بـ″حجاب ومن دون صوت″.. طالبان تسمح للفتيات بالعودة لبعض المدارس

سمحت طالبان للفتيات في المدارس المتوسطة والثانوية باستئناف الدراسة في عدة مقاطعات في شمال أفغانستان، بعدما كان مسموحًا فقط في المرحلة الابتدائية وفي صفوف منفصلة، بحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.

وفي أيلول الماضي، أعادت طالبان فتح المدارس الثانوية للطلاب الذكور في جميع أنحاء أفغانستان. ومنذ أسبوعين، وعدت طالبان بعودة الفتيات الى المدارس “في أقرب وقت ممكن”، حيث قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، إن الفتيات في الصفوف من السابع إلى الثاني عشر سيسمح لهن بالعودة إلى الصفوف “بمجرد وجود نظام يوفر لهن وسائل النقل والمرافق الأخرى لخلق بيئة آمنة”.

وفي أربع مقاطعات أفغانية في شمال أفغانستان، حيث كان للمرأة دورًا نشطًا في المجتمع أكثر من دورها في الجنوب والشرق الأكثر تحفظًا، أعيد فتح مدارس ثانوية للفتيات بموافقة مسؤولي حكومة طالبان المحليين، علمًا أنه لم يتم الإعلان عن هذا القرار الذي لم يشمل العاصمة كابل.

وفي مقاطعتي بلخ وقندز، اللتين تضمان أكبر مدينتين في الشمال هما مزار الشريف وقندز، تم افتتاح مدارس للفتيات منذ حوالي شهر.

والتقى كبار مسؤولي طالبان الإقليميين بمديري المدارس هناك وأمروهم بإعادة الفتيات إلى المدرسة، وفقًا لأشخاص حضروا الاجتماعات أو تم إطلاعهم عليها.

بدورها، رحبت شمايل صوفيدة، مديرة ثانوية فاطمة بلخي في مزار الشريف، بالقرار، قائلة: “نحن وطالباتنا سعداء للغاية بإعادة افتتاح مدارس الفتيات وبإمكان الفتيات متابعة دروسهن الآن”.

وفي بلخ، طلب أكبر مسؤول تعليمي في طالبان من المعلمين إقناع الفتيات بالعودة إلى المدرسة، حيث قال، بحسب ما نقلته معلمة أطلعت على الاجتماع: “هؤلاء الطالبات اللواتي لا يحضرن الفصول، اذهبن واطرقن بابهن وأخبروهن بالحضور إلى المدرسة”.

كما أعيد فتح مدارس للفتيات المراهقات في مقاطعتي سار إي بول وجوزجان، وغالبا ما يزورها ممثلو طالبان. من جهتها، قالت صدف، طالبة في الصف العاشر في ساري بول: “يقولون لنا أن نأتي إلى المدرسة مرتدين الحجاب، ولا نرتدي الكعب العالي أو الصنادل، كما أنه يمنع علينا أن نصدر صوتا أثناء المشي”.

وعن مصير باقي المدارس، أكد عاكف مهاجر، المتحدث باسم وزارة قمع الرذيلة وتعزيز الفضيلة التابعة لحركة طالبان، أن عمليات إعادة فتح المدارس الثانوية للبنات “ستستمر في جميع أنحاء البلاد”.

وقالت شكرية حسارناي، وهي معلمة في ولاية هلمند الجنوبية ، إنها تنتظر منذ أسابيع إجابة من مسؤول التعليم المحلي في طالبان حول ما إذا كان يمكن إعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات.

في أواخر التسعينيات، فرضت طالبان قيودًا صارمة على النساء الأفغانيات، ومنعتهن من التعليم والعمل، ومغادرة المنزل دون ولي أمر ذكر. بالمقابل، قال المتحدث ذبيح الله مجاهد، في أول مؤتمر صحافي السيطرة على البلاد: “الحرب انتهت (…) (زعيم طالبان) عفا عن الجميع”، وأضاف: “نتعهد السماح للنساء بالعمل في إطار احترام مبادئ الإسلام”.

ولدى سؤاله عن أوجه الاختلاف بين حكومة طالبان التي أطاحها تدخل عسكري غربي بقيادة الولايات المتحدة قبل عشرين عاما والحركة اليوم، قال: “إذا كان السؤال يستند إلى العقيدة والمعتقدات ليس هناك اختلاف… لكن إذا كان يستند إلى الخبرة والنضج والبصيرة، فمن دون أدنى شك هناك أوجه اختلاف كثيرة”.

وفي آب الماضي، حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، خلال اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان حول أفغانستان من أن معاملة حركة طالبان للنساء ستشكل “خطا أحمر”.

وأوضحت باشليه في افتتاح النقاشات “طريقة معاملة طالبان للنساء والفتيات واحترام حقوقهن بالحرية وحرية التنقل والتعليم والتعبير والعمل وفقا للمعايير الدولية على صعيد حقوق الإنسان، ستشكل خطا أحمر”.

وأضافت أن “ضمان حصول الفتيات على تعليم ثانوي ذي نوعية عالية سيشكل مؤشرا أساسيا الالتزام” طالبان احترام حقوق الإنسان.

المصدر: الحرة


Related Posts


Post Author: SafirAlChamal