مرة جديدة، أثبتت البترون أنها مدينة الحياة والفرح واللاإستسلام، فهي أبت أن ترفع العشرة أمام التحديات والمآسي والقلق على المستقبل والمصير متحدية كل الصعوبات إيمانا منها بأن لبنان لا ينكسر وشعبه لا يموت.
بالأمس، كان الموعد مع مهرجان النبيذ والبيرة والمأكولات البحرية الذي تنظمه لجنة مهرجانات البترون الدولية على مدى يومين في حضن مراكب الصيد في مرفأ الصيادين على شاطىء مدينة البترون مطلقة فعاليات مهرجانها في أجمل إطار وعلى وقع الموسيقى والمعزوفات والأغاني التي قدمتها فرقة Dear Ear التي أشعلت أجواء المنطقة القديمة ومحيط الميناء.
بالأمس، حمل أصحاب مطاعم المأكولات البحرية ومصانع النبيذ والبيرة عدتهم وطعامهم ومنتوجاتهم إلى مرفأ الصيادين لاستقبال أصدقاء البترون الذي أتوا من قريب وبعيد لعيش أجواء الفرح بعيدا كل المعاناة والوجع والحزن التي تخيم على لبنان جراء الأوضاع الاقتصادية والسياسية.
من كل لبنان أتوا إلى البترون، الى المدينة النابضة التي لا تنام، والتي تستقبل زوارها وروادها بأجواء مميزة راقية نابعة من تاريخ مدينة عريقة تحب الفرح.
منذ صباح أمس، شهد محيط مرفأ الصيادين ورشة تحضيرات لتنظيم المهرجان واستقبال الزوار بالاضافة الى تجهيز المأكولات البحرية في مطابخ المطاعم لتقديم الطعام الطازج.
رئيس لجنة مهرجانات البترون الدولية المحامي سايد فياض أكد أن “المهرجانات هذا العام تحمل رسالة أننا شعب يحب الحياة ولا يستحق الا حياة الفرح والنشاط والأحلام والازدهار ولبنان هو بلد العز والكرام.و اليوم نثبت أننا لن نستسلم ولن نرضخ للضغط الذي نعيشه. نحن شعب قادر على أن يعيش الفرح لذلك نظمنا هذا النشاط لإلقاء الضوء على الصناعات المحلية البترونية وتشجيعها مثل النبيذ والبيرة والمأكولات البحرية التي تشتهر بها البترون. وها هي مدينتنا تستقطب السياح اللبنانيين والأجانب وتجذب إليها الاعلام الأجنبي بالاضافة الى القنوات المحلية لكي نؤكد للجميع أن شعبنا هو شعب حي قادر بجرعة أوكسجين على تحقيق المستحيل. ونحن على ثقة أن لبنان سيعود أفضل مما كان وبصمودنا واندفاعنا ونشاطنا نؤكد للعالم أننا شعب لا يستسلم ولا يموت. “
أما رئيس بلدية البترون رئيس اتحاد بلديات منطقة البترون مرسيلينو الحرك فأكد أنه “بالرغم من كل الظروف الصعبة سنستمر في عيش الأجواء الايجابية، حياة الفرح من أجل إعطاء الأمل للناس وحثهم على الاستمرار وتشجيعهم على الصمود ومواصلة النشاط والعمل والاستثمار والنجاح. نشاطنا الليلة هو معرض للمنتجات البترونية مدينة وقضاء ودعم المؤسسات التي تصنع الكحول من بيرة ونبيذ، وما نقيمه الليلة ليس مهرجانا تقليديا بل هو محطة لعرض كل ما تنتجه البترون وما تقدمه من مأكولات بحرية خصوصا أن البترون معروفة بمأكولاتها الشهية والبحرية.”
وأضاف: “مهرجانات البترون كعادتها ليست تقليدية ولا تشبه المهرجانات التي تقام في المناطق الأخرى ودائما تكون مختلفة ومميزة وفيها من الحضارة والثقافة والفن والرسم وكل ما يتعلق بتاريخ البترون وحضارتها والسياحة والرياضات البحرية.”
ويستمر مهرجان النبيذ والبيرة والمأكولات البحرية الليلة على وقع الانغام الموسيقية التي تقدمها فرقة Binky.
أما فعاليات المهرجان في أيامه المقبلة فتتضمن معرضا لنخبة من الحرفيين البترونيين الذين سيقدمون أبرز الصناعات المحلية من حلي ومجوهرات وملابس وغيرها في 23 و 24 و25 تموز الجاري.
وبين 15 آب و5 أيلول سيكون الموعد مع المصور الفوتوغرافي فارس الجمال في معرض صور عن مدينة البترون، كما سيقوم نخبة من الرسامين بتقديم رسوماتهم وبرسم مباشر أمام الزائرين.
كما وسيتخلل شهر آب أيضاً أكبر مهرجان لل SUP في الشرق الأوسط على خليج البحصة حيث يصار إلى رسم إسم البترون مع قلب. الى المحطة الأخيرة مع مهرجان الأفلام القصيرة المتوسطية في 2 و3 و4 و5 أيلول في حي المغترب.