عقدت جمعية “ريستارت بيروت” Beirut RestART مؤتمرا صحافيا في حدائق قصر سرسق – الاشرفيه، في حضور سفيرة سويسرا الدكتورة ماريون ويشالت كروبسكي، رئيسة الجمعية ماري ايف ديدييه، مالك القصر رودريك كوشران، وعدد من الشخصيات الديبلوماسية والاكاديمية والاعلامية.
وأعلنت الجمعية ان بعثة علمية من ثلاثة خبراء سويسريين من جامعة الفنون والعلوم التطبيقية الإيطالية السويسرية “supsi2” وصلت الى بيروت في 26 أيلول وذلك لتجنيد الخبرات من اجل ترميم قصر سرسق وصيانته.
كوشران
بداية القى مالك قصر سرسق كلمة رحب فيها بالحضور، وقال: “لا يمكن مقارنة الضرر المادي بـ 260 حالة وفاة، و6000 جريح والعديد منهم معاق مدى الحياة و 300000 شخص أصبحوا بلا مأوى. لكن قصر سرسق يقع على بعد 600 متر من مكان الانفجار، وتعرض لأضرار بالغة في هيكله كما نرى خلفنا، وفي تصميماته الداخلية. هذا هو السبب الذي دفعني إلى اتخاذ قرار بإعادة ترميم هذا القصر باعتباره متحفا خاصا ومركزا ثقافيا”.
اضاف: “إن مهمة إعادة التأهيل هائلة وأنا محظوظ جدا لأن مجموعة من الاتحاد الاوروبي حضرت للمساعدة. أتى محترفون شباب لبنانيون لإنقاذنا، وهم هنا المساء ممثلون بالدكتورة ماري إيف ديدييه، مؤسسة RestArt بيروت التي كان هدفها الأساسي جمع الأموال لاعادة ترميم القصر”، مشيرا الى ان هذه الجمعية تعمل تحت مظلة مؤسسة الملك بودوان التي ستكون مسؤولة عن المتابعة الإدارية”.
وقال: “لقد اجتمعنا هذا المساء بشكل أساسي لإبلاغكم عن التعاون بين RestArt بيروت والسفارة السويسرية، وللترحيب بالسفير الجديدة ويشالت. ففي أعقاب التعاون الثقافي السويسري بين سويسرا ولبنان ترعى السفارة بسخاء شديد فريقا من العلماء السويسريين من جامعة العلوم التطبيقية والفنون بجنوب سويسرا SUPSI ممثلة بالبروفسور جاسينتا جان، مهمتهم تقويم الأضرار واقتراح طرق الحفاظ بشكل أساسي على الأسقف والأسطح المزخرفة”.
وتابع: “ان القصر دمر تماما، كما لو أن إعصارا قد اجتاح كل غرفة. بعد الانفجار مباشرة، شهدنا حملة تضامن كبيرة، حيث جاءت جيوش من الشباب المسلحين بالمكانس والدلاء للإنقاذ والمساعدة في إزالة بعض الأنقاض وإعطاء القليل من الراحة للكثيرين من ضحايا الانفجار”.
وختم: “قصر سرسق، منذ بنائه عام 1870 كان دائما منزلا عائليا متميزا بحجمه وحدائقه الممتعة. تم تصنيفه هذا القصر عام 1966 كمبنى تاريخي وعلى هذا النحو ليس فقط إرثا لعائلة واحدة بل إرث لبنان أيضا”.
السفيرة السويسرية
ثم ألقت السفيرة السويسرية كلمة أعربت فيها عن “تأثر سويسرا تأثرا عميقا بمأساة انفجار الرابع من آب/أغسطس، وتضامنها الفوري مع لبنان”، مشيرة الى أن سويسرا ركزت على الاحتياجات الأكثر إلحاحا وعلى قطاعي الصحة والتعليم، حيث قامت بإعادة تأهيل 19 مدرسة وإعادة بناء كامل لخدمة الأطفال في مستشفى كرنتينا”.
ولفتت كروبسكي الى أن “بيروت التي تعتبر مركزا ثقافيا مهما تأثرت على هذا الصعيد كثيرا بالانفجار، فقد أثر هذا الانفجار على روح بيروت وشوارعها، ودمر تراثها الثقافي”، وقالت: “نحن مقتنعون بأنه في أوقات الأزمات، الفن والثقافة أكثر أهمية من أي وقت مضى، الثقافة ليست ترفا، بل ضرورة”.
