رأى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب المستقيل سامي الجميل ان “مصير لبنان للأجيال المقبلة يتقرر الآن، فإما أن نستسلم مهزومين أو أن نقف بكل قوانا في مواجهة هذه الطبقة لمنعها من جر البلد الى حيث تريد حتى لا تذهب دماء الشهداء هدرا”، داعيا الى “الالتقاء في بيت الكتائب المركزي في 4 آب، لنصلي ولنقول لهذه المنظومة جايي الحساب، عل يوم الرابع من آب يكون خطا فاصلا بين لبنان القديم ولبنان الجديد”. وقال: “الجميع يعرف من كان مسؤولا عن المرفأ ومن كان يعلم بوجود النيترات ومن تلقى المراسلات عن خطر وجودها ومن كان يحرسها وكيف كانت تستعمل لرمي البراميل المتفجرة في سوريا”.
كلام الجميل جاء خلال لقاء حاشد مع مصلحة الشباب والطلاب في حزب الكتائب، حضره الأمين العام سيرج داغر ورئيس المصلحة رالف مراد.
وشدد على أن “حزب الكتائب لا يتغير، وكل حملات التشويه مردودة لأصحابها، والكتائب لا تحيد عن مبادئها وتصورها للبنان: سيادة، استقلال، حياد، لامركزية، تعددية، دولة القانون والانسان، دولة 10452 كلم2، ولن نحيد عن مشروعنا، ولا عن مواجهتنا لهذه المنظومة وسنواجه مع كل السياديين والتغييريين الذي يؤمنون بلبنان لتحقيق اهدافنا”.
واستذكر المراحل التي عاشها حين كان “مسؤولا عن مصلحة الطلاب خلال فترة الاحتلال السوري والتحركات التي كانت تقودها المصلحة في المواجهة وكيف أصيب من أصيب وضرب من ضرب وتم توقيف الكثيرين، ولكن المواجهة استمرت حبا بلبنان”. وتوجه “الى شباب وصبايا مصلحة الطلاب: كونوا في الصف الأول في هذه المواجهة الكبيرة التي يخوضها شعبنا، فالكتائب تاريخيا كانت انتفاضة على أي محاولة للمس بلبنان وبحريته وسيادته تربية وثقافة وبانتهاك حقوق اللبنانيين، فكم بالحري اليوم”.
وتابع: “اليوم مع وجود حزب مسلح تمكن بالعنف والترغيب من وضع يده على المؤسسات وبات يقرر عنا مستقبلنا بالتوازي مع اسوأ طبقة سياسية تهدد بلدنا، وضع اللبنانيون امام حكم المافيا والميليشيا المسيطرين على البلد واللذين اخذا الشعب رهينة، ما دفع الشباب الى ترك اهلهم وعائلاتهم وأرضهم وأرض اجدادهم”.
أضاف: “ان المصالح جعلت أركان التسوية يتغاضون عن حزب الله وسيادة لبنان وحريته وضرب الاقتصاد، واكتفوا بالحصص، وهذا ما ندفع ثمنه اليوم”.
ورأى أن “المعركة صعبة، فنحن نواجه حلف السلاح مع الفساد الذي يحاول أن يبقي قبضته على البلد، واهم ما يمكن ان نقوم به هو ان تبقى الكتائب عصب الأساس لهذه المواجهة. فمنذ اندلاع 17 تشرين الى اليوم، نحن في المواجهة في المحطات الأساسية شاء من شاء وابى من ابى، وسنتابع على الرغم من محاولات الترهيب والتيئيس الجارية والتي تقول ان الثورة فشلت وان الانتخابات ستنتج الأشخاص نفسهم. وردا على هذه الحملات اليومية نجيب: سنلاحقكم الى النهاية ولن نستسلم وسنبقى في لبنان نناضل وفي الاستحقاق الانتخابي المقبل ستدفعون الثمن”.
