أحيت “جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية” في صيدا، بدعوة من “التنظيم الشعبي الناصري، الذكرى 39 لانطلاقتها، في احتفال أقيم في ساحة الشهداء بصيدا تحت عنوان “بالمقاومة الوطنية خضنا معركة التوحيد والتحرير، وبالانتفاضة الشعبية نخوض معركة الإنقاذ والتغيير”، ورفعت فيه أعلام الجبهة وأضيئت شعلة الانطلاقة.
حضر الاحتفال الأمين العام للتنظيم الشعبي النائب الدكتور أسامة سعد وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وشخصيات اجتماعية وثقافية وناشطون في الانتفاضة الشعبية.
سعد
بعد النشيد الوطني وكلمة لعريفة الاحتفال ندين الخطيب، ألقى سعد كلمة قال فيها: “هذه المناسبة العظيمة وغيرها من المناسبات الوطنية، نحييها ليس فقط لكي يتذكر جيلنا هذه المناسبة وغيرها، وإنما نحييها لكي يتواصل النضال وتتواصل حلقاته من جيل الى آخر”.
أضاف: “جيلنا الذي أطلق هذه المقاومة الوطنية اللبنانية دفاعا عن كرامة هذا الوطن، ونضالا من أجل تحرير الارض واستعادة الكرامة الوطنية، إنما اليوم من خلال هذا اللقاء يوصل رسالة من الأجيال السالفة إلى الجديدة للقول: إن النضال واجب من أجل كرامة الوطن، ومن أجل مواجهة الأعداء، وعلى رأسهم العدو الصهيوني العنصري العدواني الذي اغتصب أرض فلسطين، ويهدد الشعب اللبناني وكل الشعوب العربية بعنصريته وعدوانيته”.
وتابع: “هذه المناسبة، موجهة إلى الأجيال الجديدة والشباب، ونؤكد أن النضال مستمر ومتواصل، والكرامة الوطنية هي الأساس في بناء الأوطان ونهضتها. كما أن الكرامة الأنسانية هي الأساس. هؤلاء المقاومون الذين أطلقوا المقاومة، لم يقاوموا ويقدموا التضحيات الجسام من شهداء وأسرى وجرحى من أجل أن تتسلم زمام الأمور في بلدهم عصابات الفساد والسرقة، إنما حرروا أرضهم من أجل ان يعيشوا فوقه بكرامتهم الانسانية. هذه رسائل من جيلنا إلى الأجيال الجديدة، ونقول لهم: ناضلوا من اجل كرامة الوطن والإنسان”.
واردف: “تحية لكم، تحية لجبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، تحية الانطلاقة، وتحية التحرير.في الذكرى التاسعة والثلاثين لانطلاق جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، يوم السادس عشر من أيلول سنة 1982، نتوجه بالتحية إلى شهداء المقاومة وجرحاها، وإلى الأسرى والمقاومين البواسل في المقاومة الوطنية، والمقاومة الإسلامية، والمقاومة الفلسطينية. كما نتوجه بالتحية إلى كل أبناء شعبنا اللبناني الصامد والمنتفض والمقاوم”.
وتابع: “تحت الراية الوطنية اللبنانية انطلق المقاومون من كل مناطق لبنان، وهدفهم تحرير لبنان من الاحتلال الاسرائيلي، وتحرير اللبنانيين من الاضطهاد والبطش والإذلال على أيدي جيش الاحتلال وعملائه، ومن أجل استعادة الكرامة الوطنية، ولكي يحيا اللبنانيون بحرية وعزة وكرامة على أرضهم”.
وقال: “خاض المقاومون معارك بطولية ضد جيش الاحتلال، وكسروا شوكة الجيش الذي زعموا أنه لا يقهر. ونجحوا في تحرير عاصمتنا بيروت سنة 1982، والجبل سنة 1983، وصيدا وصور والنبطية والبقاع الغربي سنة 1985. واستكملت المقاومة الاسلامية معركة التحرير، فأنجزت طرد قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية سنة 2000 باستثناء مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. ولقد كان لمدينة صيدا، كما لغيرها من المدن والقرى والبلدات، الدور التاريخي الناصع في مقاومة الاحتلال، فاستحقت عن جدارة تسمية قلعة المقاومة.
