تم في وزارة الثقافة اليوم التسليم والتسلم بين الوزير السابق الدكتور عباس مرتضى والوزير الجديد القاضي محمد وسام المرتضى في حضور المديرين العامين للمديريات التابعة للوزارة ورؤساء مجالس الإدارة للمؤسسات العامة التابعة للوزارة. سبق ذلك اجتماع بين الوزيرين في المكتب.
وقال الوزير عباس مرتضى: “إن تسليم وزارة الثقافة إلى القاضي محمد وسام المرتضى في الحكومة الحالية شرف كبير لي ولا سيما أن له باعا طويلا في تاريخ القضاء والنزاهة والشفافية وهو على رأس وزارة نأمل أن تشهد مرحلة مميزة في ظل ظروف تعافي البلد مما يسهل تأمين فرص أفضل، وخلال تولي مهامي في الحكومة السابقة وفي ظل جائحة كورونا وتعثر المشاركة او القيام بعدد من النشاطات في القطاع الثقافي ، الا ان العمل تواصل ضمن الإمكانات المتوافرة من اجل الحفاظ على واجهة لبنان الحضارية والثقافية، ولو عبر المؤتمرات والنشاطات الافتراضية، لان رسالتنا تصب في اطار تعزيز القطاع الثقافي ككل”.
المرتضى
بدوره، قال الوزير المرتضى:”الظرف يفرض فرضا الإقلال من الكلام والإنصراف الى العمل فالناس قد سئمت الكلام، ولا يعنيها إلا خلاصها من هذا الواقع المذل، المهيمنِ راهنا على كل مفصل من مفاصل حياتها ويومياتها. لكن ثمة أعرافا لا بد من مراعاتها وعلى هذا الأساس، تشرفت بدعوتكم للحضور، فتفضلتم ولبيتم الدعوة، ومن خلالكم أقدم جوابا على سؤالين أعتقد جازما أنهما يدوران في ذهن كثر من اللبنانيين: السؤال الأول: نحن في بلد غارق في القهر والفقر، وجميعنا قلبه مسكون بالهم، ومعظمنا يعيش أسوأ تجارب البؤس، فكيف تجعل للثقافة حقيبة فيما نحن نعاني من ظروف مأسوية تكاد تطيح بلبنان وبمستقبل اللبنانيين؟ وجوابي على هذا السؤال، أن رأسمال لبنان الأول هو الثقافة، ما يحتم جعلها في صلب جهادنا بعرض سعينا الى نجاته ونهوضه واستعادته ريادته، فالثقافة هي التي تبث فينا الوعي تجاه ما يحاك لنا وتحملنا حملا على أن ننطلق من ظلمات الانغلاق والتعصب الى رحاب الانفتاح والتلاقي وهي التي تجعلنا نذلل المعوقات الناجمة عن خلافاتنا واختلافاتنا وتفضي بنا الى أن نتعاون جميعا على إنقاذ سفينة الوطن والانتقال بها إن لم يكن الى بر أمان، فأقله الى مياه أهون جنونا حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا”.
أضاف: “كلي إصرار على أن يستعيد لبنان مكانته منارة ثقافية ومركزا للتلاقي وحوار الحضارات. وأتعهد مرحليا ببذل كل ما في وسعي لدعم وتثمين جهود اللبنانيين الثقافية سواء في الوطن أم في المهجر، مع الحرص على اقامة الاحداث الثقافية بأفضل ما يسمح به الوضع المالي الراهن لوطننا المأزوم”.
وتابع: “هذا هو جوابي عن السؤال الأول، أما السؤال الثاني فمضمونه من هو هذا الشخص الذي استنسب أن يكون وزيرا من عداد الوزراء في هذه الحكومة العتيدة؟ وعلى هذا السؤال أجيب اجابة بسيطة لها مدلولها الكبير: أنا اب لأولاد ثلاثة مصرين مثله بل أكثر على البقاء في لبنان، فلا مفر من النجاح لأن الخلاص هو خلاص لهم قبل سواهم، وأنا قادم الى الوزارة من القضاء وقد صرفت فيه حتى حينه زهاء خمسة وعشرين عاما من عمري، وعائد اليه لأصرف فيه، مع زملاء أحبهم وأجلهم وأوجه لهم التحية والتقدير، البقية الباقية اذا ما أعطاني الله عمرا، فلا يجوز لي أن أخذلهم ولن أخذلهم بإذن الله، حملت أمانة وزارة الثقافة العامة ومهمة أن أكون فردا فاعلا في عمل الحكومة، وانا ممن إذا حمل يحمل، سوف انبري الى أداء هذين الدورين على أتم وجه. هذا عهدي أمام الله، وامام الشعب اللبناني، وامام أولادي، وأمام زملائي القضاة، وسائر من وضع ثقته بي، كما أتعهد بأن أحفظ ضميري، وبأن استمع بإصغاء وأحمل الهم وأسعى بكل ما أوتيت من أجل إحداث الفرق الإيجابي في كل مفصل من المفاصل التي ستعمل عليها هذه الحكومة”.
دمتم، عاش لبنان وطنا أبيا، منارة للثقافة وقبلة للمثقفين، ووفقنا الله جميعا لخدمته وحفظه وتحقيق خلاصه”.
Related Posts