وقال: “معركتنا على ثلاثة مسارات، اولا الحفاظ على الموقف السياسي، ثانيا استحقاق 4 آب الذي يجب ان ينقل رسالة واضحة من الشعب الى هذه الطبقة بعدم الاستسلام وبأن الشعلة لم تمت والى الشهداء بأن دماءهم لم تذهب هدرا، ونحن لن نستسلم بل سنبني بلدا على قدر تضحياتكم. اما المسار الثالث فهي الانتخابات المقبلة والتي ستكون فرصة لترجمة غضب الناس في صناديق الاقتراع وصولا الى التغيير”.
أضاف: “نواجه منذ خمسين عاما الأزمات المتتالية، من الحرب التي عاشها اهلنا الى الانفجار الذي نعيشه اليوم والشهداء الذين سقطوا في المرحلتين، وهدفنا الخروج من هذا الوضع، وهذا لا يتم بالألاعيب السياسية الصغيرة التي نشهدها منذ سنوات، ولهذا قررنا وضع خط فاصل لكل ما يحصل. كان يمكن للكتائب ان تساوم وتناور وتدخل في التسويات والمحاصصات وتشد العصب وتفتح جبهة مواجهات وهمية، ولكن هذا ليس دورها، فدور الأحزاب هو بناء بلد والا فلا سبب لوجودها، ودور الكتائب بناء بلد يليق فينا، نعيش فيه حياة حضارية بسلام، ولتحقيق الهدف نحتاج الى تغيير جذري، اولا تنظيف بلدنا من سطوة حزب الله واي سلاح غير شرعي، وثانيا اختيار الكفوئين لإدارته، وما اكثرهم في لبنان، وهم من خيرة الشباب التي تريد ان تنقذ بلدها ولا تجد الفرصة لذلك”.
واعتبر ان “الحزب يملك العصب الكافي للدفاع عن كامل لبنان وعن كل انسان يعيش على ارضه، كل من تداس كرامته وتنتهك حقوقه اينما وجد ومن دون تمنين، وان دماء الشهداء لا يجب ان تذهب سدى، وهذا عهد اخذته على نفسي يوم سقط بيار شهيدا عام 2006 وجددته يوم سقط نازو في 4 آب عام 2020. فممنوع ان نستسلم وفاء لدمائهم ولأنفسنا ولترابنا وارضنا وضياعنا ومستقبلنا ومستقبل أبنائنا”.
واستطرد قائلا: “كثيرون يسألون لماذا تحملون السلم بالعرض وترفضون كل الطبقة السياسية، نجيب مع من تريدوننا أن نتعاطى، فنحن لا نبيع ونشتري لأننا خسرنا شبابا، ولأن هذه أسس تربيتنا ونرفض المساومة والمقايضة، وهذا عهد مني لكم، فهذا الحزب لن يخذل ابناءه بأي موقف تسووي او استسلامي على الرغم من كل المحاولات لتشويه صورته وزرع الشك في العقول، ولكن أكبر جواب على كل ما يحاك هو وجودكم الكبير في هذه القاعة”.
وتوجه الى “الصبايا” في مصلحة الطلاب بالقول: “حزب الكتائب كرس موقعا متقدما للمرأة في نظامه العام تحفيزا لهن لتولي مواقع متقدمة. وللحزب اليوم كم كبير من رئيسات الأقسام، وبات في الحزب رئيسات اقاليم، وعضوات مكتب سياسي، ويجب أن تأخذ الكتائبيات دورهن ومكانهن في الحزب في المواقع المتقدمة أكان في المواجهة الاعلامية السياسية او على الأرض او في الانتخابات”.
كما كانت كلمة لمراد شدد فيها على “ضرورة الاستمرار في النضال للمحافظة على هوية لبنان”، وعلى أن “محاولات اذلال اللبنانيين لن تثنيهم عن المطالبة بحقوقهم، وهذا ما سيترجم في الذكرى السنوية الاولى لانفجار 4 آب”.