كما كان لمقاوميها البواسل بطولات لاتنسى في مواجهة قوات الاحتلال، وعلى رأسهم رمز المقاومة الوطنية اللبنانية المناضل مصطفى معروف سعد. فألف تحية إلى صيدا، وإلى الجنوب، وإلى البقاع الغربي وإلى كل لبنان”.
واضاف: “بينما كان المقاومون الأبطال يخوضون معارك الشرف والبطولة في مواجهة العدو المحتل، كان النظام اللبناني يعقد معه اتفاقية التفريط والذل، اتفاقية 17 أيار. النظام الطائفي راهن على الضمانات الدولية، واعتبر أن قوة لبنان في ضعفه، فأهمل تسليح الجيش بالسلاح القادر على مواجهة العدو، ولم يعتمد أي سياسة دفاعية لمجابهة الخطر الاسرائيلي. أما سلطات ما بعد اتفاق الطائف فقد تابعت المسار نفسه، ولم تبادر إلى تعزيز الجيش اللبناني لجعله قادرا على صد العدوان”.
واعتبر سعد أن “الدفاع عن الوطن هو من أولى واجبات الدولة، وكانت انطلاقة المقاومة بسبب عدم قيام الدولة بهذا الواجب.لذلك نعيد اليوم التشديد على ضرورة إطلاق حوار وطني شامل حول السياسة الدفاعية، وبهدف وضع حد للخلاف الحاد بين اللبنانيين حول المقاومة وسلاحها”.
ودعا إلى “بناء استراتيجية دفاعية ترتكز على جيش قوي، وعلى تجنيد كل الطاقات والقدرات والخبرات اللبنانية في مواجهة العدو”. وأكد أن “من أهم عوامل القوة لأي بلد في مواجهة التحديات والأعداء الوحدة الوطنية، والدولة القوية القادرة والعادلة، والاقتصاد المعافى، والتماسك الاجتماعي.غير أن المنظومة الحاكمة منذ اتفاق الطائف حتى اليوم، والحكومة الجديدة تنتمي إلى المنظومة نفسها، لم تفعل إلا تقوية العصبيات والانقسامات الطائفية على حساب الوحدة الوطنية. والمنظومة الحاكمة لم تفعل إلا تخريب الدولة وتدميرها بواسطة الفساد والزبائنية.منظومة الانهيار والفساد دفعت لبنان إلى الإفلاس، ودفعت اللبنانيين إلى الفقر والبطالة والهجرة، كما دفعتهم نحو طوابير الذل والاستغلال أمام محطات البنزين، والأفران والصيدليات، وإلى الموت على أبواب المستشفيات”.
ولفت الى أن “نظام الطائفية والتبعية، ومنظومة الفشل والفساد وحكوماتها المتعاقبة كلها، لم ينجزوا إلا التخلي عن السيادة الوطنية أمام العدو، وإلا تدمير الاقتصاد والمجتمع. لكل ذلك انتفض شباب لبنان في وجه هذا النظام، وطالبوا بقيام دولة حديثة، دولة لا طائفية، دولة سيدة ومستقلة، دولة عادلة توفر فرص العمل، والضمانات الصحية والاجتماعية، ومستوى العيش اللائق، والخدمات الأساسية كالكهرباء، والماء، والنقل العام، والمسكن اللائق.. إلى غير ذلك من الأمور التي هي من واجبات أي دولة في العالم”.
وختم: “نحن نؤكد اليوم أن شباب لبنان لن يحبط ، ولن يكل، أو يمل، أو يتراجع حتى يصل إلى تحقيق أهداف الانتفاضة، وحتى يصل إلى بناء الدولة التي تمثل طموحاته”.
وفي نهاية الاحتفال اضيئت شعلة الانطلاقة، تأكيدا على مواصلة طريق المقاومة ومتابعة معركة الانقاذ والتغيير.
Related Posts