لاحظ القائم مقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام، في خطبة الجمعة من المسجد المنصوري الكبير في طرابلس، ان “ازماتنا التي نعيشها في لبنان وفي طرابلس ومحيطها ومناطقنا كافة تتنامى، فيما السبل الى الحلول واضحة، فان شأننا يكمن في الاستقامة والعقلانية والموضوعية والتكاتف والتروي وتجنب الغضب”، منتقدا “انتشار الفساد والاستغلال”.
وشدد على أن “البلاء الذي نعيش يحتاج الى مواجهة مسؤولة، وان تقلب الأوضاع امتحان يستدعي الصبر نعم انما ان نفهم الواقع حق الفهم وأن نأخذ بالاسباب للخروج من ازماتنا”.
وقال: “إننا في لبنان نحتاج الى ان تعود مواردنا علينا وما تجنيه مرافقنا ومرافئنا وارضنا، وأن تعود الى الناس والشعب كله، وهذا حق. لذلك يجب ان تكون حقوق الناس متوافرة من بنى تحتية وكهرباء وماء وعيش طيب وكريم وخدمات واستشفاء وفرص عمل. وهذا هو الأمر الطبيعي لكننا في لبنان كما نعيش جميعا الان لا شيء يعود للمواطن ولا شيء سبق ان عاد اليه، ولم يؤسس ابدا لذلك في هذا البلد الذي نهبت موارده وسرقت واخذت وتلاشت وضرب الفساد المسؤولين في تعاملهم، ولم تصل حقوق الناس الى اصحابها اي الى الشعب”.
وأضاف: “كلنا نعاني في لبنان وها هي النتيجة التي نعيشها لأسباب كثيرة معروفة في الاداء في الحكم والمحاصصة والفساد والهدر، حتى ربما ان ما حصل في لبنان لم يحصل في بلد آخر. فأموال الناس وجنى عمرهم وثمرة اعمالهم اختفت وتلاشت، سلبت منهم ولم يعد في استطاعتهم الحصول عليها. وهذا لم يحصل في اي مكان آخر، ولكن لا أحد مسؤولـ والكل يرمي المسؤولية على غيره والأمر كما نعيش وكما يرى اللبنانيون جميعا”.
وتابع: “علينا أن نكون في هذه الظروف عقلانيين وأن ندرس خياراتنا وأعمالنا، ومن الخطأ ان نعمد الى الغضب وردة الفعل فنحطم ونكسر ونقطع الطرقات على أنفسنا ونضيق الخناق على انفسنا ونعتدي على مؤسساتنا العامة ونحرقها ، لا ليس من الصواب في شيء ان نكسر مؤسسات خاصة لا تزال تعمل وتشغل ابناء المدينة. كل هذه الأمور عندما يقوم بها بعضنا فإنه حكما لا يسلك الطريق الصحيح بل يزيد الأزمات ويضيق الخناق على الناس، والا فما معنى ان تكون طرابلس ميتة لا مؤسسات تعمل فيها، فإنه من حسن العمل ان تكون التحركات بعقلانية وبرؤية وروية، لا يمكن ان ان نتحرك وحدنا، فلا بد أن تكون هناك تحركات على مستوى الوطن وأن يكون هناك تنسيق لحراك يعرف كيف يطالب وماذا يطالب”.
وقال: “الغضب ليس بعلاج لشيء بل هو من الشيطان ويزيد الأزمة ويفاقم الوضع السيئ، لذلك علينا أن نسترشد بالعقلانية وأن نتعاون ونتكاتف ونتحرى الحلول وأن نجد المخارج للأزمات والمصائب”.
اضاف : “ان اهل طرابلس أثبتوا انهم اهل خير ويطلبون الحياة الكريمة فقط، فلا يوجد انسان لا يعمل عقله خصوصا في الظروف الصعبة، لذلك علينا أن نرتقي بتفكيرنا وأن تكون كلمتنا واحدة قوية نطالب بحقنا بلا تردد، ولكن بطريقة صحيحة.
فهل من السبل الصحيحة ان نستغل بعضنا بعضنا وان تعم التجارة في السوق السوداء واستغلال حاجات الناس، هل هذا هو الحل؟”.
وختم: “ان شبابنا واهلنا يشاهدون الفساد والتضييق على الناس في معيشتهم، وهنا تكمن المعضلة الكبرى”.