نقابتا الصحافة والمحررين نعتا جورج سكاف: جمع سداد الرأي إلى شجاعة الموقف والحزم إلى التهذيب

أصدرت نقابتا الصحافة اللبنانية ومحرري الصحافة اللبنانية البيان الآتي: “فجعت الأسرة الصحافية والإعلامية في لبنان والعالم العربي برحيل نائب نقيب الصحافة السابق جورج سكاف، وهو أحد أعلامها البارزين الذين كانت لهم المكانة المتقدمة في عالم المهنة، مراسلا، محللا، كاتبا، فناشرا لجريدة “الجريدة” ورئيسا لتحريرها، وهي كانت من الصحف المتميزة بحضورها وانتشارها وحرفيتها وبحشد الكتاب والصحافيين الذين عملوا فيها، وذلك تحت إشرافه المباشر وإدارته الرشيدة. وقد أدت “الجريدة” أدوارا وطنية وسياسية بارزة في حقبة الستينيات.

 

وكان رحمه الله، على درجة عالية من الثقافة والإحاطة بالقضايا الفكرية وأديبا من الطراز الرفيع. وتوج حياته المهنية بمجموعة من الكتب دلت إلى طول باعه وسعة مداركه، جمع فيها الأدب إلى السياسة والشعر والذكريات إلى المذكرات، عدا آلاف المقالات التي خطها بقلمه الرشيق وأسلوبه الجاذب. وعين الراحل الكبير في نهاية عهد الرئيس الراحل سليمان فرنجية وزيرا للاعلام، فقام بمهمته خير قيام وأسدى للصحافيين والإعلاميين من دون تفرقة خدمات تذكر وتسجل، طالما على هذه الأرض وفاء وأوفياء. وخلف فيها بصمات ناصعة.

وقال النقيبان عوني الكعكي وجوزف القصيفي في غيابه: “رحل جورج سكاف وانطوى علم من أعلام الصحافة اللبنانية والعربية الحرة، الذي أغدق على المهنة موهبة متقدة وأسهم في نهضتها، جامعا سداد الرأي إلى شجاعة الموقف، والحزم إلى التهذيب، والكبر إلى التواضع. يصوغ كلماته بميزان “الجوهرجي”، فلا يحيد عن جادة الحق ويصوب البوصلة في الإتجاه الصحيح، مبتعدا عن كل ما يسف. عف اللسان فلا ينساق إلى ما يخرج عن أدبيات التخاطب مع زملائه.

  

وقال النقيبان: آمن بلبنان وطنا واحدا أحدا لكل أبنائه، لا فضل للبناني على آخر، إلا بمقدار الولاء له، وصادق رجال السياسة والأدب والفكر، وما كان يوما متملقا، وتعاطى معهم مستهديا بالقول السائر “صديقك من صدقك لا من صدقك”، فاكتسب احترام الجميع ومحبتهم.

 

يعود جورج سكاف ليرقد هانئا في تربة “زحله” التي أحب وتغنى بها في مؤلفاته، وكانت أيامه في كرمه ب”علين” ولياليه ملتقى رجال القلم والكلمة التي نثرها قمحا على بيادر عطاء غزير لن يتوقف، وستبقى آثاره خالدة. فليكن ذكره مؤبدا”.


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal