سلطان: نتعاون مع رئيس الحكومة على تنفيذ مشاريع طرابلس.. ولا إنتخابات بوجود المحافظ نهرا

عقد المناضل توفيق سلطان مؤتمرا صحافيا في دارته في ميناء طرابلس تناول فيه الأوضاع العامة ومشاريع مدينة طرابلس، وقال: بعد تشكيل الحكومة العتيدة التي إنتظرها اللبنانيون والمجتمع الدولي لفترة طويلة، وجدت من واجبي بعد أن إنهالت التمنيات بنجاحها ودعمها وتأييدها، أن أقوم بزيارة صاحب الدولة الرئيس نجيب ميقاتي زيارة رسمية لتهنئته ودعمه وبحث بعض الأمور التي تخص طرابلس، خصوصا أنه أكثر الناس إلماما بحاجات طرابلس المهملة منذ فترات طويلة.

إستبشرت خيرا بالمعلومات التي أطلعني عليها دولة الرئيس بالنسبة للكهرباء، وهي مسألة أساسية إنتظرها اللبنانيون فترات طويلة، حيث أن وصول الغاز المصري الى لبنان ووصول الكهرباء الأردنية عبر سوريا مسألة في غاية الأهمية، وهي بند أساسي في الاصلاحات سيوفر على اللبنانيين مبالغ طائلة، ولو تم هذا الأمر قبل عشر سنوات لكان الوفر المالي أكثر من ستة أو سبعة مليارات دولار.

بهذه المناسبة، توجهت الى الرئيس ميقاتي قائلا: أنت تعمل من أجل كل لبنان وطرابلس جزء أساسي من لبنان، ونحن نعلم أن الوضع المالي للدولة في غاية السوء، ولكن هناك مشاريع لطرابلس مهملة ومتوقفة دون سبب وأموالها موجودة ودراساتها موجودة ويجب تحريكها، وقد أعطيته مثلا، مرفأ طرابلس الذي هو محط أنظار اللبنانيين عموما، والذي نعول عليه في الاستنهاض الاقتصادي آمالا كبيرة، حيث هناك مبلغ 87 مليون دولار عانينا الأمرين من أجل الوصول إليه لأنه قرض يجب أن يمر في مجلس النواب، علما أنه قرض ليس على الدولة اللبنانية وإنما هو على مرفأ طرابلس يعني سيستوفى 75% منه من عائدات المرفأ بينما هناك 25 بالمئة هبة.

وهنا لا بد لي أني أشكر وأشيد بالمساعدات القيمة التي قدمها لنا الرئيس نبيه بري لاقرار هذا المشروع في مجلس النواب رغم المحاولات الكثيرة لتعطيله.

بادر الرئيس ميقاتي الى الاتصال بمجلس الانماء والاعمار وسأل عن أسباب توقف هذا المشروع، فكان الجواب أن كل الأمور جاهزة، فطلب منهم سريعا التوجه الى السراي الحكومي لتوقيع العقد ومباشرة العمل، وبالفعل تم تحديد الموعد وأبلغت اليوم أنه سيكون يوم الثلاثاء الساعة 12 ظهرا، حيث ستحضر شركة إتحاد المقاولين العرب وتوقع العقد وستباشر العمل فورا. وطبعا مشروع من هذا النوع في هذه الأيام الصعبة ذو أهمية كبيرة، لأن الشمعة تضيء العتمة.

وفي هذا الاطار طلب مني الرئيس ميقاتي متابعة بعض القضايا في طرابلس، فجاوبته بأنني أتابع مشاريع طرابلس منذ عشرات السنين وهو يعلم ذلك، وأبلغته بأنه خلال عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري طرحت عليه مشروع الجزر وأخذت له شركة “ماب للأقمار الاصطناعية” الى السراي الحكومي، وطلبت منه في حينها أن تقوم شركة “إيدال” وهي مؤسسة لجلب الاستثمارات، أن تحضر ملفا متكاملا لعرضه في كل المؤتمرات الدولية في الخارج، وخصص الرئيس الشهيد مبلغ خمسين ألف دولار جائزة لأفضل مشروع، وتم نشر ذلك في إعلان، وبالفعل تم تقديم 13 دراسة تنافست على هذا المشروع الذي يوفر ألفي فرصة عمل، لكن للأسف هذا الملف نائم في أدراج “إيدال”، وبالأمس كان هناك معرض “إكسبو 2020” في دبي، ولبنان شارك فيه، فماذا كان يُكلف “إيدال” لو عرضت ملف مشروع الجزر في الجناح اللبناني.

وأضاف سلطان: نحن في طرابلس عندنا خط سكة حديد بطول 33 كلم يوصلنا الى سوريا، والخطوط والجسور الحديدية موجودة في مرفأ طرابلس وقد أكلها الصدأ، علما أن الحجر الأساس الذي وُضع لمحطة القطار صار من الأحجار الأثرية.

