كشف مصدر رسمي واسع الاطلاع لـ”الديار” امس عن ان الجهود الفرنسية والاميركية مستمرة للمساعدة في رأب الصدع بين لبنان والسعودية، مشيرا الى ان الادارة الاميركية كانت ابلغت مراجع رسمية لبنانية عبر السفارة انها حاولت لدى المسؤولين في الرياض معالجة الازمة، لكنها اصطدمت بموقف متشدد وشروط مطلوبة من الجانب اللبناني قبل اي حوار.
واضاف المصدر ان الموقف السعودي ربما ارخى بظلّه على زخم المسعى الاميركي، لكن الادارة الاميركية حرصت على الافادة عبر سفارتها انها ستستمر في السعي لتخفيف حدة الاحتقال بين البلدين.
وعلى الجانب الفرنسي، قال المصدر ان باريس يبدو أنها ناشطة اكثر في التفتيش عن مخرج للازمة القائمة، مشيرا الى ان الدوائر الفرنسية تضع المسؤولين اللبنانيين المعنيين في اجواء مسعاها هذا الذي يجري باشراف مباشر من الرئيس ماكرون.
ووفق المعلومات التي توافرت في الاربع والعشرين ساعة الماضية، فان باريس تركز على مواصلة الاتصالات ليس مع الجانبين السعودي واللبناني فحسب، بل ايضا مع طهران التي تعتقد انها يمكن ان تساعد او تساهم في بلورة مخرج للازمة او على الاقل تخفيف حدة التوتر الحاصل بين بيروت والرياض.
ووفقا للمصدر ايضا، فان الجهود التي تبذلها باريس بالتعاون مع واشنطن تتركز ايضا على عدم الذهاب بالازمة الى مزيد من الاجراءات والمواقف التي من شأنها ان تفاقم الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان، وتنذر بتداعيات اخرى تهدد باحداث تطورات على الارض.
وكتبت ” الرأي” الكويتية:”بدا واضحاً أمس أن الزلزال الديبلوماسي بين لبنان والخليج يتجه إلى المزيد من الفصول العاصفة، بعدما أُحبطت سريعاً خريطة الطريق التي سعى ميقاتي لاعتمادها بوصْفها حلاً «مثلث الرأس» يفكك أخطر أزمة مع الرياض ومجلس التعاون ويوقف مساراً تصاعُدياً من الإجراءات المتدحرجة، ويعيد مجلس الوزراء للانعقاد، ويُعْلي صوت «النأي بالنفس» من الحكومة عن خيارات «حزب الله» الإقليمية .
وفي رأي أوساط سياسية أن معادلة “قرداحي باقٍ والحكومة باقية”، ولو من دون أن تجتمع، مرشّحة للاستمرار أقلّه لأيام، وسط رهانٍ لبناني على منتدى باريس للسلام الأسبوع المقبل وما سيشهده من لقاءات دولية رفيعة سيحضر فيها الملف اللبناني بدفْع من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وهو الرهان الذي تعتبر الأوساط أنه استنزاف إضافي للوقت القليل المتبقي أمام بيروت قبل الانتقال إلى إجراءات سعودية جديدة.
Related Posts