سيما دول الخليج مع البعثة وأعضائها وعبر الاتفاقيات التي تم توقيعها ضمن إطار التكنولوجيا التربوية.
عرضت البعثة اللبنانية لتصور الرئيس ميقاتي وحكومته لكيفية إستخدام التكنولوجيا في تطوير المعرفة والتعليم في إطار إطلاق تحالف الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات، وهي نجحت في جمع اللبنانيين العاملين في مجالات التكنولوجيا التربوية من مقيمين ومنتشرين في الدول العربية ضمن شراكة وطنية قدمت أفضل نموذج عن التعاون وتبادل الخبرات ما جعل الجناح اللبناني قبلة المشاركين وشهد حشدا غير مسبوق.
كما ساهمت البعثة في كسر الجليد مع دول الخليج العربي، من خلال التواصل المباشر مع كل المشاركين من هذه الدول، والتأكيد على أن لبنان كان ولا يزال وسيبقى ملتزما بأفضل علاقات التعاون والتنسيق مع أشقائه العرب.
لا شك في أن الحضور المتميز للبعثة اللبنانية في فعاليات أسبوع المعرفة والتعليم من اكسبو دبي، وهو من تنظيم جمعية المعلوماتية المهنية PCA، أضيف الى الجهود التي كانت بذلتها البعثة الرسمية الى إكسبو دبي 2020 برئاسة ربيع البعلبكي الذي قدم بدوره كل التسهيلات لإنجاح الحدث المعرفي والتعليمي.
على مدار إسبوع المعرفة والتعليم تحول الجناح اللبناني في إكسبو دبي 2020 الى خلية نحل تربوية معرفية وتكنولوجية، تميزت بكثافة المشاركين والزوار، وبالاتفاقيات التي عقدت بين الجانب اللبناني وكثير من المؤسسات والتي من شأنها أن تعود بالنفع على الوضع التربوي العام في لبنان خصوصا الاتفاقية مع مؤسسة الدكتور طلال أبو غزالة التي تطوعت باقامة دورات تدريب محو أمية معلوماتية وحوكمة رقمية لكل موظفي الدولة اللبنانية بالتعاون مع رئاسة الحكومة ومع جمعية المعلوماتية المهنية، وكذلك مع “غرافيست دبي” وممثلي شركة “آدوبي” لتقديم سنة تدريب مجانية لكل أساتذة وطلاب لبنان، فضلا عن تأهيل 200 مدربا من crdp و dops بشكل حضوري، وأيضا إتفاقية مع مؤسسة “تي فور” وهي أكبر منظمة تضم أساتذة في التكنولوجيا التربوية في العالم لتدريب كل أساتذة لبنان على الأدوات التكنولوجية الحديثة بعد موافقة وزارة التربية.
كما حرصت البعثة على التشبيك مع مؤسسات وبعثات عربية ودولية لتبادل الخبرات والزيارات وتنفيذ الخطط الاستراتيجية، كما عقدت رئيستها المستشارة هبة نشابة سلسلة ندوات ولقاءات شرحت خلالها خطط الحكومة اللبنانية على صعيد التطور المعرفي والتكنولوجي، وأكدت حرص لبنان على التواصل والتعاون الدائمين مع العمق العربي ولا سيما دول الخليج. وقد كانت هذه المشاركة موضع تقدير إماراتي عبرت عنها مديرة المشاريع في حكومة الامارات الأستاذة أسماء الجناحي التي أشادت بحضور المستشارة نشابة وعبرت عن سعادتها بالمشاركة.
وكان أسبوع المعرفة والتعليم في الجناح اللبناني إفتتح برعاية رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي ممثلا بالمستشارة هبة نشابة، بحضور وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ممثلاً بمسؤول العلاقات الدولية في وزارة التربية وليد زين الدين، مدير ادارة الشؤون الصحية وقطاع الاستراتيجية والابتكار في وزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل في الامارات الدكتور فوزان الخالدي، مديرة المشاريع في حكومة الامارات الأستاذة أسماء الجناحي، وزير الاعلام السابقة الدكتورة منال عبد الصمد، النائب ديما جمالي، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران، النائب الأول لحاكم مصرف لبنان الدكتور وسيم منصوري، سفير لبنان لدى الامارت المتحدة الأستاذ فؤاد شهاب دندن، القنصل العام في دبي عساف ضومط، رئيس جمعية سند لبنان حكمت ناص، مدير عام جمعية سند لبنان ومنسق عام شبكة التحول والحوكمة الرقمية البروفسور نديم منصوري رئيس البعثة اللبنانية في Expo 2020 الأستاذ ربيع بعلبكي وأعضاء البعثة وحشد غفير من المهتمين.
