الجيش يواجه إرهاب العتمة.. هكذا توقفت معامل الانتاج وهذا موعد عودة الكهرباء!.. غسان ريفي

تتعدد الأسباب والارهاب واحد في لبنان، من الارهاب الأمني الذي يتربص بالبلاد، الى إرهاب الفقر والجوع، وإرهاب إرتفاع الأسعار وعدم القدرة على تأمين أبسط مقومات العيش الكريم، الى إرهاب العتمة الذي إحتل لبنان يوم أمس من أقصاه الى أقصاه، ما دفع الجيش اللبناني الى الاستنفار الكامل لمواجهته وكسره بتأمين كميات من المازوت لمعملي دير عمار والزهراني لاعادة جزء من التيار ولمدة محدودة.

هو الجيش الحاضر دائما للانقاذ، والذي ما يزال يشكل ضمانة حضور الدولة وإستقرار البلاد وأمن العباد، هذه المؤسسة العسكرية التي تتحمل فوق طاقتها وتواجه أزماتها الناتجة عن الانهيار الاقتصادي العام، لكنها لم تتوان في أي لحظة عن القيام بكل ما يمليه عليها شعارها من التضحية والوفاء، للحفاظ على الأمن في أصعب الظروف، وتوزيع المساعدات، ومراقبة توزيع المحروقات ومحطات البنزين، ومداهمة المحتكرين، الى رفد معامل الانتاج بمخزونها الاحتياطي من المازوت لاعادة التيار الكهربائي الى لبنان.

ثمة أسباب عديدة أدت الى دخول لبنان في العتمة الشاملة..

أولا: السياسات الخاطئة التي إعتمدت في وزارة الطاقة منذ أكثر من عقد من الزمن وأدت الى تلاشي كل الوعود بتحسين التغذية أو بالوصول الى 24 على 24 ساعة، حيث إنقلبت الآية وبات الانقطاع على مدار الساعة.

ثانيا: الانهيار المالي الذي يشهده لبنان والذي يحول دون قدرة الدولة على شراء الكميات الكافية من الفيول أويل لمعامل إنتاج الكهرباء وإنتظار الهبات من دول الجوار.

ثالثا: عدم تشغيل معامل الانتاج مع بعضها البعض، ففي الوقت الذي كان فيه معملا دير عمار والزهراني يعملان على الفيول الذي جاء من العراق وتم إستبداله في الامارات العربية المتحدة، كانت المعامل المساندة في الجية والذوق والمعامل الحرارية القديمة متوقفة.

ثالثا: عدم قدرة الدولة اللبنانية بسبب الصعوبات المالية وعدم جباة الفواتير والرسوم على تأمين الصيانة المطلوبة للمعامل ما يؤدي الى توقيف بعض وحدات الانتاج.

بالأمس نفد الفيول المخصص لمعلمي دير عمار والزهراني الأول توقف يوم أمس الأول والثاني توقف ظهر أمس، وطبعا فقد إنقطعت الكهرباء عن كل لبنان لأن كل معامل الانتاج قد توقفت في وقت واحد.

في غضون ذلك، وصلت كميات من الفيول مساء أمس الى معملي الذوق والجية، لكن قدرة هذين المعملين غير كافية لتشغيل الشبكة الكهربائية خصوصا أن المعملين ينتجان ما مقداره 200 ميغاواط وهذه الكمية لا يمكن توزيعها على كل المناطق، خصوصا أن الشبكة تحتاج الى حد أدنى هو 400 أو 500 ميغاواط، لذلك شكل مازوت الجيش اللبناني “الترياق” لاعادة تشغيل هذه المعامل وإعطاء قوة دفع للشبكة لاعادة الوضع الى ما كان عليه.

يمكن القول أن لبنان يعيش اليوم حالة طوارئ، حيث قام رئيس الحكومة والوزارة المعنية باتصالات مكثفة من أجل إعادة جزء من التغذية الكهربائية، وقد تمت الاستعانة بالمخزون الاحتياطي للجيش من المازوت لتشغيل معملي دير عمار والزهراني الى جانب معملي الجية والذوق حيث من المفترض أن ينتجوا نحو ثلاث ساعات تغذية على مدار ثلاثة أيام.

وأشارت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان الى أن ورش العمل تعمل بشكل متواصل بعد تفريغ المازوت في معملي دير عمار والزهراني، وأن التيار الكهربائي من المفترض أن يعود تدريجيا خلال الساعات القليلة المقبلة.

Post Author: SafirAlChamal