دعا العلامة السيد علي فضل الله الى “تقديم اعتذارات جماعية ومصارحة الناس لإعادة إنتاج البلد وإنقاذه من الموت، فقد بات الخوف هو على خسارة المستقبل أيضا”.
أجاب العلامة فضل الله في درس التفسير القرآني عن سؤال حيال “مصير البلد في ظل الحديث عن الاعتذار والوصاية الدولية”، فقال: “لم يعد هناك أحد في لبنان يجهل الوضع الذي وصل إليه البلد نزولا، وأن عملية الهبوط متواصلة ولا أمل يبدو إلى الآن في كل ما يحصل أن البلد سينهض من تحت هذا الكابوس وتحت وطأة هذه الأزمات التي لا تلوح أي بارقة أمل بالخلاص منها أو انحسارها على أقل التوقعات”.
وأضاف: “نحن في وقت لا نعتقد أن لبنان يمثل عنصر إغراء للأفرقاء الدوليين، إلا أننا لا نرى أن الدول الكبرى ستتركه كليا، لأنها لا تريد للبلد أن يقع بالكامل تحت سيطرة محور معين، ولذلك فإن ما نشهده أو سنشهده لاحقا هو المزيد من الضغوط وربما المزيد من العقوبات، وقد تكون الأشهر المقبلة هي الأصعب على هذا الصعيد، وقد لا يخرج التلويح بالوصاية الدولية عن هذه الضغوط”.
ورأى أن “أي نافذة من نوافذ الخروج من المأزق ليست متاحة للبلد في الوقت الحالي، بالإضافة إلى أن من هم في مواقع السلطة والمسؤولية قد تسالموا على أن يبقى البلد والناس خارج اهتماماتهم وألا يضحي أحد بموقعه أو بشيء من التنازلات المطلوبة من أجل أن تبدأ مسيرة الإصلاح أو على الأقل التخفيف من حدة الأزمات بتأليف حكومة تعطي شيئا من الأمل للبنانيين”.
وأكد أن “لبنان يحتاج في هذه الأيام إلى جرأة كبيرة ممن هم في مواقع السلطة والمسؤولية بأن يعتذروا لهذا الشعب ويكونوا في غاية الصراحة معه بأنهم فشلوا في تقديم الأنموذج الصالح للحكم، لتكون الاعتذارات الجماعية والصراحة الجارحة مقدمة حقيقية للبحث في آليات إعادة إنتاج البلد وإنقاذه من الموت الذي تبدو صورته واضحة في أذهان اللبنانيين الذين خسروا كل أمانهم وسلامهم الداخلي وباتوا رهائن لطوابير الانتظار وللعتمة والظلام، والخوف الأكبر هو من خسارة المستقبل”.