وتابع: طرابلس تمتلك إمكانات كبرى، لماذا تتجاهلونها؟، يأتي البترول من العراق ويتم التفتيش عن مكان لإستبداله وتصفيته، وهناك مئة عرض لتأهيل مصفاة طرابلس في أقل تعديل لخدمة الضرورات اللبنانية، وهناك الكثير من الدول والشركات مستعدة لأن تبني مصفاة على نفقتها.

وتساءل سلطان: لماذا المصفاة فيها عدد كبير من الموظفين ولها 50 سنة مقفلة؟، وإذا كانت لا تعمل لماذا يوجد فيها كل هذا العدد من الموظفين؟، كاشفا أن تعويض نهاية الخدمة بلغ مليون دولار لبعض المدراء قبل إنهيار العملة، واصفا ما يحصل في طرابلس بالقول: “كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول”.

وأكد سلطان أن طرابلس تعاني الفقر والحرمان والامكانات كلها متوفرة فيها، لكن نريدهم أن يتركونا نعمل، فطرابلس لم تكن تعتمد على الدولة، فالطرابلسيون قاموا بجر المياه، وهم أسسوا شركة قاديشا، وكنا نعطي سوريا قبل العام 1975 200 ميغاواط، فهل يعقل أننا اليوم نشحد؟.

وقال سلطان: لا أريد تحميل الرئيس ميقاتي فوق طاقته، خصوصا أن حمله كبير، لكن أريد أن أقول بأن هناك مراهنات داخلية وخارجية على الانتخابات ولي تجربة في ذلك، حيث أن ملفات المخالفات الموجودة لدى هيئة الاشراف على الانتخابات بالأطنان، وهذا ما أبلغني به رئيس الهيئة والأعضاء خلال زياراتي المتكررة لهم.

وردا على سؤال إنتقد سلطان بشدة محافظ الشمال رمزي نهرا، وتساءل: كيف ستجري الانتخابات ورأس الهرم الموجود في طرابلس والشمال هو المحافظ المرتكب المدان المشبوه الذي لا يدخل السرايا الا تسللا؟، كيف يمكن إجراء إنتخابات ورئيس البلدية يُستدعى الى المحافظة ويُحتجز ويُعتدى عليه لانتزاع هاتفه؟، هذا المحافظ الذي لم يتورع عن مطاردة صحافي مميز، هو رئيس الوكالة الوطنية بعصا غليظة أمام الناس بالصوت والصوره، مهددا ومتوعدا، هذا الذي نزل الى المخالفات وجمع المخالفين وقال لهم “لا تردوا على الدرك أنتم في حماية فخامة الرئيس”.

وخاطب سلطان وزير الداخلية بسام مولوي بالقول: أنت إبن طرابلس وأنت الرئيس الأول وأنت مركزك داخل السراي، ألا تعرف أنه لدى حرق البلدية لم يقم المحافظ بدعوة مجلس الأمن الفرعي للانعقاد؟، ألا تعلم أنه عندما حضر وزير الداخلية السابق وترأس مجلس الأمن الفرعي كان ذلك بغياب المحافظ؟، إن الفساد يعشش ويتربع في المحافظة، علما أنه عقب الاعتداء على رئيس البلدية، إجتمع نواب طرابلس وأصدروا بيانا عبارة عن وثيقة أكدوا فيه أنه لا يجوز لهذا المحافظ أن يبقى في منصبه، وأنا أقول ذلك بدافع من ضمير لأن الآتي لا يبشر بالخير.

وختم سلطان: إذا كنتم تريدون إجراء إنتخابات بشفافية وتفاخروا فيها خصوصا أن كل الأنظار متوجهة الى لبنان وكل الأضواء مسلطة على الانتخابات وشفافيتها، وهناك مؤسسات وهيئات دولية ستراقب، وعندما ترى هذه المؤسسات أن المحافظ المرتكب المهيمن على المحافظة وعلى البلديات المنحلة من خلال أتباعه، ويوزع مستشاري السوء على كل مؤسسات الدولة وصولا الى قاديشا، عندها وفي أقل تعديل أن يكون وزير الداخلية إبن البلد والرئيس الأول والمقيم في السراي مطلعا على مخالفاته وتجاوزاته، وأعتقد أن من واجبه وليس فقط من صلاحياته أن يتخذ القرار المناسب بحقه، وإذا كانت بعض القوى السياسية ترى فيه كفاءة، فلتستفيد من كفاءته في مكان آخر، فنحن في طرابلس نؤكد أنه لن تجري إنتخابات إذا كان رمزي نهرا محافظا للشمال.


Related Posts


 

Post Author: SafirAlChamal