أجواء حزينة تلف مستشفى السلام في طرابلس بعدما فتحت أبوابها فجر أمس لاستقبال المصابين جراء انفجار خزان الوقود في بلدة التليل ـ عكار حاصدا أكثر من 35 إصابة استقبلتها المستشفى وعملت على تقديم العلاجات اللازمة لها وفق الامكانات المتوفرة في ظل أزمة الأدوية والمستلزمات الطبية التي يرزح البلد تحت وطأتها كما البنزين الذي أشعل قلوب أمهات عكار .
اثنان أسلما الروح داخل غرف السلام جراء اصابتهما البليغة وغيرهم كثر.. علت الصرخات وانهمرت دموع الأمهات الذين تساءلوا عن سبب وفاة أبنائهم، لكنه قدر المواطن اللبناني المحروم من كل مقومات العيش الكريم قدره الموت المجاني
حيث تتحول أجساده لأشلاء أو تتعرض لحروق بليغة تجعل من الصعوبة بمكان التعرف عليه، خصوصا أن في مستشفى طرابلس الحكومي في القبة جثث لشهداء بانتظار التعرف عليهم وفي السلام مصابون ينتظرون العلاج الشافي..
شاهد عيان يروي الكارثة
معرفة ما جرى في عكار فجرا سيبقى رهن التحقيق ان تم بطريقة شفافة، لكن على الأرض هناك من يروي ما جرى وماذا سمع من صهره المصاب والذي يرقد داخل احدى الغرف.. عبد المجيد الأحمد قال: “داهم الجيش اللبناني المكان وتم العثور على60 الف ليتر من البنزين فأخذ قسم منه وطلب من المواطنين أخذ الكمية الباقية مجانا حينها حصل نوع من الفوضى خلال التعبئة وملء الغالونات، مما أدى الى انتشار البنزين في الأرض واستمرت الحالة على هذا الشكل، فما كان من ابن صاحب الأرض أي جورج الرشيدي الا أن طلب من أحد العاملين السوريين لديه باشعال المكان، وهذا الكلام كان مسموعا من الجميع، لكن العامل السوري خاف وقام برمي القداحة على الأرض، مما دفع بابن صاحب الأرض الى اطلاق النار فاشتعل المكان ودوى صوت انفجار قوي كنت حينها على بعد أمتار قليلة نظرت حولي لأجد المكان مشتعلا مع من هم فيه من أبناء منطقتي”.
وعن صهره يقول: “وضعه مستقر وأخف وطأة من غيره لكن الكارثة كبيرة على أهل عكار”.
أم ثكلى
هي والدة أحمد الحسن الذي توفي متأثرا بحروقه داخل مستشفى السلام حيث لم تتفع معه كل المحاولات لانقاذه فأسلم روحه ليترك أم ثكلى تنوح على فقدانه وشقيقه الذي لم تتعرف عليه ليبقى في عداد المفقودين.
تتساءل الأم بمرارة وحسرة من يقف وراء هذه الجريمة؟ وهل ان الحقيقة ستكشف وينال من حرمني من أبنائي عقابه؟، أسئلة تطرحها لكن الإجابة عنها في بلد كلبنان تبقى مستحيلة”.
كثيرون أموا مستشفى السلام فاعليات ونقباء مهن حرة وقائمقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام على رأس وفد من المشايخ واستمع للمواطنين الذين علت صرخاتهم غضبا أمام باحة مستشفى السلام، كما شهدت المستشفى حركة غير اعتيادية لقيادات امنية وعناصر من الجيش اللبناني نظرا لوجود مصابين عسكريين، حيث تم نقل أحدهم إلى مستشفى الجعيتاوي في بيروت نظرا لخطورة حالته أو ربما للخارج كما أفادت مصادر من المستشفى لكن الجرح عميق وأعمق مما يمكن تصوره.
هكذا هو شهر آب كوارثه كبيرة وأحداثه متنقلة بين كل المناطق اللبنانية لتكون عكار اليوم هي الحدث وهي الدمعة التي لن تجف قبل ايجاد المفقودين الذين يتخطى عددهم العشرة اشخاص، ولحين شفاء مرضاهم والذين يشكون بغالبيتهم من حروق بليغة نالت 90 بالمئة من جسدهم.
مواضيع ذات صلة: