رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، في كلمة خلال مجلس عاشوراء في حارة صيدا، أن “ما نعيشه في لبنان هو نتائج الانهيار الكبير الناجم عن تراكم سنوات طويلة، فانقطاع الكهرباء وشح المشتقات النفطية وما حصل لأموال المودعين وغيرها من المشكلات هو نتيجة لمسار طويل”.
ولفت الى ان “هذا الانهيار يمكن مواجهته والبلد ليس ميؤوسا منه، ونستطيع معالجة مشكلاته وهو ما يحتاج إلى تحمل المسؤولية وليس تقاذفها، ونحن معنيون بالعمل لمعالجة الاسباب وتخفيف النتائج، ولا يمكن في لبنان طرفا واحدا أن يحل المشكلة، ولذلك يعمل “حزب الله” في الداخل ضمن معايير واضحة، بأن تكون الحلول عبر مؤسسات الدولة، رغم الاهتراء والتحلل الذي اصاب هذه المؤسسات، ولكي نعالج أسباب الانهيار لا بد ان يكون ذلك عبر مؤسسات الدولة، فيكون هنالك حكومة وقضاء واجهزة امنية، وادارات ومؤسسة كهرباء ومياه”.
ولاحظ ان “تفاقم أزمة المازوت، مثلا، هو نتيجة لعدم وجود الكهرباء، لأن المولدات هي حلول جزئية، بينما الحل أن نأتي بالكهرباء ولم نعد نريدها 24 ساعة ليأتوا بها 12 ساعة لأننا وصلنا إلى ظلام دامس، وفوق البلاء يأتي من يعتدي على المحطات والشبكات”.
وقال: “لكي نحل مشكلة الكهرباء نحتاج إلى حكومة وخطة، لذلك نحن في الداخل مع إعادة النهوض إلى مؤسسات الدولة رغم كل الواقع المأسوي، والمفتاح أن يؤلفوا حكومة، ورئيس الجمهورية والرئيس المكلف هما من يؤلفها لان تأليفها يحتاج إلى توقيعهما، وإذا لم يوقعا لا تؤلف حكومة. ودعوتنا اليهما في الماضي والآن وغدا لم يعد هناك في وقت في لبنان حتى للكلام في الحصص والمواقع والوزراء وقلنا لهما نسهل هذا الأمر إلى الحد الأقصى، لكن اذهبوا واتفقوا وإذا لم تتفقوا فلا يقدر ان يوفق بينكم غصبا عنكم، ولا احد يستطيع ان يكون مكان الحكومة لا أحزاب ولا جهات لانها جميعها لن تقدر على معالجة الأزمة. ولكن عندما نتعاون ونؤلف حكومة تضع الخطط يمكن أن تعالج الاسباب”.
وأضاف: “حزب الله” تصدى للأزمة الاجتماعية والاقتصادية بطريقتين: عبر مؤسسات الدولة او عبر إمكاناته بدءا من تسهيل عملية تأليف الحكومة أولا، وثانيا لتضع الحكومة خططا قصيرة الامد، تعالج النتائج والوجع الحالي، وخططا طويلة لكي تعالج الاسباب”.
وتابع: “خلال الاسابيع الماضية، زاد التردي في القطاعات الخدمية، كهرباء ومياه ومشتقات نفطية، ونحن لا نصف الواقع فقط بل نقدم حلا، ومن يتحمل المسؤولية عما وصلنا اليه هو الذي لم يقبل معنا او عارض او لم يسهل تلك المبادرة التاريخية التي أتينا بها لاستيراد المشتقات النفطية من الجمهورية الاسلامية الايرانية بالعملة اللبنانية الامر الذي كان سيحل مشكلة كل اللبنانيين، ومشكلة النفط والكهرباء وسعر الصرف، نحن قدمنا حلا عمليا لكن ماذا نفعل في لبنان لمن يستعد أن يموت ولا يأخذ الدواء الايراني”.
وقال: “ما يزيد البلاء بلاء هو الاحتكار. فملايين الليترات موجودة في لبنان، وعندما كنا نتابع مع وزارة الطاقة كان يقال لنا الكميات المستوردة أكثر من العام الماضي، وهناك من زايد على اللبنانيين بالحديث عن التهريب والتخزين، ولكن رأينا من المحتكر واين هي الكميات الكبيرة المحتكرة وعند اي مافيات محتكرة؟ وبالنسبة الى “حزب الله” أيا كان المحتكر، من اي جهة أو طائفة أو منطقة هو يساهم في معاناة الناس وفي حصارهم، كأنه لا يكفي هؤلاء أن الأميركيين يمنعون استيراد النفط ليكون المحتكرون إلى جانب الذين يحاصروننا!”.
وأضاف: “يجب ألا تكون هناك مظلة فوق رأس أحد من المحتكرين وألا يتدخل احد مع الأجهزة الأمنية لمنعها من دهم هذه الشركة أو تلك لأنها محمية أو محظية من جهة سياسية أو طائفية أو من أي مرجعية في لبنان. وعلى الاعلام والاحرار والناس في لبنان ان يضغطوا لمواجهة الاحتكار، والا يكون هناك غطاء لأحد، ولا يتوسط احد مع الأجهزة الأمنية، ولا ترد هذه الأجهزة على بعض من يدعوها الى عدم ملاحقة فلان أو علان”.
وأشار إلى أن “الشركات المستوردة هي الأساس ومعروفة في البلد بمحطاتها ومخازنها والمطلوب عدم استثناء أحد فعددها 17 وتستحوذ على 70 في المئة من السوق، لذلك إذهبوا إليها جميعها.
وأكد أن “حزب الله عبر جميع مجالسه ووحداته الى مجاهديه يشكل خلية نحل. يفكر ويضع الخطط ويبرمج المشاريع من أجل هؤلاء الناس الذين ضحوا وقدموا الشهداء، وهو يعمل من أجل كرامتهم وليس لأجل شعبية أو إنتخابات لأن من المعيب أن يفكر البعض في لبنان أن الخدمة في مقابل صوت، فخدمتنا للناس هي من أجل أن توصلنا إلى الله، ولولا الحاجة لنكون صوتا لهؤلاء الناس في مؤسسات الدولة لتركنا كل هذه السلطة بما فيها فما لنا ولهذه التركيبة والعقلية. وعندما لا يعلن “حزب الله” عما يقوم به لأن خدمته للناس جزء من ثقافته. فهؤلاء الناس الذين نخدمهم أهل عزة وكرامة كانوا يأكلون من عرق جبينهم أوقعتهم سلطات متعاقبة فاسدة في هذه المأساة”.
وختم: “في لبنان، هناك من يرقص دائما على الدماء، وهو ما رأيناه في الكارثة التي حلت في عكار. ومن يرقص على الدماء ليس لديه قيم أو أخلاق، فيستغل أي حدث ويذهب مباشرة لأجل الأصوات الانتخابية. وهذا أمر معيب لأن في لبنان قوى سياسية لا همّ لها إلا تحقيق مكاسب سياسية”.