وقالت: “سنقوم بإطلاق حملة ترميم قصر سرسق وهي الخطوة الأولى نحو إعادة تأهيل عالمية، ستسمح في النهاية بتحويل قصر سرسق إلى مركز ثقافي مفتوح للجمهور. هذا المشروع، في مجمله، لن يحيي فقط المجموعات والتراث الذي يحتفظ به القصر، بل سيساعد على إحياء النسيج الاجتماعي وروح هذا الجزء من بيروت”.
اضافت: “من خلال هذا المشروع، نفخر بتسليط الضوء على الخبرة والابتكار السويسري في مجال الحفظ والترميم وبناء الجسور بين سويسرا ولبنان في الثقافة والتعليم”.
جان
ثم تحدثت البروفسورة جياسينتا جان من جامعة 2SUPSI للفنون والعلوم التطبيقية في سويسرا، مشيرة الى أن “هذا المشروع الرائدلمجموعات قصر سرسق واعادة ترميمه وافتتاحه للجمهور بجهود ودعم من جامعتنا التي تعتبر واحدة من تسع جامعات مهمة معترف بها من الاتحاد السويسري، والتي تأسست بموجب القانون الفيدرالي، وتقدم أكثر من 30 دورة من البكالوريوس والماجستير، وتتميز بالتعليم المتطور الذي يجمع بين التعليم النظري العلمي الكلاسيكي والتوجيه المهني، حيث يتم ايلاء الكثير من الاهتمام للبحث الذي يتم إجراؤه في القطاعات الرئيسية في المشاريع المكتسبة بشكل تنافسي من الوكالات الأوروبية والوطنية الكبرى أو بتكليف من المنظمات والمؤسسات”.
وقالت: “ان البعثة العلمية من جامعة 2SUPSI ستسعى إلى تقويم الأضرار التي أحدثها انفجار 4 آب 2020 وتحديد المهارات والمعرفة اللازمة لحملة الترميم. ومن المقرر تطوير برنامج تبادل بين الجامعة السويسرية والجامعات اللبنانية في مجال الترميم”.
ديدييه
ثم ألقت رئيسة الجمعية كلمة قالت فيها: “تأسست جمعية “ريستارت بيروت” بدعم من السفارة السويسرية، تحت رعاية مؤسسة الملك بودوان، و Nostra Europa ، بهدف احياء التراث الثقافي اللبناني وتعزيزه، من خلال دعم إعادة تأهيل المجموعات الفنية في بيروت”.
واشارت الى أنه تم إنشاء جمعية “ريستارت بيروت” لتقديم المساعدة في ما يتعلق بترميم الفنون والمجموعات والحفاظ عليها ولتعزيز النظام البيئي الفني من خلال الجمع بين المقاربات التقليدية والمعاصرة. جمعية “ريستارت بيروت” المسجلة في مؤسسة “كينغ بودوان فاونديشن”Foundation Baudouin King” هي تحت رعاية جمعية الاتحاد الأوروبي للتراث الثقافي أو Nostra Europa ويقضي أول مشروع لهذه الجمعية إعادة تأهيل مجموعات قصر سرسق في بيروت”.
وقالت: “بما أن قصر سرسق هو ملكية خاصة، فقد شاركت جمعية ريستارت بيروت في دعم مالكي القصر ومرافقتهم لإنشاء المؤسسة التي انبثق منها مشروع تحويل قصر سرسق إلى مركز ثقافي يتضمن متحفا خاصا مفتوحا للجمهور. في هذا السياق، اختيرت جامعة الفنون والعلوم التطبيقية الإيطالية السويسرية (SUPSI) كأول شريك لتنفيذ مهمة الخبراء المتخصصين في السقوف والمساحات المزخرفة. وبرزت الشراكة بين جمعية ريستارت بيروت والسفارة السويسرية واضحة جلية لأن سويسرا تقدم مجموعة متنوعة من المهارات في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وترميمه. وقد خصصت سويسرا أكثر من 6 ملايين فرانك سويسري للاستجابة الفورية إبان الانفجار، وتركزت هذه المساعدات على قطاعي التعليم والصحة بشكل أساسي”.
وختمت: “ليست هذه المهمة سوى أولى المراحل لمشروع طويل الأجل سيشمل تطوير برنامج تبادل للطلاب الذين يشاركون في التدريب والمدارس الصيفية. وهنا تبرز فرصة أخرى للتبادل الثنائي بين الجامعات السويسرية واللبنانية”.
Related Posts