لم يعد خافيا على أحد أن التيارات السياسية تنهمك باستعداداتها للانتخابات النيابية في لبنان عموما، وفي عكار على وجه الخصوص، والكل بات يعلم ان تلك التيارات وممثليها في الندوة البرلمانية يغيبون لسنوات، ثم يعودوا عند مشارف الاستحقاق النيابي لاطلاق الوعود الرنانة المتكررة في كل مرة عن المشاريع وفرص العمل والتطوير وانماء عكار المحرومة من ابسط حقوقها منذ عقود.
يعلم القاصي والداني لمن اعطى العكاريون حق تمثيلهم لاعوام من دون أي مقابل يذكر، ولا ينسى العكاريون ايضا ما حصل في انتخابات 2018 ايام شهر العسل بين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من تقاسم المقاعد النيابية، فالمحافظة التي كانت تعطي تيار المستقبل من دون اي خرق استطاع الوطني الحر الدخول إليها بنائبين، إضافة الى نائب للقوات اللبنانية في حين احتفظ المستقبل بـ 4 نواب، وجميعهم كانوا خارج السمع في احلك الظروف التي مرّت بها عكار كما الوطن باكمله الا في ما ندر.
اليوم، ومع الاستعدادات التي تقوم بها الحكومة للانتخابات النيابية، بدأت عمليات رص الصفوف في عكار حيث عاد نوابها الى نشاطهم، وبدأوا بالظهور لمشاركة المواطن العكاري افراحه واحزانه كما غيرهم من المرشحين الطامحين لدخول الندوة البرلمانية.
وكان لافتا ظهور رجل الاعمال بهاء الحريري عبر تطبيق zoom والقاء كلمة خلال افتتاح مكتب لـ “حركة سوا للبنان” في عكار وكان لافتا محاولته استعطاف الاهالي المحرومين، مستحضرا الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتاريخه، تماما كما يفعل شقيقه سعد الحريري في كل إستحقاق وخلال جولاته الانتخابية على قرى وبلدات عكار لشد العصب الطائفي والمذهبي والتجييش الانتخابي.
تقول مصادر متابعة: بات معلوما أن بهاء الحريري هو الداعم لـ “حركة سوا للبنان” التي من المتوقع ان يكون لها مرشحين للانتخابات النيابية في كل لبنان بالتحالف مع مجموعات وحركات انبثقت من الثورة اللبنانية في 17 تشرين الاول 2019.
وتشير هذه المصادر الى ان الحضور في قاعة الافتتاح لم يكن حاشدا بل اقتصر على بعض المفاتيح الانتخابية التي كانت تعمل لدى تيار المستقبل، إضافة الى بعض ناشطي الثورة.
وتتابع المصادر نفسها: كون بهاء شارك في افتتاح اول مكتب لـ”حركة سوا للبنان” في عكار وهي المحافظة التي تعطي آل الحريري اصواتها منذ عقود، فهو اراد الدخول إليها وإفتتاح المعركة في وجه شقيقه سعد الذي سيكون له ايضا جولات وصولات وخطابات ووعود لتسويق لائحته الزرقاء في عكار.
وتختم المصادر: يبدو ان صراع الاخوة على الحصص والمواقع الانتخابية قد إنطلق من عكار فمن سيختار العكاريون، وهل يقتنعون انهم يستحقون الافضل؟.
Related Posts