أدى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، صلاة عيد الأضحى في مسجد الحاج بهاء الدين الحريري في المدينة، بمشاركة جمع من المصلين، من بينهم المنسق العام لتيار “المستقبل” في الجنوب مازن حشيشو، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب بسام حمود، رئيس جمعية تجار صيدا وضواحيها علي الشريف، وإماما المسجد الشيخان عبد الله البقري ومحمود سمهون، مع التزام المصلين بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا.
وألقى المفتي سوسان خطبة العيد، تناول فيها معاني الأضحى والقيم التي يحملها وفريضة الحج وفضلها عند الله.
وتطرق إلى الأوضاع المأزومة في البلاد، فقال: “في صبيحة هذا اليوم المبارك، لا بد من صرخة مدوية عارمة في وجه الذين طغوا في البلاد فأكثروا فيها الفساد وأوصلوا الوطن والمواطن الى هذه الحالة التي نعيشها، ولم يلتزموا المبادىء والمواثيق والدستور واتفاق الطائف والميثاق الوطني، وضربوا بعرض الحائط مصالح العباد والبلاد واستبدلوها بالمناكفات العبثية والحقد الطائفي والتخوين والتحريض، حتى بات المواطن اللبناني بكل أطيافه يعيش بفضل سوء إدارتهم”.
أضاف: “كل يوم أزمات متجددة، في الكهرباء والماء رغم تبديد المليارات عليها ولا يحصل المواطن إلا على الظلام الدامس، ثم المعاناة على أبواب المستشفيات وفقدان الأدوية بالصيدليات وارتفاع أسعارها فضلا عن حليب الأطفال، ثم ماذا عن البنزين وطابوره، والمازوت والموتيرات والتسعيرات والاحتكارات وأزمة فقدان القيمة الشرائية للرواتب التي لا تؤمن النذر اليسير من ضروريات الحياة، إضافة إلى حجز الودائع المالية في البنوك ومع البيانات التي تحتاج الى اختصاصيين لفهمها وقراءتها، المتناقضة في بعض الاحيان، من أجل أن تأخذ حقك مما ادخرته وتعبت من أجله”.
وتابع: “ماذا تريد هذه السلطة الفاسدة التي دمرت لبنان واقتصاده ونهبت أمواله ثم حولوها الى الخارج وأوصلوا المواطن بكل أطيافه الى الدرك الأسفل من جهنم، يريدون أن يذهبوا الى جهنم؟ فليذهبوا ومن معهم، ولكننا نريد أن نعيش في وطن واحة للسلام والأمن والاستقرار، متى سيفيق هذا المواطن المقهور الذي سرق منه المسؤولون والسياسيون فرحته وبهجة أولاده بالعيد، هذا الواقع نحن نرفضه، ونرفض أن نعيش فيه، ولا بد من انتفاضة شعبية حقيقية سلمية، وأؤكد سلمية هذه الحركة بكل الوسائل الديموقراطية من دون الاعتداء على الاملاك العامة والخاصة من أجل حرية الانسان وكرامته في هذا البلد، ومن أجل العدالة والكرامة في الحياة، ومن أجل أن يستمر المواطن في البقاء في هذا البلد. هل يعقل مدينة كصيدا تعيش لايام بدون ماء أو كهرباء أو مولدات”.
وقال: “أمنية المواطن بكل أطيافه أن تكون له حكومة اختصاصيين جادة بالإلتزام بالدستور والإحتكام للقانون، ومنصفة في تفعيل دور الوزارات للتصدي لكل المشاكل التي يعاني منها الوطن والمواطن والإقتصاد الوطني، وتقديم كل الخدمات المطلوبة الإجتماعية والإقتصادية والخدماتية والصحية، التي هي واجب على الحكم والحكومة، واجتثاث الفساد والمفسدين من جذورهم مهما كانت مواقعهم ورتبهم، فالناس ليسوا غنما، والفقير والمحتاج والارملة واليتيم من البشر كيف يعيشون؟”.
وتابع سوسان: “في هذا اليوم المبارك، تؤكد صيدا العروبة والإسلام، أن موقفها ثابت مع حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة والتمسك بحق العودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والعادلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، ثم إن أي شكل من أشكال التطبيع مع الإحتلال النازي المجرم جريمة قومية ووطنية مدانة تبقى القضية الفلسطينية قضية الأمة القدس ليست للبيع ولا للمساومة ستبقى عربية وستبقى القلوب والأبصار مشدودة إلى مقدساتها إلى الأقصى وأكناف الأقصى. ولكنيسة القيامة ولكل المقدسات والى غزة العزة والى كل المجاهدين على كامل التراب الفلسطيني”.
بعد ذلك، توجه المفتي سوسان الى ساحة الشهداء في المدينة، حيث قرأ الفاتحة لأرواحهم.