استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الرئيس فؤاد السنيورة، الذي عقد خلوة مع دريان قبيل انضمامه الى جلسة المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى.
وبعد الاجتماع، قال السنيورة: “همنا الأساسي خدمة الناس، وبالتالي هناك مخاطر تتهدد لبنان الآن، وتتهدد المصلحة الوطنية العليا، وهذا الأمر يجب أن يحرص كل الوزراء على أن تكون المصلحة العليا هي الأساس، والموضوع الآن الذي نحن في صدده ليس فقط استقالة الوزير، الواقع أن هناك اختلالا بسياسة لبنان الخارجية، يجب أن يعود لبنان إلى حضنه العربي، وهذا الأمر هو الأساس الذي يجب أن تحرص عليه الحكومة، لتعود إلى حضنها العربي، وليكون على علاقة جيدة مع الجميع، وأن تكون سياسته أساسا في خدمة اللبنانيين، متآلفة مع الوضع العام”.
سئل: ما المسار لهكذا حالة؟
أجاب: “العودة إلى الدستور، واحترامه، يعني احترام الدستور ووثيقة الوفاق الوطني، واحترام الدولة وسلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، واحترام استقلالية القضاء بالكامل، وعدم استعمال القضاء مخلبا من أجل الاقتصاص من الخصوم. هذه هي الأشياء الأساسية، والآن كيف نستعيد الدولة؟ نستعيد الدولة بأن نحافظ على القضاء، ونحافظ على الدولة، ونحرص على علاقتنا الصحيحة والقويمة بيننا والدول العربية، وأن نحرص أيضا على استعادة الكفاية والجدارة والحوكمة بإدارتنا العامة”.
سئل: من جهة تقولون: إنه ممنوع محاكمة رئيس حكومة سابق، وتدقون النفير، ومن جهة ثانية تقبلون التدخل بالقضاء لاقالة قاض؟
أجاب: “نحن ضد إقالة أي قاض، إطلاقا، ونحن أول من دعا الى رفع جميع الحصانات عن كلِّ المسؤولين من دون أيِّ استثناء، وبالتالي يجب أن يخضع الجميع لسلطة القانون، لا لأنها عملية محاكمة فلان، ومنع محاكمة فلان، هذا الأمر لا يجوز، العدالة الانتقائية ليست عدالة، هذا الأمر يجب أن يكون واضحا، وبالتالي الذين يقولون: إننا نحن الذين نريد أن نحمي رئيس الحكومة! كلا، نحن نريد إخضاع جميع اللبنانيين الذين شاركوا بشكل أو بآخر في هذه العملية، عن تقصير أو عن غير تقصير، ابتداء من فخامة الرئيس، نزولا الى دولة الرئيس وكل الوزراء، إذا لا يحاول أحد استخدام هذا الموضوع كمخلب ليقول: إننا نحن الذين نريد أن نحمي فلانا ونحن نخلي فلانا، هذا غير صحيح على الإطلاق، ومرفوض كليا. يجب ان تطبق العدالة على الجميع، لا أن تكون عدالة انتقائية”.
سئل: بالنسبة إلى موضوع حل الأزمة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج، كيف سيتم ذلك إذا لم تجتمع الحكومة؟
أجاب: “بداية هناك ما يسمى التعبير عن إدراك أن هناك مشكلة، هذا الامر لا يكون من خلال ما يسمى استعمال كل العبارات التي لم تفسر؟ في لبنان، كل الحكومات التي تعاقبت قالت: نحن ملتزمون سياسة النأي بالنفس. أين هذه السياسة؟ النأي بالنفس؟ كيف؟ ما هذا البيان الوزاري الذي صدر عن كل الحكومات، كيف نطبقه؟ العالم كله الآن ماذا يقول للبنانيين؟ يجب أن يدرك اللبنانيون ما الذي يحدث، العالم يقول للبنانيين: أنا مستعد لمساعدتكم، لكن ابدأوا بالإصلاح، هذا الإصلاح أغنية نغنيها وقتما نريد، لكننا لا نطبقها، وبالتالي آن الأوان لأن نعقد العزم على أن تكون علاقتنا جيدة مع الدول العربية، ليشعر إخواننا العرب أننا فعلا حريصون على مصلحتنا أولا، بأن نكون على علاقة جيدة مع محيطنا العربي”.
سئل: بالنسبة إلى عقد الجلسات هل تؤيدون أن تبقى الجلسات معلقة خوفا من انفجار الحكومة؟
أجاب: “أنا مع إيجاد الحلول، الحلول التي تقتصر على الكلمات الطيبة لم تعد تجدي، هناك أقوال يجب أن تقترن بالأفعال، والأفعال بداية تكون باستقالة الوزير، من هنا تكون البداية من أجل تصويب سياستنا الخارجية”.
Related Posts