لا يوجد لاعب كرة قدم سجل هدفا أو قدم لمحة فنية مميزة على أرض ملعب رشيد كرامي البلدي في طرابلس، إلا سارع الى التفتيش في المدرجات عن أبو أحمد قمر الدين متمنيا أن يكون رآه أو لفت نظره لكي تُفتح أمامه أبواب المجد الكروي في نادي الرياضة والأدب الذي حمله الحاج أبو أحمد على كتفيه وصنع منه “بعبعا” كرويا بمواهب طرابلسية أرعبت الأندية ورفعت رأس المدينة عاليا وذاع صيتها دوليا وعربيا..
لا يمكن لأحد في لبنان، أن يتحدث عن كرة القدم من دون أن يتذكر سيرة عبدالقادر قمر الدين (أبو أحمد) الذي أدخل طرابلس الى الساحة الكروية اللبنانية، وحجز لأبنائها من اللاعبين المميزين مساحة واسعة في المنتخب الوطني الذي وصل به الحال الى أن يكون أكثر من ثلث أعضائه من طرابلس ومن تلاميذ (أبو أحمد) الشديد في الملعب، والقاسي في التدريبات سواء تولاها بنفسه أو أشرف عليها، والمخيف إذا غضب بسبب تلكؤ أو كسل أو إستلشاق في المستطيل الأخضر، والأب الحنون والودود والعطوف صاحب القلب الطيب الذي بنى أجيالا من العلم والفن والمهارة والأخلاق.
لن ينسى الطرابلسيون الحاج (أبو أحمد) الذي قاد رسالة رياضية ـ كروية ما يزال غرسها ينبت ثماره الى الآن ويرفد الأندية بالمواهب الطرابلسية، والذي قاد عملا سياسيا الى جانب الرئيس الشهيد رشيد كرامي الذي كان موضع ثقته، وعملا إجتماعيا حيث كان معجونا بالخير والاحسان وشغوفا بمساعدة الناس.
بالأمس غادرنا عميد الرياضة في كل لبنان وصانع المجد الكروي الطرابلسي عبدالقادر قمرالدين (أبو أحمد) تاركا بصمات إيجابية لن تمحى، ولن يقوى بعض المغرضين على محوها، خصوصا أنه في زمن الحرب وما بعدها نجح في إنقاذ فتيان طرابلس وأشبالها من كل أنواع الموبقات والمفسدات، بإشغالهم بالرياضة وكرة القدم والمنافسة الشريفة، فساهم مع المساهمين في حماية مجتمع المدينة وفي تحصين أبنائه والحفاظ على نسيجه.
الحاج أبو أحمد، ستبقى ذاك الجبل الشامخ صاحب الهيبة والحضور والكلمة الفصل، وسيبقى لاعبو كرة القدم ينظرون الى تلك الزاوية التي كنت تجلس فيها على كرسيك الأبيض ليتنافسوا على لفت نظرك ونيل رضاك، وستبقى النموذج والنبراس في لعبة كرة القدم التي بدأت تخسر من رصيدها الكثير برحيل أعمدتها وحراسها، وسيبقى الطرابلسيون على إختلاف توجهاتهم يذكرونك كلما دخلوا الى الملعب البلدي الذي أطلقت فيه برحيلك صافرة النهاية.. رحمك الله..
أسرة “سفير الشمال” تتقدم من عائلة قمر الدين بأحر التعازي بوفاة المغفور له الحاج عبدالقادر قمر الدين، وتتقدم بأصدق مشاعر المواساة الى الأعزاء “الكباتن” أحمد ووليد ومروان، وغسان وحسام وعامر سائلة الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته..