طالبان من وايل كورنيل للطب – قطر يُبرزان تأثير مركبات الفلافونويد في كوفيد-19

أسهم طالبان من وايل كورنيل للطب – قطر في دراسة استقصت الدور والتأثير المحتملين لمركّبات الفلاڤونويد الموجودة في النباتات في محاربة أنواع العدوى الفيروسية كالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (SARS-CoV-2) والفيروس المسبّب لكوفيد-19.

وقد أجرى طالبا الطب ريدهيما كول وبراديبتا بول دراسة استعراضية منهجية تحت إشراف عضوين من هيئة التدريس في وايل كورنيل للطب – قطر هما الدكتور علي الشعري الأستاذ المساعد للبيولوجيا، والدكتور ديتريتش بيسلبيرغ أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية والعميد المساعد لشؤون القبول. وتمّت الدراسة الاستعراضية لما مجموعه 27 ورقة بحثية منشورة و69 نوعاً مختلفاً من مركّبات الفلاڤونويد لتحديد فاعلياتها إزاء مختلف الأهداف الدوائية للمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، بما في ذلك إنزيم البروتيز الرئيس (3CLpro) ذو الدور البارز في تكاثر الفيروس.

ووجدت الدراسة التي نشرت في الدورية العالمية المتخصصة International Journal of Molecular Sciences أن للعديد من مركّبات الفلاڤونويد سمات واعدة في محاربة الفيروسات، ومنها كويريستين (الموجود في البصل والتفاح والتوت والشاي الأخضر) وميريستين (الموجود في الطماطم والبرتقال والمكسرات ومختلف الأعشاب والتوت والشاي) وحمض التانيك (الموجود في مستخلص الثوم الأسود).

وفي هذا الصدد، قال الدكتور علي الشعري: “إن الإشراف على الطلاب الفضوليين مسألة مهمة لإتاحة الفرصة الملائمة لهم لاستكشاف عالم البحوث العلمية. وقد سعدت بالإشراف على ريدهيما كول وبراديبتا بول المتميزين والاحتفال معهم بنجاحهم وإنجازهم، لا في مجال العلوم فحسب، بل أيضاً كطبيبين مثاليين في المستقبل يعكفان على إجراء البحوث العلمية ويجسّدان السمات الأساسية للعمل الدؤوب والمهنية والتفكير بطريقة نقدية ومهارات إدارة الوقت”.

 وأضاف الدكتور الشعري قائلاً: ” البحث المنشور هو واحد من سلسلة من الدراسات الاستقصائية القائمة على نهج متعدد الأهداف لتوجيه طلاب الطب. ويتيح هذا النهج لطلاب الكلية فرصة اكتساب مهارات مختلفة في مجالات متنوعة منها الكيميائية الحيوية، البيولوجيا الجزيئية، الفيزياء الحيوية إلى جانب الإلمام بالذكاء الاصطناعي ودوره في علم الصيدلة وتصميم وفرز الأدوية. ويسهم إرشاد الطلاب في مجال المهارات البحثية في ترسيخ عملية تعليمهم مدى الحياة”.

وعلى الرغم من تطوير لقاحات عدّة ومواصلة العمل على قدم وساق لتلقيح الملايين حول العالم، إلا أن السلالات الطافرة الأحدث عهداً من الفيروس وما نجم عن ذلك من الافتقار إلى مناعة دائمة وشاملة، جعلت تركيز العلماء والأطباء يتحوّل نحو منهجيات علاجية للمرض وهو ما حتّم إجراء هذه الدراسة البحثية. ومركّبات الفلاڤونويد هي مواد كيميائية طبيعية (مركبات تنتجها النباتات) وقد أثبتت فاعليتها كأدوية واعدة في أعقاب نجاحها في دراسات بيئة محاكاة افتراضية ودراسات منفّذة في المختبرات وأخرى منفّذة داخل جسم الإنسان، في محاربة فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة وغيره من الفيروسات.

ومن بين كل مركّبات الفلاڤونويد التي تمت دراستها، أظهر كويريستين إمكانات أكبر وكانت نتائجه الأكثر تشجيعاً حتى يومنا هذا، بل وتبيّنت نتائجه الواعدة خلال تجارب إكلينيكية. غير أن الدراسة أشارت إلى نزعة مركّبات الفلاڤونويد إلى التراكم بدلاً من التشتت داخل جسم الكائن الحي، كما أن محدودية توافرها البيولوجي تحدّ من فعاليتها كتدخلات علاجية. وفي حين أن استخدام مركّبات الفلاڤونويد بالاقتران بعقاقير دوائية اصطناعية أو تجارية يبدو واعداً، ثمة حاجة إلى إجراء المزيد من البحوث لإثبات تأثيراتها بالاقتران بعقاقير دوائية أخرى. ومع ذلك، ونظراً للمخاوف المتزايدة بشأن مقاومة مضادات الفيروسات، خلصت الدراسة إلى أن مركبات الفلاڤونويد الطبيعية المنشأ تمثل أحد البدائل الواعدة.

وقالت الطالبة ريدهيما كول: “تسبّبت الجائحة بوفاة أكثر من خمسة ملايين شخص حول العالم على الرغم من منح الموافقة الطارئة لأكثر من لقاح لكوفيد-19، وهنا تظهر جلياً الحاجة إلى تدخلات علاجية. وفي خضم هذه الجائحة، أظهرت مركّبات الفلاڤونويد، وهي مجموعة واسعة من المركّبات ذات الفعالية العلاجية المثبتة ضد العديد من الفيروسات المقلقة، آفاقاً واعدة في هذا الصدد ما جعلها محور دراستنا التحليلية. سررنا كثيراً بنشر هذه الدراسة ونودّ أن نشكر الدكتور الشعري والدكتور بيسلبيرغ على دعمهما وتوجيههما لنا طوال إعداد الورقة البحثية. وآمل أن تشكّل ورقتنا البحثية المنشورة خطوة صغيرة في الجهود المبذولة حول العالم لمحاربة الجائحة”.

أما الطالب براديبتا بول فقال: “مما انفردت به دراستنا الاستعراضية أنها انطوت على تحليل للعلاقات البنيوية-النشاطية لمركّبات الفلاڤونويد واستعراض للتجارب الإكلينيكية الجارية والمستكملة، ووسّعنا نطاق البحث لاجتذاب باحثين في مجال الأدوية وقائمين على تقديم الرعاية الصحية في آن معاً. وتمثّل هذه الدراسة جزءاً من مشروع أوسع نطاقاً مع الدكتور الشعري حيث ندرس تأثيرات مركّبات الفلاڤونويد والأطعمة ذات القيمة الغذائية والطبية وسائر الجزيئيات الصغيرة في الأمراض المعدية والاستقلابية”.

كما أسهم في الدراسة كل من الدكتور ڤيڤيك دهار دويفيدي من مؤسسة باثفايندر للبحوث والتدريب بولاية أوتار براديش في الهند، وسانجي كومار من مؤسسة باثفايندر للبحوث والتدريب وكلية التقنية الحيوية في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي.

واختار فريق الباحثين نشر الدراسة في دورية علمية مفتوحة المصادر من أجل تيسير التعاون مع باحثين آخرين وتزويد القائمين على تطوير منتجات دوائية بموارد معلوماتية مفتوحة ومجانية عن مركّبات الفلاڤونويد ذات التطبيقات العلاجية الممكنة.

 

 

Post Author: SafirAlChamal