المطران يوسف سويف يجسّد صورة التلاقي والتعايش في سير الضنية

خاص ـ سفير الشمال

في الوقت الذي يرتفع فيه الخطاب الطائفي، ويسعى البعض الى توتير أجواء العيش المشترك في لبنان تارة بالصلاحيات وتارة أخرى بالحقوق للتغطية على تقصير هنا أو فشل هناك، وفي محاولة لاستمالة الشارع المسيحي لتحقيق مصالح سياسية ومكاسب إنتخابية، جاءت زيارة راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف الى بلدة سير عاصمة قضاء الضنية لتساهم في تظهير الصورة الحقيقية للعيش الواحد في الضنية التي تجسد الصورة الجميلة عن لبنان الثقافة والتنوع والتعددية والحوار.

كانت الضنية وسير تحديدا على موعد مع المطران سويف رجل الدين المسيحي الماروني الذي دخل قلوب الشبيبة عبر جرعات الأمل التي كان يضخها في نفوسهم وتحملهم على التمسك بالايمان والرجاء والعمل وذلك عندما كان كاهنا لطرابلس عاملا تحت جناح مطران الفقراء يوحنا فؤاد الحاج، والراعي الصالح الذي سجل نجاحات في قبرص التي قاد رعيتها المارونية بكثير من الحكمة، قبل أن يعود الى طرابلس مطرانا عليها، وأبا لأبنائها من كل الطوائف، ومحفزا لتعزيز الدور المسيحي في المدينة والجوار.

رسائل كثيرة حملها معه المطران سويف الى الضنية، ولعل أهمها وأبرزها التأكيد على أن هذه المنطقة التي تنتمي بروحها وقلبها الى لبنان وتتعانق الكنائس مع المساجد في بعض بلداتها، هي خير شاهد على ثقافة المحبة والسلام، وفي ذلك رد واضح وصريح على كل من يحاول إستهداف هذه المنطقة أو الاساءة إليها، من خلال التذكير بأحداث مرّت عليها ذات تاريخ مشؤوم وكانت مع أهلها ضحيتها الأولى.

لا شك في أن الزيارة الراعوية الى الضنية وما شهدته من حفاوة في إستقبال المطران سويف في كل المناطق كانت دليلا ساطعا على أن هذه المنطقة متمسكة بتنوعها الطائفي ضمن ثوابت الوحدة الوطنية والعيش المشترك، ولعل تفاعل أبناء سير المسلمين منهم قبل المسيحيين مع الزيارة والتعبير عن فرحتهم بها والكلمات التي ألقيت لا سيما من رئيس البلدية أحمد علم، وجار الكنيسة المحامي طلال الفاضل، تؤكد على التمسك بالوجود المسيحي في هذه المنطقة، وعلى ضرورة تفعيله وتكريس ثقافة الانفتاح والحوار والمنافسة بين ابناء سير على إختلاف طوائفهم من خدمتها وتحسين واقعها، حيث كانت رسالة من المطران سويف لأبناء البلدة بالعودة الى وطنهم ومنطقتهم لخدمتها وتعزيز دورها.

أكد المطران سويف من خلال زيارته أنه سيكون راعيا لكل أبناء الضنية، وهو في عظته في كنيسة القديس جرجس حيث ترأس الذبيحة الالهية وضع العديد من الثوابت التي من شأنها أن ترسم خارطة طريق لمستقبل التعايش في سير وسائر بلدات الضنية، حيث أكد أن من يتمسك بالرجاء لا بد له أن يختبر التجدد المبني على الحب والسلام، مشددا على أن الضنية هي خير شاهد على المحبة والسلام عبر تاريخها الحديث والقديم  فهي صورة جميلة عن لبنان بثقافته المتنوعة وبقبوله للتعددية.”

ومن سير دعا المطران سويف الجميع الى تجديد إنتمائهم للبنان الغني بعائلاته الروحية التي تعيش وتختبر التعددية في ظل الوحدة. كما أدعو الجميع للعمل على العيش بسلام وللانتفاض على الواقع المرير الذي نعانيه متمسكين برجائنا وايماننا بفجر جديد لا بد من ان يدركه لبنان واللبنانيون”.

كما أكد المطران سويف ان “صورة التلاقي التي تجسدها بلدة سير الضنية حيث يعانق المسجد الكنيسة، هي خشبة الخلاص الوحيدة التي قد تنقذ لبنان من محنته، فاتحاد ابناء الوطن هو الكفيل بتخطيهم صعابهم وأزماتهم”.


مواضيع ذات صلة:


 

Post Author: SafirAlChamal