وألقت المستشارة نشابة كلمة أكدت أن التكنولوجيا في عصرِنا الراهنِ لم تَعُدْ تَرَفًا لفئةٍ اجتماعيةٍ محدَّدَةٍ بل أصبحَت ضرورةً مُلِحَّةً تحتاجُها المجتمعاتُ للنهوضِ والمُضيِّ قدمًا في تطوّرِها، لافتة الى أن حكومةَ الرئيسِ ميقاتي تقومُ بصورةٍ أساسيَّةٍ على تحديثِ النظامِ التربويِّ بما يتناسبُ مع روحيةِ العصرِ.
وشددت نشابة على أهمية البدءُ بإعدادِ الكادرِ التعليميِّ القادرِ والمتمكّنِ من نقلِ المعرفةِ التكنولوجيةِ إلى الطلابِ، ورأت أن التربيةُ ليسَت جزيرةً معزولةً عن إداراتِ الدولةِ بل هي جزءٌ لا يتجزأُ منها، وبالتالي لا يمكنُ أن نطوِّرَ التربيةَ من دونِ تطويرٍ متوازٍ في كلِّ إداراتِ الدولةِ، لذلك فإن عمليةَ التطويرِ الرقميِّ في التربيةِ وفقَ خطّةِ الحكومةِ يجبُ أن تسيرَ بصورةٍ متكاملةٍ ومتوازيةٍ مع باقي إدارات الدولة.
وقالت: إن استخدامَ التكنولوجيا ينبغي أَلا يُنسينا قيمَنا الإنسانيةَ، بل يجبُ أن يكونَ في صميمِ خططِنا التربويةِ المستندةِ إلى التكنولوجيا، وإلا فإننا سنُحَوِّلُ أجيالَ المستقبلِ إلى روبوتاتِ عديمةِ القِيَمِ. فالذكاءُ الاصطناعيُّ لا يمكنُ أن يسيرَ من دونِ عقلٍ بشريٍّ يُسَيِّرُهُ، على الأقلِ حتى الآنَ، والعقلُ البشريُّ ليس معزولًا عن المشاعرِ والعواطفِ، وبالتالي فإنَّ الذكاءَ البشريَّ، الذي يتأثّرُ ويؤثّرُ، يؤدّي دورًا أساسيًا في كيفيةِ رؤيتِنا للتطوّرِ الذي نُقدِمُ عَلَيْهِ.
وأضافت: إنَّ أهمَّ أُسُسِ قيمِنا في هذه المنطقةِ هي انتماؤُنا إلى عروبتِنا التي بها نعتزُّ ونفتخرُ والتي كانَت في صلبِ وصميمِ برنامجِ حكومةِ الرئيسِ نجيب ميقاتي الذي أكَّدَ منذُ اللحظاتِ الأُولى لتكليفهِ بتشكيلِ الحكومةِ العملَ على توطيدِ وتعميقِ علاقاتِ لبنانَ مع أشقّائِهِ العربِ، وفي مُقدِمِهم دولُ الخليجِ، وهنا اسمحوا لي باسمِ الرئيسِ ميقاتي أنْ أتقدّمَ من دولةِ الإماراتِ العربيّةِ المُتّحِدَةِ قيادةً وشعبًا بالشُّكرِ الكبيرِ والتقديرِ العالي لما قَدَّمَتْهُ من دعمٍ للبنانَ على مدى عقودٍ، لا سيّما في الأوقاتِ الصّعْبَةِ التي كثيرًا ما عاناها بلدُنا، ونحن نتطلّعُ إلى استمرارِ هذا الدعمِ في الأوقاتِ العصيبةِ التي نمرُّ بها اليومَ، وقد تعهّدَ الرئيسُ ميقاتي أن يُطلقَ أكبرَ عمليةٍ للإصلاحِ الإداريّ والماليّ والاقتصاديّ في البلادِ وفي صُلبِ هذه العمليةِ محاربةُ آفةِ الفسادِ.
وختمت: كما حدّدَ الرئيسُ ميقاتي هدفَ حكومَتِه “معًا للإنقاذ” اسمحوا لي أن أقولَ باسمٍهِ هيا بنا ننطلقُ اليومَ معًا إلى عالمِ الرقميةِ والحوكمةِ بعزمٍ وإرادة.