دعارة ″الكنة و بنت حماها″.. ذلّ وتعنيف في لبنان

من درعا التي اجتاحتها الحرب في سوريا بدءا من العام ٢٠١١ الى أحد مخيمات النازحين السوريين في البقاع، بدأت رحلة جيداء.ج وزوجة شقيقها الذي قُتل في الحرب ميسم.ن مع القهر والإذلال والعوز ثم سلوك مسارات منحرفة من خلال الوقوع في إحدى شبكات ترويج المخدرات وتسهيل الدعارة في بيروت وجبل لبنان، فما قصة جيداء وميسم؟

بناءً لمحضر سابق، أوقفت قوة من مفرزة البحث والتدخّل في وحدة الشرطة القضائية المطلوب للقضاء المتّهم حميد.ب (لبناني) على خلفية تسع مذكرات عدلية صادرة بحقه بجرائم تسهيل الدعارة وترويج المخدرات.

وبعد عملية رصد وتعقب، داهمت قوة أمنية شقتين : الأولى في طبرجا أسفرت عن إلقاء القبض على المتّهم حامد.ع(سوري) وتوقيفه مع الفتاتين جيداء وميسم واللتين تعملان في مجال الدعارة، إما الشقة الثانية التي تقع في محلة كفرياسين والمستأجرة من قبل حميد، فلم تعثر القوة الأمنية التي داهمتها على أحد داخلها.

وبناءً على إشارة القضاء المختص، تم إيداع الموقوفين الثلاثة في مكتب مكافحة الإتجار بالأشخاص وحماية الآداب العامة في وحدة الشرطة القضائية.

وخلال بالتحقيق الإستنطاقي، اعترف حميد بما نُسب اليه لجهة تسهيل الدعارة للموقوفتين ولعدد آخر من الفتيات، مدلياً أنه دخل الى الأراضي اللبنانية عبر معبر غير شرعي في محلة القاع، وأنه يقصد في العادة المخيمات التي تأوي النازحين السوريين بحثاً عن شابات جميلات يقنعهن مع أولياء أمرهن بالمجيء الى بيروت سعياً وراء فرص عمل “وهمية” في مطاعم ومقاهي العاصمة أو جبل لبنان.

كما أقرّ أنه سبق أن دخل السجن مرتين بتهمة ترويج المخدرات، نافياً تعاطيها وهو ما أكده فحص التحليل المخبري الذي جاءت نتيجته سلبية.

وأمام القائم بالتحقيق في المكتب المذكور، أفادت جيداء أن ظروف الحرب في بلدها أجبرتها على اللجوء الى لبنان حيث أقامت في أحد مخيمات النازحين في البقاع مع والدتها المريضة وأخيها المعوّق وأولاد شقيقها الخمسة، بعد وفاة والدهم الذي هو زوج ميسم.

وأعترفت جيداء أنه، تحت ضغط الظروف المعيشية والإقتصادية الصعبة التي تعيشها مع عائلتها، اقتنعت بفرصة العمل التي قدمها لها المتّهم حميد في أحد المطاعم الراقية في بيروت حسب زعمه، وأنه قدّم العرض نفسه لزوجة أخيها ميسم التي قبلته تاركة أولادها في عهدة “حماتها”.

ما أوردته جيداء من معلومات تطابق مع ما أدلت به “بنت حماها”، مضيفة أنها وصلت مع جيداء الى بيروت حيث تولى أحد الأشخاص ويُدعى سمير(مجهول باقي الهوية) تأمين إقامتهن في شقة طبرجا مع فتيات أُخريات، بناء على تعليمات حميد الذي تبيّن أنه “مشغّل” لأكثر من شبكة دعارة ومخدرات، وتمت مصادرة أوراقهما الثبوتية لتبدأ بعدها رحلة الترغيب ثم الترهيب فالعنف والضرب والإذلال.

كما روت الفتاتان تفاصيل مخيفة حول طريقة تعذيبهن مع باقي الفتيات من ضرب مبرح على كعب القدمين الى حد التورّم الى حرمانهن من الطعام والمياه لأيام مع العزل الإنفرادي، الى قصاص الحرمان من ” نسبة الأرباح” على هزالتها، اذا اشتكى أحد الزبائن من “سوء الخدمة الجنسية” المقدمة منهن.

قاضي التحقيق في جبل لبنان أصدر قراره الظنّي في القضية بطلب إنزال عقوبة السجن بحق المتّهم حميد.ب مدة أربع سنوات سنداً الى المادة ٦٣٨/ عقوبات، والسجن مدة ستة أشهر سنداً للمادة ٣٦/ أجانب، كما طلب محاكمته بجناية المادة ١٢٥/مخدرات أمام القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا، وإنفاذ مذكرة إلقاء القبض بحق حامد.ح وتبيان كامل هويته وهوية المدعو سمير.

أما الفتاتين فأُحيلتا على مركز إيواء تابع لإحدى الجمعيات الخيرية.

 

المصدر: لبنان 24


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal