كان لافتاً ختم كل التحقيقات التي صدرت في الأيام الماضية عن المحكمة العسكرية على خلفية أحداث الطيونة، الأمر الذي فُهم منه تهدئة للأجواء وتحضيراً لحلٍ للأزمة السياسية القائمة.
وتعليقاً على ما جرى، رأى الوزير السابق، إدمون رزق، في حديث ل” الانباء الالكترونية”أنّ المفروض أن تبقى محاضر التحقيق سريّة حتى إحالتها إلى المحكمة من قِبل الهيئة الاتهامية، فتصبح مباحة وعلنية، وكل فريق يحصل على صورة من الملف. واعتبر أنّ ما يحصل في القضاء من فتح ملفات وإقفال ملفات مردّه إلى غياب الدولة.
وذكرت “البناء” أن “ملف جعجع لم ينتهِ بل طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي من مديرية المخابرات ختم ملف التحقيقات وإرساله إليه وأحاله بدوره أي عقيقي إلى قاضي التحقيق العسكري الأول فادي صوان مع إشارة باستدعاء جعجع لأخذ إفادته كشاهد”، ورجحت المصادر أن “يقوم صوان باستدعاء جعجع للتحقيق معه وفي حال لم يحضر سيكرر دعوته أكثر من مرة حتى اتخاذ القرار المناسب وربما مذكرة توقيف بحقه”، مع استبعاد المصادر أن يؤدي الأمر إلى توقيف جعجع أو سجنه لكن سيبقى سيف القضاء مسلطاً على رأسه لكي لا يجرؤ على تكرار ما فعله في الطيونة”.
وكتب رضوان مرتضى في” الاخبار”: اطّلعت «الأخبار» على ملف التحقيقات الذي أجرته استخبارات الجيش في جريمة الطيونة، وتضمّن إفادات مفصّلة لعدد من الموقوفين من الطرفين. التحقيقات خلصت إلى أنّ الأمانة العامة للقوات اللبنانية أعلنت الاستنفار العسكري في أحياء عين الرمانة في الليلة السابقة لوقوع المجزرة، وأن اجتماعات عُقدت لعشرات العناصر في حضور المسؤول العسكري في عين الرمانة. وأظهرت التحقيقات نقل أسلحة حربية وانتقال مجموعات مسلحة من معراب، على رأسها مسؤول الأمن في معراب سيمون مسلّم للاستطلاع والإشراف على المواجهة التي وقعت
أرفق المحققون في استخبارات الجيش ملف التحقيقات المؤلف من نحو 100 صفحة بفيديو يُظهر بداية الإشكال الذي وقع في 14 تشرين الأول، عندما دعت حركة أمل وحزب الله إلى تظاهرة في محيط قصر العدل للتنديد باستنسابية المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت طارق البيطار. يوضح الفيديو كيف بدأ الإشكال بين متظاهرين والمدعو جيلبير ماراسيديان. إذ ظهر الأخير يتوجّه بمفرده غاضباً نحو المتظاهرين الذين كانوا يمرّون في الشارع الرئيسي في طريقهم إلى قصر العدل. أعقب ذلك شتائم وتلاسن، ودخول عدد كبير من المتظاهرين إلى الشارع حيث أوسعوه ضرباً وأسقطوه أرضاً. تلت ذلك أعمال شغب وتكسير، قبل أن يتطور الموقف الى احتكاك مباشر مع مجموعات من «القوات اللبنانية» التي كانت تنتشر عند تقاطع الفرير، بإشراف من مسؤول الأمن في معراب سيمون مسلّم الذي تشير محاضر التحقيق إلى أنه انتقل مع عشرات الأشخاص في الليلة السابقة لوقوع المجزرة، واستطلع المكان برفقة المسؤول العسكري في عين الرمانة إلياس نخلة.
