أحيت الكتلة الشعبية، الذكرى السادسة على رحيل الوزير والنائب السابق الياس سكاف، بقداس وجناز أقيم في كنيسة سيدة النجاة في زحلة، وترأسه راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش وحضره جمع من المحبين.
وبعد القداس، ألقت رئيسة الكتلة ميريام سكاف كلمة استعادت فيها مزايا الراحل و”أياديه البيضاء التي لم تتلوث بفساد السلطة”، وقدمت الشكر للحضور ومحبي سكاف “الذين يعرفون قيمة الوفاء وان الكتلة لم تحد عن خط الوزير الراحل ولم تبدل لونها أو تساوم على قضاياها، وكان خطها الوقوف الى جانب الناس ونقطة على السطر مهما كانت الاعتبارات والحساسيات السياسية ومراعاة الاطراف”.
وأشارت الى أنها “وقفت منذ اول ثورة 17 تشرين الى جانب الشارع، وأنها لليوم لا تزال على موقفها لان لا شيء تغير في السلطة، تذهب حكومات، تأتي حكومات، أسماء فقط تتبدل لكن الاداء نفسه”، واصفة السلطة ب”الحرامية سرقت شعبها ونهبت امواله وراحت تتجادل على تدقيق جنائي”، معتبرة أن “كل ذلك هو استعراض مسرحيات، فالكل يعلم أن الحرامي لا يزال يمثل دور الحامي”.
وإذ أكدت أنها مع التدقيق واستعادة الاموال المنهوبة، قالت انها “مع استعادة السلطة المنهوبة، وهذاالهدف لن يتحقق إلا عبر عملية ديموقراطية بدأها الشباب في الجامعات، وتوجتها انتخابات النقابات وحرمت على الاحزاب خوض معارك خاسرة”.
ودعت الى “وحدة الصف بكل مكونات المعارضة والحراك والثورة والمجتمع المدني، والامل بهذا الصف كبير، لاننا جربنا سلطة أنانية استنسابية لا تعيش إلا على تجييش طائفي وإثارة عصب مذهبي، فهذا بيتها وحصانتها وسبب وجودها”.
وعن الاقطاع والبيوت السياسية قالت سكاف: “ان هذا البيت شاهد على مراحل كانت فيها السياسة بخدمة الشعب، وكان فيها إيلي سكاف لا يعرف من السلطة الا مصلحة الناس وليس مصلحته الخاصة ولا يحارب بسلاح الطائفية، وإذا كان هذا هو الاقطاع نعم أنا أفتخر أنني انتمي الى هذا الاقطاع”.
وخاطبت الجيل الذي لم يعاصر حقبات سابقة قائلة: “إن عائلة سكاف من الياس الجد الى جوزيف فالياس الابن كانت مجندة لخدمة الناس، ولم تستعمل بدعة إدعاء التمثيل، أما ايلي سكاف فكانت تتم محاربته في ماله وعقاره ومع ذلك كان يخرج لقول لا للفساد والتبعية”.
وإذ أكدت سكاف سيرها مع ثوابت الحق قالت: “إن هذا الحق اليوم يتمثل بحقيقة تفجير مرفأ بيروت لاراحة نفوس الشهداء وطمأنينة ذويهم، وللوصول الى هذه الغاية يجب ألا يكون هناك من خيمة سياسية فوق رأس أحد مهما كانت الاسباب والدوافع القانونية”، لافتة الى ان “المجلس الاعلى لمحاسبة الرؤساء والوزراء هو مكون هجين هدفه حمايتهم”، سائلة: “ما المشكلة في مثول السياسيين أمام القضاء العادي؟ رؤساء في العالم يتحاكمون أمام القضاء العادي حيث لا مجالس تحميهم”، لافتة الى أنه “لو كان الوزير سكاف مسؤولا في وزارته في زمن وصول النترات الى بيروت لأدلت بشهادتها اليوم نيابة عنه، لكن سكاف كان قد غادر السلطة والحياة قبل هذا التوقيت”.
وأضافت: “إن هذا الموقف ينعكس على كل حدث وكل حقيقة، في المرفأ وفي الطيونة، حيث خسرنا أرواحا غالية على قلوب اهلها، كما اهتز الامن وروع الطلاب والسكان والآمنين في مناطق بدارو وعين الرمانة”، متسائلة عن “عمليات القنص السياسي ومن المستفيد بفتح محاور وجروح حرب”، رافضة “العودة الى الكانتونات والمحميات السياسية”.
وقالت: “نعم نحن ندعم قاضي التحقيق طارق البيطار وكل قاض يذهب الى كسر الهالة السياسية ويتجرأ رغم كل الضغوط ان يصير رمزا لبنانيا في قضاء مرتهن”.
وأبدت سكاف تخوفها من “تطيير حقوق الناس في العملية الانتخابية، وصولا الى تطيير الانتخابات برمتها، لانها لن تكون على مزاج الحكم، وقد تؤدي الى خسائر في مقاعده وصفوفه”، مضيفة: “بدأنا نلمس هذا التوجه من خلال الصراعات والحروب الاستباقية بين مكونات السلطة نفسها على مواعيد هذه الانتخابات وقانونها”، متسائلة: “هل انعدمت الايام التي سنجري فيهاالانتخابات؟ هل أضاعوا الزمن؟”.
وختمت سكاف متمنية للبنانيين، “لبنان افضل أسس له كثيرون من كبار بلادنا، بينهم عائلة سكاف وإبنها ايلي، الرجل الطالع من قلب مدينة ما عرفت إلا الوفاء وحتى في غيابه فهو يبادلكم الوفاء”.