دراسة لوايل كورنيل للطب – قطر تستقصي فعالية عمليتين رئيستين لاستبدال الصمام الأبهري

 أظهر فريق باحثين من حول العالم، برئاسة الدكتور شربل أبي خليل الأستاذ المشارك للطب والطب الوراثي في وايل كورنيل للطب – قطر واستشاري أمراض القلب، أن عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة أكثر فعالية من العملية الجراحية التقليدية.

ويُعدّ استبدال الصمام الأبهري من العمليات المنقذة لحياة المرضى وتنطوي على استبدال صمام القلب التالف أو المعيب بصمام جديد، يكون في العادة مصنوعاً من مادة اصطناعية، ولكن في بعض الأحيان من أنسجة حيوانية. والعملية التقليدية لاستبدال الصمام عملية جراحية باضعة تنطوي على إحداث شق في عظمة القصّ (عظم الصدر) لتسهيل الوصول إلى القلب، ولكن منذ عام 2002 ظهرت عملية باضعة في الحدّ الأدنى وتنطوي على إدخال قسطار، وهو أنبوب رفيع مجوف، عبر أحد الأوعية الدموية في الساق أو عبر شق صغير في الصدر لزرع صمام جديد.

وقام الدكتور أبي خليل ومعه فريق الباحثين بتحليل بيانات مستمدة من ست تجارب وتخصّ ما مجموعه 7022 مريضاً مصاباً بتضيّق الصمام الأبهري الشديد (التضيّق الحاد للصمام). وبعد دراسة متأنية أظهر الباحثون أن العملية الأحدث عهداً المعروفة باسم استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة هي أفضل من حيث المحصلة العلاجية النهائية للمريض، من الطريقة الجراحية التقليدية الأقدم عهداً المعروفة باسم استبدال الصمام الأبهري جراحياً. واعتمد الباحثون مؤشرات مرجعية شملت معدلات الوفيات وأسباب الوفيات المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية.

ونظرت الدراسة في نتيجة ما بعد العملية مباشرة وكذلك في حالة المريض بعد مرور سنتين على إجراء العملية. فأما بالنسبة لنتيجة ما بعد العملية الجراحية، كشفت البيانات عن انحسار خطر التأثيرات السلبية بمعدل 37% بعد إجراء عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة مقارنة بالعملية الجراحية التقليدية. ومع ذلك، ثمة محذور واحد مهم هو أن استبدال الصمام الأبهري بالقسطرة اقترن بخطر أكبر بكثير يتمثل في حدوث تسرب بين أنسجة القلب والصمام (يُعرف باسم التسرب المجاور للصمام) مقارنة بالعملية الجراحية الباضعة التقليدية. غير أن محصلة إجراء عملية الاستبدال عبر القسطرة أفضل من حيث إيجاد فتحة أكبر في الصمام لعبور الدم وكذلك من حيث وجود تدرجات ضغط أكثر استقراراً على جانبي الصمام.

ولوحظت اتجاهات مماثلة بعد مرور عامين على إجراء العمليتين. فقد تبيّن وجود صلة بين التقنيتين المختلفتين ومضاعفات وظيفية لاحقة للعملية، فقد عانى قرابة ثلث المرضى من مشكلات تتعلّق بعدم التوافق بين الحلقة الأبهرية وحجم الفتحة اللازم لتدفق كمية كافية من الدم، ما يُعرف باسم عدم توافق المريض مع الصمام البديل، وكذلك مشكلات مرتبطة بالتسرب المجاور للصمام. ولوحظ أن المرضى الذين أجريت لهم عملية استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة أقلّ عرضة لخطر حالة عدم توافق المريض مع الصمام البديل مقارنة بأولئك الذين خضعوا للعملية الجراحية التقليدية.

ونشر فريق الباحثين الورقة البحثية المعنونة “وظائف الصمام الأبهري بعد عملية استبدال الصمام لحالات تضيُّق الصمام الأبهري الشديد عبر القسطرة مقارنة بالجراحة: مراجعة استعراضية منهجية وتحليل تِلوي” في الدورية الطبية المعروفة Scientific Reports.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور أبي خليل: “ثمة أدلة واضحة على المزايا العديدة لاستبدال الصمام الأبهري من خلال إدخال القسطار مقارنة بالعملية الجراحية التقليدية، ولكن في المقابل ثمة تفاقم ملحوظ في خطر التسرب المجاور للصمام. ومع ذلك، لم يتضح بعد إلى أي مدى سيغلب الجيل الجديد المتطور من القساطر على هذه المشكلات. ونعتقد أن البحوث المستقبلية يجب أن تنصب على اكتشاف الصلات بين المشكلات الملحوظة عند استبدال الصمام الأبهري عبر القسطرة والمحصلات الإكلينيكية”.

وقال الدكتور خالد مشاقة، العميد المشارك الأول للبحوث والابتكارات والتداول التجاري في وايل كورنيل للطب – قطر: “هذه الدراسة منسجمة مع التزام وايل كورنيل للطب – قطر بإجراء بحوث قابلة للترجمة إلى حلول علاجية عملية ويمكن أن تؤثر في الممارسة الإكلينيكية تحقيقاً لمحصلة علاجية أفضل”.

وأُجريت الدراسة بدعم من الصندوق القطري لرعاية البحث العلمي في إطار منحة برنامج الأولويات الوطنية للبحث العلمي رقم NPRP10-0207-170385 وبدعم من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب – قطر.

Post Author: SafirAlChamal