على رأس وفد من كهنة الأبرشية، زار المطران يوسف سويف رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية، يرافقه المطران جورج بو جودة، المقر البطريركي الصيفي في الديمان، في زيارة سنوية بروتوكولية للترحيب بصاحب الغبطة في الشمال.
وتوجه سيادته الى غبطة البطريرك بكلمة قال فيها: “نأتيكم اليوم مع سيدنا جورج لا لنرحب فيكم وانتم أصحاب البيت وكل لبنان هو بيت لكم، بل لنتمنى لكم اقامة سعيدة ومريحة، قدر الامكان في ظل هذه الظروف، وفي ظل ما تقومون به لانقاذ لبنان، والابرشيّة ترافقكم كلّ يوم بصلاتها.
وبالمناسبة لا يمكنني الا ان اشكر قداسة البابا على الأول من تموز، والمبادرة التي اطلقها تجاه لبنان الرسالة، وانتم يا صاحب الغبطة تلعبون الدور الاساسي في متابعة نتائجها، وفي احياء القضية اللبنانية، التي نتمنى بفضل ما تبذلونه من مجهود ان نفوز بها كلبنانيين، آملين دعم وتضامن المجتمع الدولي معنا جميعا، مسلمين ومسيحيين.
صاحب السيادة، تعلمون ان ابرشية طرابلس المارونية هي صورة مصغرة عن لبنان بتنوعه، وهي تعيش يوميا الشهادة للبنان الواحد، ولثقافة الانفتاح والحوار، نطلب اليوم صلاتكم من أجل أبرشيتنا لنستمر بحمل رسالة العيش معا، ونشهد لإنسانيتنا. ونتعهد من طرابلس المتألمة ككل لبنان، ان نستمر بالحفاظ على هوية لبنان الرسالة.”
كما نقل المطران سويف تحية الكهنة الذين حالت الظروف دون حضورهم، وأضاف “بصلاة المطران جورج والتعاون مع الكهنة، تمكنا في الأبرشية وخلال الاشهر الأولى من استلامي مقاليدها، من اعادة احياء المسؤوليات والمجالس، فتمّ تشكيل المجلس الكهنوتي، و القطاعات التي أصبح عددها ستة بعد توسيع مساحاتها، كما اعطينا الاولوية للعمل الاجتماعي لنوصل لأبنائنا روح الرجاء، من خلال السعي لترسيخ العمل التضامني داخليا، وخاصة خارجيا مع ابنائنا المنتشرين، وذلك لمواكبة حاجات الناس بحسب توجيهاتكم يا صاحب الغبطة.”
ونقل المطران سويف لغبطة البطريرك التحيات التي حمّله اياها ابناء منطقتي عكار والضنية، ووضع نيافته بأجواء الزيارة الأخيرة الى سير الضنية، وحفاوة الاستقبال الشعبي من كل ابناء الضنية على اختلاف طوائفهم.
وأطلع راعي الأبرشية غبطة البطريرك على التعينات الجديدة، وعلى أحوال المؤسسات في الأبرشية، وخاصة المدارس التي هي فقيرة بخدمة الفقراء، و التي لم تتوقف يوما عن دفع رواتب أساتذتها وموظفيها كاملة، انطلاقا من احساس الكنيسة بمشاكل ابنائها ودورها بالوقوف الى جانبهم.
من جهته رد صاحب الغبطة والنيافة بكلمة رحب فيها بالمطران سويف والمطران بو جودة الذي اعتبر أن حضوره في الأبرشية هو بركة. وتوجه الى المطران سويف قائلا”: “لقد استلمتم الشعلة من المطران جورج واتمنى ان تكملوا الطريق. وأضاف طالما لدينا شعب وكنيسة وناس يخافون الله ويرفعون الصلاة، فلا خوف على لبنان. اجدادنا عاشوا ظروفا اصعب، وبطاركتنا هربوا وعاشوا ٤٠٠ سنة في قنوبين وانتصروا لأنهم صمدوا. يطلب منّا قداسة البابا ان نتأمل في الأرزة وهي رمز بلدنا، يقول هذه الشجرة الجبارة ترتفع بقدر ما تنغرز جذورها في الأرض، ونحن اليوم مدعوون لنتجذر ونتعلم من تاريخنا، لندرك اننا في ليل مهما طال فالفجر آت. فلم ينته الزمن يوم الجمعة، بل انتهى يوم الأحد مع بدء فجر القيامة.
وحيا صاحب الغبطة جميع المغتربين على تعاونهم وسعيهم لدعم اخوتهم في الوطن، وتمنى للمسؤولين في الابرشية النجاح في المهام الموكلة اليهم، وتوجه للكهنة طالبا منهم بث الرجاء في وسط شعبنا رغم أن البلد يسير باتجاه الانهيار الكامل، ولكن الرجاء يبقى بالرب، وأكد انه مقتنع ان سيدة لبنان وقديسيه لن يتركوه، ولن يتخلوا عن شعب لبنان.