كذلك تضمّن التحقيق فيديو آخر لسيارة من طراز «كيا» يملكها نبيل داود، يظهر لحظة ترجّل كل من إلياس نخلة وإدغار رزق وسلام أبو نقولا وتوجّههم نحو صندوق السيارة مع أشخاص آخرين، من بينهم سيمون مسلّم المقرّب من رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع. وأخرج هؤلاء من الصندوق بندقيتَي كلاشنيكوف سلّموهما لآخرين. كما جمع المحققون مقاطع فيديو مصورة من كاميرات مراقبة ووسائل التواصل الاجتماعي تضمنت صور مسلحين وعمليات رمي حجارة وتحطيم ممتلكات، وصوراً لأشخاص من الطرفين يطلقون النار، وتظهر لحظة إصابة الشهيد حسن مشيك، وإلى جانبه المصاب عباس زعيتر، فيما تعذّر تحديد مكان سقوط الشهيد حسن نعمة.
تحقيقات استخبارات الجيش أثبتت أنّ مجموعات مسلحة من «القوات اللبنانية» استنفرت في الشوارع الداخلية لعين الرمانة منذ الليلة السابقة للتظاهرة، وتمركزت في النقطة التي حصل فيها الاشتباك الأول.
ينطلق التحقيق من إفادة الشاهد بيار ر. الذي يُشرف منزله على المكان الذي بدأ فيه الاشتباك، ويروي فيها كيف بدأ نهاره ونقل سيارته صباحاً خوفاً عليها في حال وقوع أعمال شغب. وأبلغ الشاهد المحقق العسكري أنّه قرابة العاشرة والنصف سمع محتجين يرددون هتافات: «بالروح بالدم نفديك يا بري»، و«صهيوني صهيوني سمير جعجع صهيوني»، قبل أن تنطلق المسيرة. وأضاف: «لدى بلوغ قسم منها المفترق المؤدي من شارع سامي الصلح إلى منزلي، شاهدت أحد الأشخاص ويبلغ من العمر حوالى خمسين عاماً، وأنا أعرفه سابقاً كونه من أبناء الحي، يقترب من المسيرة. وبدا لي أنّه كان مستاءً ومنزعجاً مما يسمعه من شعارات وهتافات». وأكمل الشاهد: «ما هي إلا دقائق حتى توقفت مجموعة من المسيرة وبدأت بالتلاسن وتبادل الشتائم مع ذلك الشخص، وتطور الأمر إلى عراك بالأيدي، ثم دخل عناصر من المسيرة من شارع سامي الصلح إلى الطريق المؤدية إلى عين الرمانة. وبدأت أشاهد أولئك العناصر يُكسرون السيارات ودراجة نارية تُحرق. إثر ذلك، بدأ تراشق الحجارة بين المتظاهرين وأشخاص آخرين من جهة عين الرمانة لم أتمكن من رؤيتهم بسبب وجود شجرة تحجب الرؤية. وتدخل عناصر من الجيش للعمل على فصل الطرفين وضبط الوضع. وتزامن ذلك مع التقاطي لبعض مقاطع الفيديو والصور من هاتفي الخاص». وأكّد أنّه لم يُشاهد أحداً يحمل مسدساً أو بندقية حربية، لكن شرفة منزله أصيبت بطلقتين، «الأولى أتت من جهة بدارو قرب مبنى شركة مرساكو وأصابت الواجهة الزجاجية، والثانية بعدما اشتعلت المنطقة بإطلاق النار. ولكن لا أستطيع أن أحدّد من هي الجهة التي بدأت بإطلاق النار ولا كيفية حصول ذلك».
وبحسب محاضر التحقيق، أوقفت استخبارات الجيش كلاً من: نسيم توما (مواليد ٢٠٠٠) ورودريك توما (مواليد ١٩٩١) وجورج توما (مواليد ١٩٦٧) للاشتباه في علاقتهم بحادثة الطيونة، وجمعت إفادات لعدد من الموقوفين
Related Posts