أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان أن موقع رئاسة الحكومة لا يقلّ أبداً أهمّية وقدراً عن أيّ موقع رئاسيّ آخر في لبنان فاحترامه واجب ونحن حريصون على أن يبقى هذا الموقع مُصانًا حفاظًا على التوازن بين مواقع الرئاسات الثلاث.
وخلال خطبة الجمعة في مسجد “محمد البساتنه” في مستديرة شاتيلا في بيروت في حضور رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب والرئيس المكلف نجيب ميقاتي ووزراء ونواب حاليين وسابقين والعديد من الشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والثقافية والتربوية والعسكرية والاعلامية ورجال الأعمال وأعضاء المجلس الشرعي ومحافظين ورؤساء بلديات ومخاتير، شدد على أن التصويب على رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب أمرٌ مرفوض وغريب عن أصول التعامل مع رئاسة الحكومة والإصرار على هذا النهج من قبل البعض في السلطة القضائيّة التي لا نتدخّل في عملها يُسيء إلى أصول مفهوم التعامل مع الرئاسة الثالثة في قضيّة انفجار مرفأ بيروت.
وقال أن “التخبط السياسي والمعيشي الذي نعيشه مؤلم جدًا وأوجع كلّ الناس وأرهق كاهل المواطن الذي يُعاني الأمرّين وهو صابر ونخشى بعد هذا الوقت الطويل أن ينفد صبر اللبنانيين ونقع جميعًا في أتون الفوضى الشاملة التي بدأنا نرى مظاهرها في شتّى المجالات”.
ورأى دريان ان “الوقت الذي هو من عمر اللبنانيين يُضيَّع بين مشاورات ولقاءات فيها ويشوبها الكثير من التعنّت والتصلّب ومحاولة إلغاء الآخر”، مشيرا الى أن البعض لا يزال يبحث عن مكتسباته التي لا قيمة لها إذا خسرنا الوطن.
وأضاف: “علينا أن نترفع عن الترهات التي ترافق كل تكليف ، كما ترافق تكليف الرئيس نجيب ميقاتي ، الذي جاء بناء لرغبة النواب الذين سموه، وبتزكية من رؤساء الحكومة السابقين، ومباركة من دار الفتوى، التي لا تميز بين أبنائها ، بل هي ترجو الخير للجميع ، نحن في بلد التعايش الإسلامي المسيحي، نرفض أن نميز بين لبناني وآخر، وما يحكى اليوم عن أن المسلم يسمي المسلم، والمسيحي يسمي المسيحي في الحكومة العتيدة، هو أمر خطير ومفرق، وينبغي تداركه ، ولا نرضى أن تساس الأمور هكذا ، وكأننا نعيش في جزر داخل جزر، لا في دولة واحدة ، ومعاييرنا وطنية بامتياز، وليست معايير طائفية . فلنترفع عن هذا المنطق الأعوج ، ولننظر بمنظار الحكمة التي تؤيد هذا المنطق ، وإلا فسوف يمزق الوطن أكثر مما هو ممزق، خصوصا وأن شبابه ومثقفيه، أمل المستقبل، يهاجرون، فمهلا يا شباب لبنان، وطنكم بحاجة إليكم، وأنتم مطالبون بالوقوف إلى جانبه في محنته، والأوطان في الأزمات، لا ينقذها ولا ينهض بها إلا شبابها، وكذلك شيبها، فإذا هاجرتم اتسعت رقعة الفراغ التي سيستغلها المتربصون بالوطن، والمستغلون ضعفه في أزماته، فماذا أنتم فاعلون”.
وتوجه الى الرئيس ميشال عون بالقول: حاول أن تنقذ ما تبقّى من عهدك وإلا فنحن ذاهبون إلى الأسوأ وإلى أبعد من جهنّم إلى قعر جهنّم كما بشّرتنا.
مواضيع ذات صلة: