مالك خليل.. سلامي القلب والسلوك..

لمناسبة مرور إسبوع على وفاة المغفور له بإذن الله الدكتور مالك خليل إستاذ اللغة العربية وآدابها في جامعة الجنان، كتب زميله الدكتور جان توما رثاء جاء فيه:

مالك خليل رحمه الله تعالى، إذ بلطفه ولج إلى ذاك الحوض الذي حلم به ليطفىء ظمأه ويهدأ قلبه. كان عشير اللغة بتلك السكينة التي كان إليها بهدوئه وصمته.
لم يتركك يومًا تسبقه بالسلام، إذ كان سلاميّ القلب والسلوك. لم يخرج يومًا عن آداب الكلام، ولو قست عليه تكاليف الحياة، بعد سفر خارج البلاد واستقرار نشده في حديقة كان يهتم بها وسقط بين ماء الريّ وندى الوريقات صباحًا.
كان يسألك عن الأحوال بعين ملؤها الإيمان بالحكمة الإلهيّة وبذاك التدبير الذي من فوق، معتصمًا بحبل الله، وهو حبل يجمع المتّقين إلى واحد.
كانت ابتسامته إن ارتسمت رضى، وإن اختفت قبولًا، وإن تلألأت فلأنها عاينت ما يذهب إليه المؤمنون كلّ لحيظة، ما بين ركعة وسجدة ودعاء.

هو مالك خليل، الدكتور في اللغة العربية وآدابها، زميل التعليم في جامعة الجنان، الحريص على أبجدية الإبداع لأنّ الكون عنده كتاب.
كان مالكًا بحضوره وخليلًا بمحبته المجانيّة، تلك التي اكتسبها من تجارب حياته، موقنًا أن المحبة هي الترجمة الحيّة لكلّ إيمان، وأنّ العطاء الفكريّ حدوده الرغبة بالتبادل الحرّ الذي لا يبتغي إلّا مكارم الأخلاق التي عاشها بتفاصيلها، وبها كان “مالك” القلوب و”خليل” المعشر

Post Author: SafirAlChamal