أشاد السيد توفيق سلطان بالجهد الكبير الذي بذله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في غلاسكو، مشددا على ضرورة أن يترجم هذا الجهد محليا، داعيا وزير الاعلام جورج قرداحي الى الاستقالة طالما يقول أنه غير متشبث بهذه الوزارة المطروح إلغاءها منذ سنين طويلة، ومحذرا من أن إستقالة الحكومة ستؤدي الى تخلي العالم عن لبنان لأننا لم نساعد أنفسنا.
كلام سلطان جاء خلال مؤتمر صحافي عقده في دارته في ميناء طرابلس قال فيه: ما إن شُكلت الحكومة العتيدة برئاسة دولة الرئيس نجيب ميقاتي حتى إستبشرنا خيرا بعد طول معاناة عشنا خلالها فراغا قاتلا، وقد تابعت البيان الوزاري والتوجهات الأساسية والمهام التي إلتزم بها الرئيس ميقاتي وحكومته العتيدة، وكان برنامج لاقى إستحسانا في الداخل والخارج، ولكن الظروف فرضت مطبات كثيرة والى جانب الاختلاف على تنفيذ الدستور والقانون بالنسبة لانفجار المرفأ، جاءت حادثة عين الرمانة التي عطلت إجتماعات الحكومة، وبينما كانوا يعملون على ترتيب الأمور جاءنا فجأة كلام قاله وزير الاعلام جورج قرداحي قبل شهرين ونصف من تأليف الحكومة.
وأضاف سلطان: للأسف الشديد، هذا الكلام ترك أثرا سيئا ليس في السعودية فحسب بل في دول الخليج مجتمعة، وتداعت الأمور الى أن وصلت الى طرد سفراء لبنان من الخليج وسحب السفراء الخليجيين من لبنان، وفي هذا الجو، شارك الرئيس ميقاتي في مؤتمر غلاسكو وبذل جهدا جبارا بحركة دبلوماسية ناشطة على أعلى مستوى، وكان لنشاطه تأثيرا بارزا وإنتزع مواقف بالغة الأهمية من أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي وصندوق النقد والبنك الدولي، وهذا الجهد كان يجب أن يترجم محليا، لكن مع الأسف الشديد بعض المتعنتين لم يستفيدوا من هذا المناخ وهذا الجهد الجبار الذي قام به الرئيس ميقاتي.
وتابع: نحن اليوم أمام إشكال كبير خصوصا أن هناك أشخاصا يتحدثون عن السيادة وعن حرية الرأي والكرامة الوطنية، فأين الكرامة الوطنية ونحن نشاهد مع كل نشرة أخبار صور أهلنا من المواطنين يقتاتون من مستوعبات النفايات؟، وأين الكرامة الوطنية بعدما أصبح الحد الأدني للأجور يغطي صفيحتين بنزين؟، وأين الكرامة الوطنية والمضمونين على أبواب المستشفيات لا يُستقبلون؟.
وقال سلطان: الامام الخميني قبل وفاته قال “تجرعت السم لانهاء الاقتتال في العراق”، لأنه لو لم ينه الاقتتال لاستمرت الحرب بين إيران والعراق الى اليوم، فهل صعب على الوزير قرداحي أن يتجرع السم ويستقيل وهو الذي يقول لست متشبثا بمنصب الوزارة هذه الوزارة المطروح إلغاءها منذ سنين طويلة؟.
اليوم، وللأمانة والتاريخ وبعد تجربة طويلة في العمل السياسي أقول، مهما تنازلنا داخليا فربحُنا أساسي، لأن هذا التعنت سيوصلنا الى ما أسوأ مما نحن فيه اليوم، فإذا إستقالت الحكومة سيتعذر تشكيل حكومة جديدة، وإذا إستقالت ستصبح حكومة تصريف أعمال أي سيتوقف الحوار مع صندوق النقد الدولي وسيتركنا العالم كله لأننا لم نساعد أنفسنا، وهذا الكلام برسم الكل، خصوصا أنه لا رابح في لبنان بل الكل خاسر، فلنتنازل لمصلحة البلد..
وختم سلطان: تحية للرئيس ميقاتي من القلب على الجهد الذي بذله مع تمنياتي له بالنجاح والثبات والاستمرار بنهجه، لأنه من المؤكد بنجاحه سيوصلنا الى شاطء الأمان ويخفف من معاناة اللبنانيين.