قال الرئيس نجيب ميقاتي اليوم “لقد عقدت العزم على خوض هذه “المغامرة الانتحارية” كما يصفها البعض، علّني اتمكن من تشكيل حكومة تكوّن فريق عمل ينكب على معالجة الملفات الملحة ويؤمن الحد الادنى من المعالجات السريعة، لتحسين نمط العيش اليومي للبنانيين، ويطمئنهم الى بدء ورشة الخروج من النفق المظلم الذي يعيشونه، ويحد من لجوء شريحة كبيرة من اهلنا وابنائنا الى الهجرة
أما الخيار الاخر البديل عن تشكيل حكومة جديدة فهو المزيد من الانهيار وتكريس تصنيف لبنان دولة مارقة وفاشلة.
موقف الرئيس ميقاتي جاء في رد على مقالة نشرها
عقل العويط في جريدة ” النهار” امس الثلاثاء.
وهنا رد الرئيس ميقاتي:
“حضرة الاستاذ عقل العويط المحترم، بواسطة جريدة” النهار”الغراء:
تعقيبا على المقال المنشور في جريدة النهار بتاريخ 24 آب 2021.
قال العرب قديما “لكل امرئ من اسمه نصيب”، ولانك تتمتع بالعقل الراجح احببت ان ارد ببعض الملاحظات على ما تفضلت واوردته في مقالك ، خصوصا وانني اكثر من مرة كنت اتصل بك ونتناقش في مضمون مقال كتبته او للثناء على افكار بناءة وردت في متن مقالاتك.
إن الاسئلة التي طرحتها ترد يومياً على لسان الاكثرية الساحقة من اللبنانيين، ولكن دعني اسألك هل علينا ان نسلّم بمنطق عدم وجود دولة وان لكل فئة “دولتها الخاصة” ، ام علينا السعي لترميم مقومات الدولة اللبنانية الجامعة ومؤسساتها، والسعي بالحد الادنى الممكن لاعادة تفعيل حضورها في كل المجالات ، بدءاً بتشكيل حكومة فاعلة تطلق ورشة المعالجات المطلوبة؟
السؤال الاهم الذي طرحته علي واثّر بي كثيراً وحفزني على قبول المهمة، هو “ماذا ستفعل بالناس الأوادم، بالأرامل، باليتامى، بالأطفال، بالفقراء، بالموجوعين، بالمنتظرين علبة دواء، ورغيف خبز، وتنكة بنزين، وزجاجة ماء؟”
ولانني على تماس يومي مع الشريحة الاكثر وجعاً من ابناء هذا الشعب، لا سيما في مدينتي الحبيبة طرابلس، عقدت العزم على خوض هذه “المغامرة الانتحارية” كما يصفها البعض، علّني اتمكن من تشكيل حكومة تكوّن فريق عمل ينكب على معالجة الملفات الملحة ويؤمن الحد الادنى من المعالجات السريعة، لتحسين نمط العيش اليومي للبنانيين، ويطمئنهم الى بدء ورشة الخروج من النفق المظلم الذي يعيشونه، ويحد من لجوء شريحة كبيرة من اهلنا وابنائنا الى الهجرة.
أما الخيار الاخر البديل عن تشكيل حكومة جديدة فهو المزيد من الانهيار وتكريس تصنيف لبنان دولة مارقة وفاشلة.
استاذ عقل، اما بسؤالك عن الطبقة السياسية فلا يخفى عليك انها نتاج خيار ديموقراطي لا يمكن تجاهله، ومن هنا فان من اهداف الحكومة الجديدة اجراء الانتخابات النيابية التي تشكل المفصل الحقيقي لتحديد خيارات اللبنانيين انطلاقاً من الحراك الشعبي الذي يشهده لبنان منذ السابع عشر من تشرين الاول ٢٠١٩. ولا شك انك تذكر انني، في الاسبوع الاول للحراك الشعبي، قلت إن اللبنانيين قالوا كلمتهم وسحبوا ثقتهم من الطبقة السياسية، وعلينا جميعا الاحتكام مجدداً الى صندوق الاقتراع ليقول الشعب كلمته ويحدد خياراته
استاذ عقل،
لقد شرحت في مقالك كل ما حصل ويحصل في البلد، ولربما فاتك السؤال ، عن ازمة الكورونا التي تجتاح دول العالم ومنها لبنان.
لكل الاسباب الانفة الذكر، عقدت العزم على خوض ورشة الانقاذ الموعودة، مع علمي المسبق بأنني لا أملك عصا سحرية، والخطوة الاولى هي في تشكيل الحكومة العتيدة والتفاف جميع المواطنين وتضامنهم، وخاصة انتم اهل الرأي والكلمة، لتجاوز الصعوبات. وآمل ان اوفق في ما انا عازم عليه، ارضاء لضميري وحبي لوطني. قد يقول البعض إنها مغامرة صعبة ولكنني ساخوضها مثابرا على العمل للنجاح في المهمة، ولسان حالي في ما افعل القول المعروف “كُـن مع الله ولا تُبالي، ومُدّ يديك إليه في ظُلُمات اللّيالي” .والسلام .
مواضيع ذات صلة: